سجون النساء في الحديدة .. واقع مر وقصص تفطر القلب

03 - فبراير - 2014 , الإثنين 03:39 صباحا
6080 مشاهدة | 1 تعليق
الرئيسيةاخبار وتقارير ⇐ سجون النساء في الحديدة .. واقع مر وقصص تفطر القلب

الضالع نيوز -الجمهورية -غمدان ابوعلي

معظم السجينات بمدينة الحديدة لا يزلن يعشن ظروفا نفسية صعبة جراء بقائها في السجن دون أية محاكمة, وأصبحت النهاية المحتومة للعديد منهن الوقوع في دائرة العنف والاستغلال والوصول إلى السجن في جرائم وتهم متعددة لا وجود لها، ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل نجد كثيراً من النساء السجينات يعانين من ظلم الأسرة والمجتمع لهن بفعل النظرة القاسية لهن من المجتمع..
ظلم الأسرة والمجتمع
تعيش الكثير من الفتيات بمدينة الحديدة خلف قضبان السجون, البعض منهن محكوم عليهن بأحكام قضائية وأخريات غير محكوم عليهن حتى اليوم معاً يعشن في زنزانة واحدة يتبادلن أحزانهن وآلامهن فرغم أن غالبية السجينات هنّ أمهات ويعشن مع أولادهن في السجن ولا دار تجمعهن مع أطفالهن خارج السجن وهذا كان صرخة صامتة من وراء القضبان الغاضبة.
وعلى الرغم من كثرة النجاحات التي حققتها المرأة اليمنية في مجالات مختلفة، إلا أنها لا تزال تعيش في ظل ظروف صعبة، تعود في مجملها إلى الظروف الاقتصادية و النظرة التقليدية، التي تسود المجتمع وحرمانهن من الحصول على حقوقهن القانونية في الدفاع عنهن في المحاكم بل نجد أن البعض منهن يتم إيداعهن السجون بدون محاكمة ومنهن من يقضين فترة العقوبة ويبقين في السجون لعدم تقبل أسرهن لهن؛ كونهن قد ألحقن العار بأنفسهن وبأسرهن.
دفاع لصون الحرمات
سجينة أخرى رفضت ذكر اسمها قالت: بأنها متهمة بقتل أخيها أثناء دفاعها عن شرفها أثناء محاولته اغتصابها في الليل وأنها محبوسة خمسة أشهر بحجة أنها دافعت عن شرفها.
وتقول باكية: أريد أن أعرف أيش السبب لحبسي إلى الآن في السجن المركزي هل لأنني دافعت عن شرفي ودافعت عن سمعتي ورفضت أن يهتز عرش الرحمن وأدخل النار وجزائي السجن! حرام عليكم والله حرام نهايتي تجدلوبي في السجن المركزي على ذمة أنني دافعت عن شرفي.
سجينة وشريك الزنا وهمي!
سجينة أخرى تقول: بأن رجال البحث الجنائي باغتوها أثناء ما كانت تتغذى في شاطئ الكثيب ومسكوها وسجنوها في سجن الزيدية ولا تعلم ما تهمتها وقالت أتهموني بالزنا.
وتضيف امتسكت لوحدي وأني في الكثيب من قبل رجال البحث الجنائي وياليت مسكني عسكري بل مسكني طقم كامل بأوامر من قبل مدير البحث الجنائي السابق ولفقوا علي تهمة الزنا وتعرضت للضرب في البحث الجنائي بتهم لا وجود لها وبما لا يرضي الله ولا الرسول ولا كل القوانين أن أسجن بدون إثبات الجريمة وبدون وصول شريكي المزعوم! وتقول وهي تذرف الدموع: نحن الآن نعيش حياة القهر والعذاب بداخل السجن ونحن مضيّعات من قبل أهلنا وجيراننا وأقاربنا ولا أحد يسأل علينا, كل الناس تخلّوا عنّا, صديقاتنا وأهلنا والناس معظمهم تركونا في السجن.
تطهير أم تنجيس!
السجينة: ع . أ: سجينة منذ شهرين بتهمة الزنا وحامل في شهرها السادس قالت إن أبيها هو من سلمها للشرطة كي تتطهر و لا تكرر فعلتها تؤكد أن عمرها ثمانية عشر عاماً لكن ملامحها تبدو أصغر من ذلك ورموا بها في السجن حتى الآن.
