جنوب اليمن فوق صفيح ساخن ( تقرير )

24 - نوفمبر - 2014 , الإثنين 04:35 مسائا
2790 مشاهدة | 1 تعليق
الرئيسيةاخبار وتقارير ⇐ جنوب اليمن فوق صفيح ساخن ( تقرير )

جنوب اليمن فوق صفيح ساخن ( تقرير )

الضالع نيوز | الخليج

تبدو عدن، حاضرة الجنوب والعاصمة الاقتصادية والتجارية لليمن على موعد وشيك بحلول الثلاثين من نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري مع تحولات دراماتيكية غير معهودة في نمط تحركات وأنشطة القوى والمكونات السياسية والمجتمعية المتشبثة بمطلب فك الارتباط بين الشمال والجنوب

قد أشعل سقوط العاصمة صنعاء في 21 سبتمبر/ أيلول المنصرم في قبضة الحوثيين وتصعيد الحوثيين لتحركاتهم وأنشطتهم التوسعية حماس فصائل الحراك الجنوبي المتشددة لاستثمار الظروف الاستثنائية التي تمر بها العاصمة صنعاء والمحافظات الشمالية للقيام بخطوات تصعيدية في اتجاه حشد الدعم الشعبي بالمناطق الجنوبية لتحقيق هدف فك الارتباط مع الشمال .

المفارقة اللافتة أن مثل هذه الفصائل تراجع حضورها في مشهد التصعيد القائم الذي تختزله مخيمات الاعتصام المنصوبة بساحة الشهداء في مقابل ظهور مميز وفاعل للمكونات المجتمعية والنقابية للشرائح الطلابية والعمالية والتي تعد الأكثر تأثيراً وبروزاً في الساحة .

واعتبر الناشط السياسي بساحة الشهداء في عدن ناصر عبد الحبيب باعباد ل”الخليج” أن تصاعد المطالب بفك الارتباط بين الشمال والجنوب في العديد من المدن الجنوبية يمثل جزءاً من تداعيات الفشل الذريع للرئاسة اليمنية وحكومة الوفاق السابقة في إدارة ما وصفه ب”أزمة الثقة المزمنة” التي يستشعرها الشارع الجنوبي حيال امكانية ايفاء الرئاسة والحكومة بالوعود المتعلقة بتعويض المتضررين من تداعيات حرب صيف 1994 أو التسريع بتنفيذ النقاط ال 31 التي تم التعهد بتنفيذها وشكلت لجنة حكومية بتوجيهات رئاسية لإنجازها .

وأشار باعباد إلى أن حالة الضعف والخور التي اتسم بها موقف الرئاسة والحكومة حيال تمدد الحوثيين في العديد من المحافظات الشمالية وسيطرتهم على العاصمة صنعاء عززت الانطباعات الشعبية في الجنوب بأن النظام الحاكم “سقط”، وأن ثمة فرصة تاريخية يجب التقاطها لاستعادة الدولة الجنوبية وتحقيق فك الارتباط مع الشمال المتخم بالمشكلات والصراعات المسلحة .

حراك سياسي لافت

تشهد عدن ومنذ 14 أكتوبر/تشرين الأول المنصرم، حالة من الحراك السياسي، عبّرت عنه تحركات مكثفة للعديد من المكونات السياسية الجنوبية لإبرام تحالفات طارئة أو تعزيز أطر التنسيق مع مكونات مماثلة بهدف مواكبة الزخم الشعبي وتكوين تكتلات سياسية لمواجهة استحقاقات مرحلة ما بعد استعادة الدولة الجنوبية .

ومن أبرز هذه التحركات تشكيل للجنة مشتركة وموحدة للمجلس الاعلى للحراك الثوري السلمي لتحرير واستقلال الجنوب والتي بادرت إلى عقد العديد من الاجتماعات كان آخرها يوم 14 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري والذي خلص إلى اقرار تشكيل لجنة لإعادة صياغة وثائق المجلس الأعلى مكونة من ستة أعضاء، واستعراض نتائج الحوارات التي يجريها المجلس الأعلى للحراك الثوري عبر ثلاث لجان مع “جبهة الانقاذ الوطني و”مؤتمر القاهرة “ورابطة ابناء الجنوب العربي “بهدف تشكيل تحالف جنوبي موحد لهذه المكونات الجنوبية الفاعلة كنوع من المواكبة لتصاعد الفعل الثوري وتمدد الاعتصامات الشعبية واتساعها في كل من “عدن والمكلا بحضرموت .

