كيف انتهت الأزمة العراقية التركية بشأن معسكر «بعشيقة»؟

09 - يناير - 2017 , الإثنين 06:07 مسائا
3250 مشاهدة | لا يوجد تعليقات
الرئيسيةعربي ودولي ⇐ كيف انتهت الأزمة العراقية التركية بشأن معسكر «بعشيقة»؟

الضالع نيوز/صحيفة التقرير

عقِب توتر شهدته العلاقات بين البلدين، قال رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، إنه قد تم الاتفاق مع تركيا بشأن سحب قواتها من شمال العراق، جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي جمعه بنظيره التركي بن علي يلدريم، الذي وصل صباح السبت، إلى بغداد في زيارة؛ لإجراء مباحثات مع المسؤولين العراقيين.

وأضاف العبادي أن الاتفاق مع تركيا يشمل سحب قواتها من معسكر بعشيقة في شمال العراق، مضيفًا أن قوة مشتركة من البيشمركة والجيش العراقي ستتولى السيطرة على سنجار، وشدد العبادي على أن الاتفاق مع تركيا يعتمد على احترام مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية، مشيرًا إلى أنه قد تم بحث ملف مياه دجلة والفرات مع الجانب التركي.

يلدريم يشرح

من جانبه، قال يلدريم إنه شرح سبب وجود القوات التركية في معسكر بعشيقة، مؤكدًا أن القوات التركية في بعشيقة شنت عمليات عسكرية ضد «داعش»، وأضاف يلدريم: «تركيا تتفهم مطالب الحكومة العراقية وتحرص على سيادة العراق»، مؤكدًا أنه تلقى وعودًا من الحكومة العراقية وإقليم كردستان بإخراج الإرهابيين من سنجار، وقال يلدرم: «العراق أكد على انسحاب ميليشيات حزب العمال الكردستاني من سنجار».

كما اجتمع يلدريم برئيس الجمهورية فؤاد معصوم، قبل التوجه للقاء رئيس البرلمان سليم الجبوري، كما سيلتقي يلدرم في بغداد مسؤولين حزبيين، وسياسيين وعدد من قادة الرأي وممثلي تركمان العراق، وعقب انتهاء مباحثاته في بغداد سيتوجّه يلدريم إلى أربيل، عاصمة الإقليم الكردي في العراق، ليلتقي فيها رئيس الإقليم مسعود بارزاني، ورئيس وزرائه نيجيرفان بارزاني.

بداية الأزمة

في ديسمبر 2015، تسبب إرسال تركيا 150 جنديًا برفقة عدد من الدبابات إلى منطقة بعشيقة القريبة من مدينة الموصل العراقية، لاستبدال الوحدة التركية المتمركزة هناك منذ سنتين ونصف، في نشوب أزمة دبلوماسية بين أنقرة وبغداد.

ورغم أن القوات التركية موجودة بناءً على طلب من مكتب محافظ نينوى، أثيل النجيفي، وبالتنسيق مع وزارة الدفاع العراقية، تحاول الحكومة العراقية الآن تصوير الأمر على أنه خرق للسيادة العراقية، وانتهاك للأعراف الدولية.

واعتبر الرئيس العراقي، فؤاد معصوم، الوجود التركي انتهاكًا للأعراف الدولية ومساسًا بالسيادة الوطنية، كما أشار رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إلى أن وجود قوات تركية مدرعة «خرق خطير للسيادة العراقية»، وهدد باستخدام كل الخيارات في حال عدم انسحاب القوات التركية من الأراضي العراقية، وتحدى الحكومة التركية بإبراز أي دليل حول علم الحكومة العراقية أو موافقتها على دخول القوات التركية إلى العراق.

وأمهل حيدر العبادي تركيا 48 ساعة لسحب قواتها من بلاده، مهددًا باللجوء إلى مجلس الأمن، كما صوّت مجلس النواب العراقي في 9 ديسمبر 2015، في جلسته التي عقدها برئاسة سيلم الجبوري، على قرار يدين دخول قوات تركية عسكرية إلى الأراضي العراقية، ودعا حاكم الزاملي رئيس لجنة الأمن والدفاع بالمجلس، القوات الجوية العراقية إلى قصف مواقع القوات التركية الموجودة حاليًا في مدينة الموصل.

