الضالع نيوز-خاص

لم يبتلعه البحر، ولم تأكله الأسماك.. بل قذفه ليبقى شاهدًا على الحال التي وصلنا لها من جرم وخذلان، الصورة تتكلم لا نحتاج إلى تعليق، “تبًا لإنسانيتهم المزعومة”.. القدر الأجمل أنه رحل، رحل إلى الله، وما عند الله خير وأبقى.الصورة لخصت المأساة.. لم يتحرك العالم عندما غرق 200 سوري في عرض البحر، ولا عندما اقتحم مئات اللاجئين السوريين محطات القطارات في أوروبا، وهم جوعى وعطشى، ولا عندما قتل بشار الأسد الآلاف بالبراميل المتفجرة، فجاءتهم صورة الطفل الغريق “عيلان الكردي” لتصفع ضمير العالم، وتوحّد الضمير الشعبيالعربي؛ ليطرق بقوة على رؤوس الأنظمة الصامتة.لم يغرق أطفال سوريا، إنما غرق الضمير العربي، والعالمي، وغرقت أمة المليار مسلم، التي لم تقدم أي دعم لهؤلاء اللاجئين، وتركتهم يجوبون البحار هربًا إلى الدول الأوروبية.

مغردون توصلوا إلى اسم الطفل الذي عثرت عليه فرق إنقاذ تركية على سواحل مدينة “بودروم”، وقال إنه “عيلان الكردي”، وإنه لم يمت وحده، بل كان معه أخوه “غالب”، أما أسرته فلا أحد يعلم عنها شيئ

ًا.الطفل عيلان الكردي لم يموت وحده كان معه اخوه غالب ماتا غرقا بعد ان هربوا من جرائم بشار#غرق_طفل_سوري#assadcrimespic.twitter.com/HQskj0OJQp— #IRAQ شمرية العراق )@moonnor27(September 2, 2015وكتب الصحفي الفلسطيني رضوان الأخرس يقول إن ما يزيد مأساة هذا الطفل أنه فلسطيني من اللاجئين الذين يعيشون في سوريا “شرّد الصهاينة جده، ويُشرد اليوم مرة أخرى“

:ينبغي الإشارة إلى أن الطفل الغريق هو فلسطيني من اللاجئين الذين يعيشون في#سورياشرد الصهاينة جده ويُشرد اليوم مرة أخرى.#غرق_طفل_سوري— رضوان الأخرس )@rdooan(September 2, 2015الصحافة العالميةالصحافة العالمية تناولت قضية غرق الطفل السوري، واهتمت بنشر تفاصيل الكارثة، ومأساة الطفل والسؤال عن شخصيته، وألقت الأضواء على مأساة اللاجئين السوريين في الغرب، صحيفة“ديلي ميل”كتبت القصة نفسها التي رواها المغردون، عن اسم الطفل الغريق، ووصفت صور الطفل المفزعة على الشاطئ، والمياه تجرفه، وهو ملقى ساكنًا على وجهه كأنه نائم بأنها “صور تقطع القلب”، ومع هذا حجبت الصحيفة كل صورالطفل وأخفت وجهه، وجسده كله كي لا تصدم القراء!وقالت السلطات التركية، إنها تمكنت من التعرّف على هوية 12 مهاجرًا سوريًا، بينهم 8 أطفال، عقب انتشال جثثهم من بحر إيجه، كانوا في طريقهم لليونان؛ بينهم هذا الطفل الغريق الصغير.وتطرقت صحف أجنبية عديدة للمأساة، مطالبة بتدخل دولي لحل مشكلة التائهين في البحر؛ هربًا من حكم الأسد، وحل عاجل لمشكلة سوريا، فيما صمتت صحف أخرى، ولم تتحدث عنها

.صحيفة “الإندبندنت” البريطانية نشرت صورة الطفل على صفحتها، وإلى جانبها ملاحظة تقول “تحذير إن هذا المقال يضم صورًا مؤلمة”.وكتبت تقول:“إن لم تغيّر هذه الصورة المؤثرة موقف أوروبا مما يحصل مع اللاجئين السوريين، فما الذي سيغيره؟”.الغضب من الحكومات العربيةودشن مغردون عددًا من الحسابات منها: #غرق_طفل_سوريو#مليون_حساب_لصورة_الطفل_الغريق، و“الطفل السوري”.

آلاف النشطاء والمثقفين والدعاة والسياسيين العرب صبوا جام غضبهم على حكومات بلادهم، وعلى حكومات الغرب أيضًا، بعد انتشار فيديو وصورة الطفل.أشعلت تويتر ياصغيرنا وأشعلت قلوب الأحياء من البشر أبكيتنا وأخجلتنا وفضحت عجزنا وكشفت ضعفنا وأظهرت خورنا#غرق_طفل_سوريpic.twitter.com/Ic0sdjQrST— علي بن أحمد الحطاب )@alialhattab2(September 2, 2015رواد مواقع التواصل الاجتماعي اتهموا الحكومات العربية بالصمت على جرائم بشار الأسد، وبالانصياع للضغط الأمريكي والأوروبي.ومع هذا فقد وحدت الصورة، الضمير الشعبي العربي، وأجمع المغردون على ضرورة التحرك السريع؛ لإنقاذ من تبقي من السوريين من جحيم الحرب وجحيم البحر، وفتح أبواب الدول العربية لاستقبالهم، وتشابهت تغريداتهم في تحميل الأنظمة العربية المسؤولية الأولى، والحكومات الأجنبية المسؤولية الأخلاقية.