وقد أقرت القوى والمكونات السياسية والمجتمعية المتشبثة بمطلب فك الارتباط بين الشمال والجنوب والموقعة على بيان “14 أكتوبر” تنفيذ جملة من الإجراءات والخطوات التصعيدية بحلول 30 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري من قبيل إعلان عصيان مدني في كافة المؤسسات والمرافق الحكومية في عدن وبخاصة في المنافذ الجوية وميناء عدن والبنوك والمصارف، بالترافق مع تكثيف المسيرات والفعاليات الميدانية المطالبة بفك الارتباط مع الشمال، لكن ثمة مخاوف متصاعدة وموضوعية يتشاطرها الكثير من الموظفين والعمال وحتى التجار المنحدرين من المحافظات الشمالية من أن تتحول مظاهر التصعيد الوشيك إلى أعمال ذات طابع عدواني تتسبب في تعرضهم ومصالحهم للضرر والأذى .

وعبّر مهيوب سعيد عبدالله الشيباني، وهو من أبناء محافظة تعز، ويمتلك بالشراكة مع شقيقه الأكبر مطعماً شعبياً بمنطقة التواهي في عدن، عن طبيعة المخاوف والتوجسات التي بات يستشعرها جراء ما يعتمل وبشكل مضطرد على واجهة المشهد العام بعدن .

ويقول الشيباني: قدمت إلى عدن برفقة شقيقي الأكبر في العام ،2003 وتمكنا من إنشاء هذا المطعم للتكسب والترزق، لم يحدث من قبل ان شعرت بالقلق او الخوف على نفسي أو مالي، لكن هناك من يسعى إلى التأجيج ونشر أجواء من الكراهية والتمييز بين الشمالي والجنوبي .

ويضيف الشيباني قائلاً: “بالنسبة لي وشقيقي لن نعود إلى تعز، سنبقي هنا مهما كانت الظروف، ونتمنى أن يظل اليمن موحداً شمالاً وجنوباً، لأن الوحدة أفضل للجميع″ .

هذه المخاوف برزت عندما أصدرت الفعاليات المجتمعية والنقابية، ومن بينها العديد من فصائل الحراك الجنوبي، في الرابع عشر من شهر أكتوبر/تشرين الأول المنصرم، والذي صادف الموعد السنوي للاحتفاء بحلول ذكرى ثورة اكتوبر ،1963 خطاباً تحريضياً ضد كل ما هو شمالي، تبنت خلاله بياناً سياسياً حددت من خلاله ملامح خطوات تصعيدية غير مسبوقة سيتم تنفيذها خلال الفترة الممتدة من 15 أكتوبر/تشرين الأول الماضي وحتى 30 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري .
وتضمن ذات البيان ما يمكن وصفه ب”الإنذار التحذيري المبكر” والمزدوج الموجه لكل من الحكومة والشركات النفطية العاملة الناشطة في استخراج النفط وتكريره بعدد من المحافظات الجنوبية، إلى جانب المقيمين والموظفين العاملين في المؤسسات الحكومية من أبناء المحافظات الشمالية بأن عليهم سرعة إخلاء المرافق الحكومية والمنشآت الأمنية والعسكرية والأمنية وتسليمها للجنوبيين ووقف عمليات استخراج النفط وإنتاجه .

انقسام حول التصعيد

انقسم سكان عدن حول ما يدور في مدينتهم والجنوب عموماً بين مؤيد ومعارض للخطوات التصعيدية، ويشير نجيب عبد الواسع الخالدي، وهو نقابي بارز بساحة الشهداء، في تصريح ل”الخليج” إلى أن ما يحدث في عدن وفي ساحة الشهداء من مظاهر تصعيد للأنشطة والفعاليات المطالبة بفك الارتباط بين الجنوب والشمال ليست حركة تمرد على الدولة ولكنها “ثورة شعبية” تستمد زخمها من مشاركة شرائح اجتماعية وقبلية وشعبية بسيطة في مخيمات الاعتصام، وهو ما يجسده قيادة المكونات والمنظمات المجتمعية والتكوينات النقابية الطلابية والعمالية لمشهد التصعيد المضطرد القائم الذي لايبدو للأحزاب السياسية المعتدلة فيه أي اثر .

ويقول الخالدي: “الأوضاع في عدن والمحافظات الجنوبية خرجت عن السيطرة حالياً، ولم يعد أمام الرئيس عبدربه منصور هادي والحكومة في صنعاء من خيار سوى الاحتكام لاستفتاء شعبي تتاح من خلاله لأبناء المناطق الجنوبية حق تقرير المصير” .

من جانبه، اعتبر عبد الحكيم سيف، وهو أكاديمي متخصص في علم الاجتماع السياسي من أبناء محافظة عدن، أن ما تضمنه بيان 14 أكتوبر، الصادر عن المكونات السياسية والنقابية التي شاركت في مليونية الاستقلال المقامة في ساحة العروض يوم 14 أكتوبر المنصرم، يمثل “تصعيداً متطرفاً” لا يعبّر بالضرورة عن توجهات العديد من الشرائح الشعبية والاجتماعية بعدن والمناطق الاخرى الجنوبية .

