قرار حزب الرابطة وتأثير الرئيس هادي في تجليات الجبهة الداخلية للحراك ( تقرير خاص )

06 - فبراير - 2014 , الخميس 08:52 مسائا
2742 مشاهدة | لا يوجد تعليقات
الرئيسيةاخبار وتقارير ⇐ قرار حزب الرابطة وتأثير الرئيس هادي في تجليات الجبهة الداخلية للحراك ( تقرير خاص )

حزب الرابطة
قرار حزب الرابطة وتأثير الرئيس هادي في تجليات الجبهة الداخلية للحراك ( تقرير خاص )
الضالع نيوز | خاص |

اعلن حزب رابطة أبناء اليمن بزعامة رئيسه عبدالرحمن الجفري تغيير اسم الحزب إلى رابطة أبناء الجنوب العربي الحر في أحدث انقلاب يعترض الخط السياسي للجفري الذي يتواءم مع كل المراحل السياسية.
وجاء قرار قيادة الرابطة في بيان موقع من رئيس الحزب الجفري وأمينه العام محسن بن فريد وأعضاء اللجنة التنفيذية والهيئة المركزية خلافاً للتقاليد الحزبية التي تسند السلطات الكبيرة كتغيير اسم الحزب إلى المؤتمر العام.
وقال بيان موقع باسم الجفري ومحسن بن فريد يوم السبت الماضي «كان لا بد أن ننضم إلى شعبنا وأن نتمسك بخطنا الأساس الذي انطلق منه روادنا المؤسسون والذي يؤكد على التحرير والاستقلال والتمسك بالهوية الجنوبية العربية وبناء دولة الجنوب الفيدرالية الجديدة كاملة السيادة».

وأضاف: «لقد عاقتنا أسباب موضوعية عن الرجوع إلى اسمنا الأساس.. ومنها أسباب لازالت قائمة، لكن قررنا أن نرجع باسمنا إلى جذورنا الثابتة».

يرى مراقبون ان الجفري يدور حيث تدور السلطة فهل أدرك بحاسته الخاصة أن الحراك ماضٍ بالفعل نحو استعادة الدولة الجنوبية حيث يؤمل أن يكون له موقع فيها؟
وأرجعت قيادة الرابطة تغيير اسم الحزب إلى «المرحلة الدقيقة والهامة التي تمر بها القضية الجنوبية ومخرجات حوار موفنبيك» و«اعتقادنا الراسخ في صحة نهج حزبنا الذي أرساه روادنا المؤسسون» إضافة إلى «ما تقتضيه المرحلة سياسياً من مواقف لا تحتمل التأويلات أو اللبس».

وعرض البيان مواقف الرابطة عبر مراحل مختلفة منذ تأسيسه مطلع خمسينيات القرن الماضي، إلى وصل للقول «بعد حوارات مع نظام صنعاء وصلنا إلى قناعة كاملة، بما كن 'ا نعلمه من أنه لا يريد إلا أن يستمر في التعامل من موقع المحتل لا الشريك ومن النظرة إلى الجنوب كغنيمة حرب وإلى شعبه كأتباع محتل، وسجلنا موقفاً سياسياً واضحاً من أننا قد حاولنا جهدنا وأن أي استمرار في المحاولات لا جدوى منها».

لا وحث البيان اليمنيين غير المتحدرين من المحافظات الجنوبية على هدم ما وصفه بجدار من الكراهية بناه الحكام. وقال يخاطبهم «إن من حكموا ويحكمون في سبيل مصالحهم ونهبهم قد بنوا جداراً من الكراهية بين الناس في الجنوب وبينكم. ونقولها بصدق ويقين أن لا مجال لهدم هذا الجدار البغيض إلا بترك الجنوب وشأنه ليبني دولته وفق إرادته ونعيد معاً بناء جسور المودة والمصالح المشتركة بين الشعبين وأن محاولات مراكز القوى في صنعاء الاستقواء بالخارج لن تجدي».

وطالب «الرابطة» المجتمع الدولي باستطلاع موقف الجنوبيين بشأن الحوار الوطني، وقال يخاطب المجتمع الدولي «إن من يد 'عي أن ممثلي شعب الجنوب قد وافقوا على مخرجات حوار فندق موفنبيك بصنعاء قد جانب الصواب ونطالبكم بإرسال لجنة دولية محايدة لاستطلاع موقف شعب الجنوب في الجنوب وليس في صنعاء، أو إجراء استفتاء لشعب الجنوب بإشراف دولي محايد».

الشاهد المهم في هذا القرار من الرابطة بزعامة عبدالرحمن الجفري أن مواقف هذا السياسي المخضرم غالباً ما تكون مؤشراً على ما يعتقد الرجل من أن الوجهة التي يقصدها تضمن له البروز في السلطة والجاه، أو على الأقل القرب من موقع السلطة والإفادة من منافعها.
ولعل إيراد مثالين بارزين على دوران الجفري حيث تدور السلطة يبرزان كيف أن مواقفه يمكن الاستدلال بها إلى حيث يشتم هو انزياح السلطة والقوة.

فالجفري الذي كان نائباً لعلي سالم البيض في رئاسة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية التي أعادت حكومة الجنوب إحيائها بعد أكثر من ثلاثة أسابيع من الحرب مع قوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح في 1994 هو نفسه الجفري الذي عاد مع صالح عام 2006 وصفق له في حفل دعائي قبل انتخابات الرئاسة، معلناً دعمه لصالح.

