عـــذابــات آدم قصيدة جديدة للاديب الكبير الدكتور/ محمد مسعد العودي

12 - نوفمبر - 2013 , الثلاثاء 06:52 مسائا
2710 مشاهدة | لا يوجد تعليقات
الرئيسيةفكر و ثقافة ⇐ عـــذابــات آدم قصيدة جديدة للاديب الكبير الدكتور/ محمد مسعد العودي

الضالع نيوز ـ خاص .

عذابات آدم (الجزء الأول)

للشاعر والاديب الكبير الدكتور/ محمد مسعد العودي


راودتني زليخا ولست نبياً


فمال الغبيط بأحلامنا

فارتددتُ إالى الجبِّ

متقياً ظلمة السجنْ..

وكان قميص التآمر في حضن يعقوب

بلله بدموعِ الحنين إلى لحظة الوصل..

إنَّ تاريخنا مأتمٌ منذ بدء الخليقةِ

والنفخةِ الأبديةِ في جوف طينٍ

يصلصل كالكوز

ثمَّ استفاق على دهشةِ الأمكنةْ..

على عجلٍ جئت يا نبتةَ الطينْ..

مُذْ ذاكْ..

أيامنا غلفتها الخديعة والمكر..


من حين صدقتُ إبليس فانهتك الستر عن سوأتي ..

مذ ذاكْ..

وتلك الخديعة تسحلني خلف أقدامها

وتجرجرني نحو وهم الطموح..

مذ ذاكْ؛

منذ أن طردتني الخطيئة عن موطني

وأنا تائهٌ في دروب التوهم والزيف

تغتالني الأمنيات

وتسحرني الكلمات

فأظهر من شرفة الحرف

مبتسما نحو زهرا الحقول

وموج البحار

وقطر السماء

ورمل الصحاري التي رملت عشقنا

الصحاري التي أنبتت نخلة العشق

ثم استوى ثمرا يانعا يطعم الأنبياء..

الصحاري التي فرخت كرمة الشعر

يحدو به العربي

على وقع أقدام قافلةٍ

من جنون المسافة بين الزمان وبين المكانْ..

الصحاري التي دفن الرمل

تاريخ أجدادنا تحتها



أيها العربي المغلف بالنفط

إنَّ الشعوب التي أنفطتْ

سوف يغرقها نفطها

وسيبقى المكان الذي وقَّعته قوافلنا نائماً لا يموتْ..

سيصحو على صرخة الرمل

هذا المكان الذي صاح في أذن الفيل:

محمود .. أبركْ.. محمود.. أبركْ..

فهذا هو بيت ربك .. لا تقتربْ.

وجاء الغمام بسجيلها بغتةً..

وجيش الغزاة استوى مثل عصفٍ

تفتت من شدّة القضم..



وفي غفلةٍ من جنون السنين العجاف

أتتني زليخا تراودني

تلك عادتها منذ بدْ الخليقةْ..

وأنا عادتي في ليالي الجنون

أراود وحيَ القصيدةْ..

وأرقص شوقاً على طلل القُبحْ..

أسقي زهوري على قمَّة الملحْ..

أبني على جبل الثلج عرشي..

وأنهض من كبوتي مارجاً من جحيمْ..

صارخا:

أيها العربي المسجى بموت الشقاق

ووهم التشظي وزيف النفاق

وعشق الخلافات والمذهبية..

كالناس أنتَ..

ولستَ سوى رجلٍ كالرجال

الذين بنوا من طموحاتهم عالما لا يزولْ..

كالناس أنتَ..

وإنْ كان تاريخ أجدادنا من خرافات جداتنا

فتاريخ كل الشعوب أساطير أجدادهم عبر كل العصور

فودع هريرةَ وامتشق السيف

واسمع لمئذنة الحقِّ

وانظر إلى قبة القدس

صفراء زاهيةً فاقعاً لونُها

فليس عدوك دين اليهود

وليس عدوك دين المسيح

ولكنهم يعتدون

فعدوا لهم ما استطعتم من البارجات

وعدوا لهم ما استطعتم من القاذفات

وعدوا لهم ما استطعتم من الطائرات

ولا تستكينوا لظلم كليبٍ

وتستجيبوا لمكر البسوسْ..

فزرقانا تبصر الآن غزواً وشيكاً

يُيَتّمُ أيامنا العاثراتِ

يمزق أوصالنا المنهكاتْ..

إننا راكبون على عربات التشظي


..........

*عام على رحيل رائد النشيد الإسلامي* *رضوان خليل (أبو مازن)* الضالع نيوز - خاص - فؤاد مسعد النور ملء عيوني والحور ملك يميني وكالملاك أغني في جنةٍ وعيونِ في القاهرة قضى رائد النشيد الإسلامي سنواته الأخيرة حتى وفاته في الـ15 مارس 2023، عن عمر ناهز 70 عاماً، تاركاً أثراً خالداً من تتمة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟

الإسم:

البريد الإلكتروني :

العنوان :

نص التعليق :
*

مساحة إعلانية

فيس بوك

تويتر

إختيارات القراء

إختيارات القراء

لا توجد مشاهدة

لا توجد تعليقات