دراسة
في دراسة ميدانية أجرتها منظمات المجتمع المدني في محافظة الحديدة استهدفت 30 سجينة خرجن من السجن، اتضح أن أسباب دخولهن السجن تتلخص في تسلط الأسرة وطغيان العقلية الذكورية على حياتهن.
حيث أفادت إحدى السجينات أن أخيها أدانها في قضية آداب وأدخلها السجن لغرض حرمانها من الميراث.
وأخرى تعرضت للاغتصاب من قبل عمها، و«83 %» من المبحوثات هربن من البيت بسبب عنف الزوج أو تعنت الأسرة وإجبارهن على الزواج قسراً فقررن الهروب.
تراوحت أعمار السجينات بين18 - 40 سنة (80 %) منهن أميات و(50 %) يعشن في الريف، (67 %) مطلقات و(13 %) عازبات و(50 %) من السجينات برفقة أبنائهن والباقي كان الأبناء إما مع الأخت أو أهل الزوج أو متنقلين بين بيوت الأقارب والأهل.
وهدفت الدراسة الى التعرف على أوضاع السجينات في السجون المختلفة في مديريات المحافظة من حيث معرفة الجوانب الإجرائية القانونية للمرأة السجينة منذ القبض عليها وحتى الحكم في قضيتها، ومعرفة مدى وعيها وإدراكها لتلك الحقوق من عدمه وطبيعة ونوع الخدمات التي تتلقاها السجينات في السجون المركزية ومعرفة طبيعة العلاقة بين السجينة وأسرتها ومحيطها الاجتماعي، سواءً خلال فترة وجودها في السجن، في محاولة للتعرف على طبيعة المحيط النفسي والاجتماعي التي عاشت فيه السجينة ومحاولة إيجاد الحلول والمعالجات المناسبة لتحسين أوضاع السجينات في الداخل ومن خرجن من السجن من النواحي الاجتماعية والقانونية والنفسية والمساهمة في إعادة إدماجهن في المجتمع بصورة سليمة.
وعن واقع السجون في مدينة الحديدة ومديرياتها كشفت الدراسة عن واقع مظلم من حيث التأهيل وحرمان السجينات الكثير من الخدمات الأساسية, ومن ما ورد في التقرير: يقع السجن المركزي في شارع الدريهمي، ضمن مديرية الحوك في طرف المدينة، محاط بسور عال يستقبل السجينات من مديريات محافظة الحديدة ومحافظة ريمة ويتكون من مبنى قديم فيه ثلاثة عنابر مصنفة على النحو التالي:
عنبر المتهمات بالسرقة.
عنبر المتهمات بالقتل.
عنبر المتهمات بقضايا آداب.
وأشار التقرير إلى أنه في 7 /2011 م كان عدد السجينات (19) سجينة وفي آخر زيارة في 29 /8/ 2011م وصل عددهن إلى (26) سجينة، وفي بعض الأحيان تصل القضية إلى قسم الشرطة ويتم التحقيق مع الحالة، فإذا كانت القضية مدنية يفصل فيها المأمون وعاقل الحارة، وأغلب الحالات تحال إلى السجن المركزي لعدم وجود مكان للتوقيف، مما يجعل الأمر أكثر صعوبة للمرأة، فبمجرد دخولها السجن المركزي يتبرأ منها أهلها.
سجن زبيد
يقع في مديرية زبيد ـ مركز المديرية يستقبل السجينات من (6) مديريات (زبيد ـ حيس ـ الجراحي ـ الخوخة ـ جبل راس ـ التحيتا) وهو عبارة عن غرفة مقابلة للسجن الخاص بتوقيف الرجال، مغلق بإحكام، غياب التهوية، وجود حمام (دورة مياه) غير مهيأ للاستخدام.. وهناك غرفة واحدة يتم فيها حجز النساء ،كما يفتقد السجن للتهوية وغياب النظافة والغرفة مقابل سجن الرجال وبداخل الغرفة وجدنا دراجتين ناريتين وبعض المواد الغذائية الخاصة بالأفراد، حيث قامت إحدى السجينات بربط قطعة قماش في إحدى الدراجات النارية وربطت الطرف الآخر بالدارجة الثانية ووضعت مولودها فيه.
المعنيون في السجن