ينبع تأثير هادي على الحراك من أنه صار طرفاً يملك السلطة والمال يفوق ما هو عليه "البيض" الذي ظل إلى ما قبل رئاسة هادي الطرف الجنوبي الوحيد القادر على التأثير في الجبهة الحراكية وحين انطلق الحراك الجنوبي في 2007 وتعاظمت شعبيته في محافظات الجنوب خلال السنوات اللاحقة بدًل الجفري وجهته وعاد ليظهر الألم تجاه ما أصاب أهله في الجنوب. ولم يكن بالطبع غير علي عبدالله صالح وحلفائه من ألحق بالجنوبيين ما ألحق بهم من الوبال.

السؤال المحوري هنا: هل أدرك الجفري بحاسته الخاصة أن الحراك ماضٍ بالفعل نحو استعادة الدولة الجنوبية حيث يؤمل أن يكون له موقع فيها وكلمة لا تُرد؟ هذا ما يتراءى فعلاً لكثيرين من المتابعين للساحة الجنوبية ولأنصار الحراك أنفسهم، خصوصاً إذا اقتصرت المتابعة على التغطية الإعلامية المصاحبة لنشاط الحراك.

إلا أن الواقع الحقيقي الذي تعيشه فصائل الحراك مليء بالصعوبات والتشظيات، سواء التشظيات الموضوعية الناجمة بالضرورة عن افتراق مشاريع فصائل الحراك السياسية ورؤاها لحل القضية الجنوبية أو تلك التي يتهم الحراكيون السلطات بالعمل على زرعها.

ولم تكن التشظيات لتنهك قوة الحراك أو تصور أنه قادر في المستقبل على فرض خيار استعادة الدولة الجنوبية أمام الواقع المحلي والمجتمع الدولي مثلما باعدت التطورات الأخيرة في المحافظات الجنوبية بين الحراك وبين ما يصبو إليه. فمنذ انطلاق «الهبة الشعبية» في محافظات حضرموت يوم 20 ديسمبر من العام الماضي رداً من القبائل على مقتل شيخ قبيلة الحموم سعد بن حبريش برصاص قوات الجيش، اتضح أن لاعباً جديداً دخل الصراع بعد أن ظل صامتاً منذ انطلاق الحراك.

وبرهنت القبائل في حضرموت على قوتها بعدما أعلن الرئيس عبدربه منصور موافقته على مطالبها التي أعلنتها بعد مقتل بن حبريش، ومع ذلك يستمر مسلحو القبائل هناك في فرض حصار على الشركات النفطية فيما أسندت إدارة الشؤون الأمنية في المحافظة إلى مواطني حضرموت. «الهبة الحضرمية» واشتغال الرئيس على جبهة الحراك الداخلية خصما من قوته وقد يزحزحان قناعات كثيرين من نشطائه في جدوى «استعادة الدولة» واتضح أيضاً أن طموح القبائل في حضرموت مختلفة عن مطامح الحراك سواء في المحافظة نفسها أو في محافظات الجنوب الأخرى الأمر الذي يعني أن انخراط القبائل في الصراع قد خصم قدراً كبيراً من القضية التي ينشط الحراك في إطارها وكذا من شعبيته.

علاوة على تأثير «الهبة الشعبية» على الحراك فثمة عامل آخر لا يقل فاعلية، وهو اشتغال الرئيس عبدربه منصور هادي على جبهة الحراك الداخلية منذ ترتيباته لإحضار الحراكيين إلى مؤتمر الحوار الوطني الذي انعقد في مارس 2013 وانقضى في يناير الماضي. واستطاع هادي الذي استدعى حليفه القديم محمد علي أحمد من الخارج أن يصنع حراكاً خاصاً به شغل أعضاؤه البارزون مقاعد الحوار التي خصصت للحراك الجنوبي في المؤتمر وحضر معظم مداولات الحوار قبل أن يشق هادي الحراك الذي صنعه ويسمي قيادة بديلة لمحمد علي أحمد الذي أظهر في تصريحات صحفية أن استبعاده عائد إلى تمسكه بحقوق الجنوبيين. وينبع التأثير الحقيقي لهادي على الحراك من أنه صار طرفاً يملك السلطة والمال يفوق ما هو عليه علي سالم البيض المقيم في العاصمة اللبنانية والذي ظل إلى ما قبل صعود هادي إلى الحكم الطرف الجنوبي الوحيد القادر على التأثير في جبهة الحراك الداخلية لامتلاكه المال والإعلام أكثر من أي زعيم آخر في الحراك.

لذلك، تسهل ملاحظة أن قياديين وأعضاء في الحراك كانوا شديدي التشيع للبيض، بدلوا تشيعهم تجاه هادي. إضافة إلى ذلك، سيكون من الصعب أن تظل قناعات نشطاء الحراك مستقرة خصوصاً ما يتصل باستعادة الدولة الجنوبية فيما هم يرون «هبة» القبائل الحضرمية تختط مشروعها المنفصل عن تصورات الحراك وعن باقي الجنوب .
المصدر | الضالع نيوز

مادة خاصة بموقع الضالع نيوز

الضالع نيوز/متابعات أسعار صرف الريال اليمني مقابل العملات الاجنبية اليوم الخميس 18 ابريل 2024 عدن الريال السعودي شراء 442 بيع 443 الدولار الاميركي شراء 1675 بيع 1683 صنعاء الريال السعودي شراء 139.9 بيع 140.3 الدولار الاميركي شراء 531 بيع 534تتمة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟

الإسم:

البريد الإلكتروني :

العنوان :

نص التعليق :
*

مساحة إعلانية

فيس بوك

تويتر

إختيارات القراء

إختيارات القراء

لا توجد مشاهدة

لا توجد تعليقات