وحمّل المغردون حكومات الدول العربية، كامل المسؤولية؛ لأن “بشار الأسد لا فائدة من لومه، ولم يعد يخجل لمثل هذه الجرائم، لكن اللوم على من يستطيع وقف هذه المآسي، ولم يفعل ذلك بعد“، ودعا مواطنونخليجيون حكوماتهم لفتح أبواب بلادهم أمام دخول اللاجئين السوريين.وقال مغردون إن “هذه الصورة تجعل حكومات العرب في خندق واحد مع نظام الأسد وحزب الله وإيران، في حال لم تتخذ إجراءات فائقة السرعة لاستقبال اللاجئين السوريين، أو توفير غطاء جوي لهم يحميهم من براميل الأسد“.

القيادي في المعارضة السورية “أحمد رمضان” كتب يذكّر الدول العربية بأن هذا الطفل ليس هو الضحية الوحيدة، ويذكرهم بضحايا الأسد الكثر، مؤكدًا أن “بشار الأسد قتل في شهر أغسطس الماضي 1852 سوريًامنهم 386 طفلاً، وامرأة )21%(، وكان نصيب دمشق وريفها وحلب 1036 شهيدًا أي )56%(.

وحمّل آخرون إيران المسؤولية؛ لأنها تدعم طاغية سوريا، واعتبروا أن قيادتها مسؤولة عن سفك دماء السوريين، وعن تهجيرهم وغرقهم في البحر، بعدما نشرت قوات الحرس الثوري هناك، كما أنها تمد بشار الأسد بالبراميل المتفجرة.فيما حمل فريق آخر الغرب المسؤولية؛ لأنه يماطل في التخلص من بشار الأسد، ويمد يده له، ويطالب بدور له في مستقبل سوريا بعد كل جرائمه، واتهموا الغرب بأنه يدعم الأسد.

كي لا ننسى :

دول أوربا وأمريكا هي اللاعب الأساس في بقاء النظام واستمرار مجازره وتسببه بالتهجير والإبادة فلا تكثروا التطبيل لهم#غرق_طفل_سوري— عبد المنعم زين الدين )@abdalmonaem11(September 2, 2015كي لا ننسى : دول أوربا وأمريكا هي اللاعب الأساس في بقاء النظام واستمرار مجازره وتسببه بالتهجير والإبادة فلا تكثروا التطبيل لهم#غرق_طفل_سوري— عبد المنعم زين الدين )@abdalmonaem11(September 2, 2015جبل عرفات.. مأوي اللاجئين

وكتب الصحفي المصري حازم غراب يدعو لفتح جبل عرفات أمام اللاجئين السوريين، وسوف يتكفل بهم الحجيج،قائلاً: “جبل عرفات ملاذ لهم.. افتحوا جبل الرحمة، وانشروا الخيام في مِنى للاجئين السوريين. سيتكفل بهم الحجيج هذا العام، وكل عام. سيحضر لهم كل حاج كسرة خبز، وشربة ماء. لا حاجة لأموال النفط المكتنزة في مصارف الغرب“.وكتب “أبو عبد الرحمن السوري” يقول إن: “إيواء كل دولة نفط خليجية 20 ألف سوري كلاجئ! أهذا الذي استطعتم عليه، فعلاً ما وجدنا فيكم نخوة المعتصم“.وقالت الناشطة هبة عرفات: “هذا الطفل ليس أول طفل يستشهد، وطريقة موته ليست أبشع طريقة موت، لكن حدثت الصدفة بوجود أحد الأشخاص صوّر الفاجعة، وأطفال سوريا لهم 4 سنين يُقتلون دون أن نرى صورهم“.د.سليمان المشعل..

اعتبر صورة هذا الطفل وصمة عار على جبين كل من خذله.#غرق_طفل_سوريالحدث والصورة وقبلها السبب والدافع؟ ستبقى وصمة عار على جبين كل من خذل هذا الطفل وعائلته وجميع اللاجئينpic.twitter.com/5Yg8MOFmrl— د . سليمان المشعل )@drsalmeshal1(September 2, 2015واعتبر عبدالمنعم زين الدين أن غرق الطفل غرق لضمائر العالم المنافق.كي لا ننسى : دول أوربا وأمريكا هي اللاعب الأساس في بقاء النظام واستمرار مجازره وتسببه بالتهجير والإبادة فلا تكثروا التطبيل لهم#غرق_طفل_سوري— عبد المنعم زين الدين )@abdalmonaem11(September 2, 2015وكتب مواطن سوري يقول: “لا تطلبوا من العرب والعالم مساعدتنا، من لم تحركه مجازر الأسد بالبراميل، والكيماوي على مدار 5 سنوات لن تحركه حادثة“.

لا تطلبوا من العرب والعالم مساعدتنا من لم تحركه مجازر الأسد بالبراميل والكيماوي على مدار 5 سنوات لن تحركه حادثة#غرق_طفل_سوري— مجاهد الشام )@moujahedalsham(September 2, 2015وتندر د. راكان بن سياف على ذهاب زمن عمر والمعتصم وصلاح الدين، ليصبح مصير أطفال المسلمين “الموت حرقًا أو الموت غرقًا“.ذهب زمن عمر و المعتصم و صلاح الدين وأصبح مصير أطفال المسلمين : "الموت حرقا أو الموت غرقا"#غرق_طفل_سوريpic.twitter.com/sh9K6D15zC— د. #راكان_بن_سياف )@binsayyaf(