وقال سيف إن بيان 14 أكتوبر استهدف بما تضمنه من تهديد ووعيد وتحذيرات لأبناء المحافظات الشمالية العاملين في المناطق الجنوبية رفع سقف التصعيد، وبث رسائل سياسية للأطراف الإقليمية والدولية بأن ما يعتمل في عدن وبعض المناطق الجنوبية كحضرموت والضالع هو ثورة شعبية حقيقية تسعى إلى انتزاع استقلال الجنوب واستعادة الدولة الجنوبية” .

الانفصال . . أعلام وصور

يبرز “الانفصال” كنزعة متطرفة ترتسم بمظاهرها القاتمة في أرجاء عدة من مدينة عدن، في هيئة أعلام شطرية ولافتات متفاوتة الأحجام وصور لقيادات بعضها لايزال في الخارج منذ العام ،94 ويمتلك حضوراً ملموساً في مشهد التصعيد القائم من خلال تزعمه لفصائل ناشطة في الحراك الجنوبي؛ فيما تحول ميدان الشهداء الذي نصب فيه ناشطون سياسيون ومنذ الرابع عشر من اكتوبر المنصرم، مخيمات اعتصام مفتوح بالتزامن مع مظاهر احتفالية حاشدة بحلول ذكرى الثورة التي انطلقت في العام 1963 وحررت الجنوب اليمني من الاستعمار البريطاني عام 1967 إلى ساحة مكتظة بمجاميع حاشدة وإضافية من الوافدين من مختلف المناطق الجنوبية للمشاركة في فعاليات “التصعيد الثوري” الهادف إلى “استعادة الدولة الجنوبية”، وهي أبرز الشعارات التي يتداولها المعتصمون بالساحة في حالة استثنائية من التوافق عززها غياب الأحزاب والمكونات السياسية المعتدلة كالحزب الاشتراكي اليمني وحزب الإصلاح وحزب المؤتمر الشعبي العام .
.

مواقف إقليمية ودولية
.

على الرغم من الجهود والمساعي التي ما انفكت تبذلها قوى وفصائل الحراك الجنوبي بهدف حشد الدعم الإقليمي والدولي لتأييد انفصال الجنوب عن الشمال، فإن كل هذه المساعي والجهود لم تحرز حتى الآن نتائج تذكر جراء تعاطي الأطراف الإقليمية والدولية بالكثير من الحذر مع تطورات مشهد التصعيد القائم في الجنوب واتجاه معظم هذه الأطراف إلى تأكيد ثوابت مواقفها المعلنة المؤيدة لوحدة اليمن والرافضة للانفصال وفك الارتباط بين الشمال والجنوب .
.
واعتبرت مصادر دبلوماسية غربية رفيعة ل”الخليج” أن استمرار الوحدة بين شمال اليمن وجنوبه هو الخيار الأفضل لدى معظم الأطراف الإقليمية والدولية، لاعتبارات تتعلق بكون فك الارتباط بين الشمال والجنوب ستترتب عنه تداعيات كارثية من قبيل انفجار صراعات مسلحة جديدة وبخاصة في الجنوب .
.
وتشير هذه المصادر إلى أن استمرار حالة الضعف القائمة للسلطة المركزية بصنعاء وتصاعد مظاهر الفوضى والانفلات الأمني والافتقاد للاستقرار السياسي، سيدفع حتما بالأوضاع في الجنوب إلى المزيد من التصعيد الذي قد يصل إلى حد فك الارتباط بالقوة مع الشمال وليس عبر عملية سياسية توافقية .

الضالع نيوز/متابعات أغلقت مليشيا الحوثي العشرات من مساجد النساء في محافظة إب، وسط البلاد، ضمن انتهاكات واسعة تطال المساجد ودور العبادة بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها المسلحة. وقال سكان محليون، إن مليشيا الحوثي، أغلقت مصليات النساء في أغلب مساجد مدينة إب ومدنها الثانوية في يريم والقاعدة والعدين تتمة
    يماني قال فهموه
    بن جنيد باوزير
    25 - نوفمبر - 2014 , الثلاثاء 09:06 صباحا
    الجنوب العربي فوق صقيح ساخن . على ابويمن مغادرة الجنوب العربي

هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟

الإسم:

البريد الإلكتروني :

العنوان :

نص التعليق :
*

مساحة إعلانية

فيس بوك

تويتر

إختيارات القراء

إختيارات القراء

لا توجد مشاهدة

لا توجد تعليقات