الضالع نيوز | صنعاء

وصف الدكتور نجيب غلاب – أستاذ العلوم السياسية ورئيس مركز الجزيرة للدراسات- تصريحات اللواء الصبيحي بالمهمة، مشيراً إلى أن الافعال أهم من الاقوال.

وقال غلاب «وإذا لم يتمكن الصبيحي من لملمت الجيش وقيادة معركة الجيش بالشكل المطلوب فإن فشله سيكون الطعنة القاتلة ليس للجيش بل ولليمن شعبا ودولة».

وأضاف إن «مسيرة وزير الدفاع اللواء الصبيحي العسكرية أكثر نقاء ويبدو مخلصا لشرفه العسكري ولديه مؤهلات القائد العسكري الذي يستحق موقعه الذي تم تعيينه فيه»

وأوضح أن الكارزما التي يملكها اللواء الصبيحي محببة للجنود ناهيك عن نظافة يده وإخلاصه لعمله، منوهاً بأنه تمكن من إعطاء انطباع كقائد صادق ومحبوب شعبيا في الشمال والجنوب.

وأشار إلى أن مكمن الخطر والتآمر لإفشاله بدأ يعمل على قدم وساق وليست الحوثية وأفعالها إلا مقدمة لتوريطه في صراعات منهكة وسيدفعون بالتمرد في الجيش لإظهاره كقائد فاشل.

وتابع غلاب قائلاً: «لا أعتقد أن الرئيس هادي سيمكنه من تحقيق أي انجاز وسيوظف أدوات كثيرة مع حلفائه لإعاقة أي انجازات تمكن الصبيحي من إعادة هيبة الجيش»، لافتاً إلى أن الحوثيين سيقودون معركة مصيرية أمام إعادة بناء الجيش الذي يحتاج الى جهود جبارة لإخراجه من وضعه الراهن فالمعافاة في الجيش تتناقض مع مصالح وطموحات المليشيات التي تسعى لتدميره لتصبح ميليشيات الحوثي وبقايا الجيش هما القوة الضاربة الوحيدة في البلاد.

وأكد غلاب أن الصبيحي أكثر مصداقية حتى مع خصومه وبإمكانه أن يواجه بوعي وطني ولن يخون، مردفاً: «وإذا دفع الى اتخاذ قرارات مغايرة لواجبه المنوط به فسيكون واضحا وقاسيا وسيحمي ما يمكن حمايته حتى يتمكن من حماية مصالح شعب الذي انهكته الصراعات العبثية».

وقال إن «الصبيحي قد يجبر على اتخاذ قرارات جذرية وبالاتجاهات التي يفرضها الواقع في حالة أوقعوه في مؤامرة لن تحتملها روح قائد يدرك لعبة التناقضات الا ان لديه طاقة كافية ليعبر عن غضبه»، متوقعاً أن الصبيحي قد يبعث من هذا الرماد نارا وقودها كل عابث وهو قادر على ذلك.

واستدرك: «يحتاج الجيش الى ميزانيات كافية وإلى إعادة بناء وإلى تكثيف الموارد والتدريب وإعادة الثقة بنفسه وهذا الامر قد يحتاج الى دعم عربي واضح والى تفكيك الصراعات داخل الجيش ومن المهم ان يحصل الجيش على اسناد شعبي كامل ليتمكن من تحقيق وظائفه».

وتابع غلاب حديثه قائلاً: «الأهم هو أن الدولة على وشك الإفلاس ويعاني الجيش من نقص في التمويل وروحه المعنوية منهارة بعد تفكيكه والاهانات المتلاحقة التي اصابت روحه في مقتل ولا يمتلك الموارد الكافية لإدارة معاركة وتسعى الميليشيات لتفكيك التضامن داخل المؤسسة وستعمل على شراء الولاءات حتى تصل به الى الانهيار التام».

ولفت إلى أن الضربة القاصمة التي أدت إلى تحكم الحوثيين وأتباعهم ومن رضخ لهم لكل مؤسسات الدولة التي اصبحت مختطفة في أيدي تمرد لا يرى في الدولة الا في اعتباره غنيمة لانتصارهم الغامض لأغلب المراقبين، هو بسبب الانهيار والاستسلام والخيانة في أهم مفاصل الدولة مؤسستي الجيش والامن.

ومضى قائلاً: «أتذكر تصريحات وزير الدفاع السابق وهو يتحدث عن أن القوات المسلحة ستبقى حصن اليمن المنيع ضد أي متهاون أو عابث او محاولة الاستعلاء على الدولة وعلى النظام والقانون بالقوة وتأكيداته الدائمة ان الروح المعنوية للجيش عالية وانهم سيحمون التغيير واليمن من اي عابث».

واستطرد غلاب: «ولو عدت الى تصريحاته الكثيرة لوجدت ما يجعلك مطمئنا ومتيقن ان هناك قائد متحفز وصارم الا ان الواقع كان يسير بالاتجاهات المعاكسة لما يقول»، مستدركاً: «فجأة انهار الجيش أمام ميليشيات فوضوية وحدثت خيانات لا يمكن فهمها حتى اللحظة».

ولم يستثني غلاب المؤسسة الأمنية من ذلك رغم تصريحات قياداتها العنترية وجدناها تقع فريسة للميليشيات.

وبيّن أن ذلك الانهيار والاستسلام والخيانة في العمود الفقري للدولة شكّل الضربة القاصمة التي أدت الى تحكم الحوثية واتباعهم ومن رضخ لهم لكل مؤسسات الدولة التي اصبحت مختطفة في أيدي التمرد الحوثي.

واختتم غلاب حديثه بالقول: «ما يهم هو ان اللواء الصبيحي لن يسمح للميليشيات في التحكم بالجيش حتى لو أدى الامر الى انشقاقات مؤلمة وهذا الامر كفيل بإدخال اليمن بصراع طويل لن يكون الخاسر فيه إلا الحوثة أيا كانت النتائج على مستقبل الدولة اليمنية الموحدة».



المصدر | الخبر