وقال إن دخول القوات التركية إلى مدينة الموصل شمالي العراق يعد بمثابة جس نبض لدخول قوات من دول أخرى لتكون بديلاً عن «داعش»، وطالب الزاملي القائدَ العام للقوات المسلحة رئيسَ الوزراء، حيدر العبادي، بإصدار أوامر للقوات الجوية وطيران الجيش بضرب هذه القوات في حال رفضها الانسحاب، مشيرًا إلى أن هذه القوات دخلت بموافقة حكومة إقليم كردستان، وليس بموافقة الحكومة المركزية.

الموقف التركي

عقِب التحركات العراقية، صرّح رئيس الجمهورية التركي رجب طيب أردوغان أن القوات التركية الموجودة بالقرب من مدينة الموصل كانت بطلب من رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، وهذا ما أكد عليه رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارازني، عندما صرّح بالقول: “هناك تنسيق أمني مسبق بين العراق وتركيا بشأن وجود قوات تركية عند أطراف الموصل”.

وأكد رئيس الوزراء التركي، أن المعسكر الذي تتواجد فيه القوات التركية «بعشيقة 30 كم عن الموصل»، وهو معسكر تدريبي أقيم لدعم قوات المتطوعين المحلية التي تقاتل الإرهاب، وأن المعسكر ليس جديدًا، ومخصص لتدريب العراقيين، والقوات التركية موجودة بناء على طلب من مكتب محافظ نينوى، وبالتنسيق مع وزارة الدفاع العراقية.

يشار إلى أن أردوغان قال في حوار قبل يومين، إن الموصل لأهل الموصل وتلعفر مدينة قرب الموصل يقطنها التركمان لأهل تلعفر، ولا يحق لأحد أن يأتي ويدخل هذه المناطق، مضيفًا «يجب أن يبقى في الموصل بعد تحريرها أهاليها فقط من السنة العرب والسنة التركمان والسنة الأكراد»، وجاء تصريح أردوغان هذا بعد تمديد البرلمان التركي، السبت الماضي، للتفويض الذي منحه للحكومة التركية لتنفيذ عمليات عسكرية في العراق وسوريا لمدة عام آخر تنتهي بنهاية أكتوبر 2017.

لماذا بعشيقة؟

يعتبر معكسر بعشقية، في محافظة نينوى العراقية، أحد الدعائم المهمة في عمليات تركيا ضد تنظيم «داعش»، إذ يتم فيه تدريب القوات التركية إضافة إلى عناصر تركمانية وعربية وكردية، فضلًا عن تولي بعضها حماية المنطقة التي يتم فيها التدريب.

ويضم المعسكر عسكريين أتراك من أجل تدريب قوات من «البيشمركة» وعناصر محلية؛ بناء على طلب سابق من رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، وعاد المعسكر إلى الواجهة بعد نقل جنود أتراك إليه في ديسمبر 2015، إذ استبدلت الوحدات التركية الموجودة في بعشيقة قواتها، وتم إرسال 150 جنديًا إضافيًا برفقة 25 دبابة إلى المنطقة، إلا أن الحكومة العراقية أصرت على سحب تلك الوحدات بذريعة انتهاك الحقوق السيادية للبلاد.

وفي رده على أسئلة «الأناضول»، ذكر البروفسور «كمال إينات»، مدير معهد الشرق الأوسط في جامعة صقاريا التركية، أن المعسكر مهمٌّ في إطار السياسة التركية تجاه العراق، والأمنية ومكافحة الإرهاب في المنطقة.

وأشار «إينات» إلى أن طلب حكومة إقليم شمال العراق بخصوص المعسكر لعب دورًا في تأسيسه، معتبرًا أن المعسكر يعد مثالًا للشراكة الأمنية بين تركيا وإدارة «بارزاني» رئيس إقليم شمال العراق، إضافة إلى تعاون أنقرة مع القوات المحلية في المنطقة ضد الإرهاب.

الضالع نيوز _ الجزيرة نت أعلن الرئيس التونسي قيس سعيّد -مساء أمس الأحد- تجميد اختصاصات البرلمان ورفع الحصانة عن نوابه وإقالة رئيس الحكومة هشام المشيشي، كما قرر تولي السلطة التنفيذية بمساعدة رئيس حكومة يعيّنه بنفسه، وتولي رئاسة النيابة العامة لتحريك المتابعة القضائية ضد من تحوم حولهم شبهات فساد. تتمة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟

الإسم:

البريد الإلكتروني :

العنوان :

نص التعليق :
*

مساحة إعلانية

فيس بوك

تويتر

إختيارات القراء

إختيارات القراء