وعند زيارتنا للسجن في 15 /8/ 2011م لا حظنا غياب الشرطة النسائية، ووجود أحد العساكر قائم على سجن النساء وهو من قام بفتح السجن لنا ومقابلة السجينات.. وجود ثلاث سجينات إحداهن برفقة أبنائها الثلاثة، أحدهم يعاني من مرض الصرع، وفي الزيارة الثانية لاحظنا وجود عدد (5) سجينات واحدة في فترة الولادة وتعاني من مشاكل صحية في ظل غياب التغذية، وعدم وجود مخصصات تغذية للسجينات، إحدى السجينات مرت عليها ثلاثة أرباع المدة، ولكن أسرتها رفضت استقبالها، الأمر الذي جعلها تفضل البقاء داخل السجن.
سجن باجل
يقع السجن في مركز المديرية، وهو عبارة عن مبنى قديم فيه غرفة تعود إلى ما قبل 150سنة حسب إفادة السجّانة يسمى هذا المبنى بيت الكرم نسبة إلى اسم السجانة (كرم) والسجن عبارة عن غرفة صغيرة داخل المبنى.. القائم على السجن سجانة كبيرة في السن ورثت هذه المهنة عن أمها وباقي أفراد الأسرة تعاقبوا على هذا العمل، كما أفادت تلك السجانة...
أما التحديات التي تواجه السجن فتفتقد السجينات لأدنى المتطلبات الأساسية من فرش وملابس وأدوات نظافة وغياب مخصصات التغذية للسجينات والقائم على السجن.
سجن الزيدية
السجن يقع في مركز المديرية يستقبل السجن من 9 مدريات وهي (كمران – الصليف – الزهرة – اللحية – القناوص – المغلاف – المنيرة – الزيدية)..
عبارة عن غرفة وحمام غير ملائم للسكن والغرفة بالنسبة للسجينات كل شيء.
التحديات: الغرفة بالنسبة للسجينات كل شيء تغسل وتنشف الملابس وتنبعث رائحة كريهة من الغرفة مع وجود حالة ولادة بحاجة لرعاية صحية لها ولوليدها.
سجن بيت الفقيه
يوجد بيت لإحدى النساء يسمى (بيت الهبية) تعمل سجانة منذ فترة بسجن النساء في بيتها إلى حين إرسالهن إلى سجن زبيد... والسجانة تبلغ من العمر 60 عاماً ورثت العمل عن أم زوجها ويتم توقيف السجينات من يوم إلى ستة أشهر, وتجد صعوبات في التعامل مع السجينات نظراً لكبر سنها وغياب ميزانية للسجينات والبيت غير مهيأة أن تكون سجناً وتعيش السجانة متنقلة في بيوت أبنائها الستة برفقة السجينات وسبق وأن زوجت ثلاثة من أبنائها من ثلاث سجينات وهن الآن يعشن حياة هادئة كما قالت..
سجن الضحي
لا يوجد في الضحي سجن للنساء، ويقتصر دورهم بالتحقيق مع المتهمات وإيقافهن في بيت الشيخ وإرسالهن إلى سجن الزيدية، وقد خصصت إحدى نساء المنطقة جزءاً من بيتها سجناً للنساء، وتشرف عليه بنفسها بصفة طوعية وبالتنسيق مع قسم الشرطة الموجود في المنطقة لحين نقلهن إلى النيابة.
سجن حيس
عدم وجود سجن خاص بالنساء، ويتم توقيف النساء فور وصول البلاغ فيتم النزول إلى بيت المتهمة والتحقيق معها ومن ثم مغادرة المنزل.. أما أغلب الحالات التي تصل إلى قسم الشرطة فهي من أبناء الصفيح (المهمشات) ولفت انتباهنا وجود إحدى النساء تعرضت للضرب من قبل زوجها وقد تكفل الضابط بالتحقيق واستجوابها، بالرغم من وجود الشرطة النسائية في القسم وأفادت الشرطية أن التوقيف للنساء يكون في بيتها لمدة أربع وعشرين ساعة أو أكثر، وترحل إلى نيابة زبيد، وفي ظل غياب مكان للتوقيف أو سجن للنساء يكون التعامل أكثر صعوبة حيث وينبغي على إدارة أمن المديرية وضع حلول لتلافي توقيف النساء عبثاُ مهما كلف الأمر مما يترتب عليه ضياع للحقوق..



توصيات الدراسة الميدانية لسجون النساء في الحديدة
في توصيات لدراسة سابقة عن السجينات أعدتها جمعية أبو موسى الأشعري بالحديدة وعدد من الجمعيات المشاركة في مشروع بناء قدرات السجينات وشملت مركز المحافظة وعدد من المديريات وكان أهم ما جاء فيها ما يلي:
ـ إعادة تأهيل الشرطة النسائية.
ـ إعادة تأهيل السجون بما يتلاءم مع طبيعة المحافظة من ارتفاع درجة الحرارة.
ـ إنشاء أماكن توقيف للنساء في أقسام الشرطة في المحافظة.
ـ إنشاء دار للأحداث من الفتيات.
ـ تحسين أوضاع السجينات المعيشية وخاصة السجينات الحوامل.
ـ عمل حملات توعوية وبرامج تدريبية، المؤتمرات والندوات لمناقشة أوضاع السجينات تستهدف القائمين على السجون، السلطة المحلية، والسجينات وأسرهن، وعلماء الدين، وموجهي الرأي والمنظمات المعنية بمناصرة قضايا السجينات.
ـ توفير أخصائية نفسية لمواجهة الآثار النفسية المترتبة على شعور السجينة أنها منبوذة من المجتمع.
ـ توفير الخدمات الطبية اللازمة في السجن .
ـ تفعيل دور منظمات المجتمع المدني لمناصرة قضايا المرأة وخاصة السجينات في المحافظة وتكوين منظمات وجمعيات محلية متخصصة بأوضاع السجينات.
ـ تشكيل فريق لمتابعة أوضاع السجينات وبعد الخروج من السجن من منظمات المجتمع المدني بما فيها نقابة المحامين ومسؤول حقوقي لفحص ملفات السجينات ومتابعة سير قضاياهن.
ـ بناء دور للجانحات بعد الخروج من السجن بسبب تخلي أسرهن عنهن وعدم وجود أماكن آمنة لإيوائهن على أن يتضمن برامج لبناء قدراتهن.
ـ مطالبة الدولة باستصدار قانون يحمي السجينات ويجبر أهلهن على استلامهن وضمان سلامتهن وتحقيق حياة آمنة لهن.
ـ عمل برامج لبناء قدرات السجينات للاعتماد على أنفسهن والوصول إلى الاكتفاء الذاتي والحياة الكريمة.

ماذا تعرف عن الشيخ عبد المجيد الزنداني.. رائد النضال الوطني والدعوي في اليمن .. مسيرة رجل بحجم أمة(سيرة ذاتية) الضالع نيوز/وكالات سياسي وداعية إسلامي يمني، وأحد القيادات المحسوبة على جماعة الإخوان المسلمين في البلاد. ولد سنة 1942. أسس جامعة الإيمان باليمن، والهيئة العالمية للإعجاز العلمي في تتمة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟

الإسم:

البريد الإلكتروني :

العنوان :

نص التعليق :
*

مساحة إعلانية

فيس بوك

تويتر

إختيارات القراء

إختيارات القراء