الضالع نيوز-ماهر عبدالحكيم الحالمي

لم يشفع لمحافظة الضالع الجنوبية تصدرها قائمة المحافظات المحررة بجسارة وتضحيات أبناءها،لاسيما كانت نواة المقاومة الجنوبية وداعمة لقوات التحالف العربي،التي من خلالها المقاومة الجنوبية،أستطاع التحالف العربي مراكمة انتصاراتهم العسكرية، وكبح المشروع الفارسي الذي حاول خنق النظام العربي.



محافظة الضالع الجنوبية ليس فحسب منطقة جغرافية فقط،وإنما هي مدرسة الحرية،وقلعة الصمود وتحدي،مدرسة عشاق الحرية والكرامة، الضالع هي الصخرة التي تحطمت عليها كل المؤامرات،وكل هذا إلا إنها لمّ تحصل على الدعم الذي يليق بها وبتضحيات أبناءها.



مدينة لا تصدق إنها أخرجت خيرة المناضلين في الجنوب تولوا مناصب عليا في الدولة،وأهملوا أنفسهم ومحافظتهم، لأنهم حملوا هم وطن وسهروا على بناءه... يعتصر القلب الماً وحسرة وأنت تشاهد بؤس المدينة في وجوة أبناءها.



مدينة الضالع التي تغطيها المجاري الطافحة في شوارع المدينة منذُ ما يقارب عشرة أعوام،ويبدي الكثير من المواطنين من تخوفهم الكبير من أنتشار الأمراض والأوبئة بين صفوفهم جراء ارتفاع منسوب مياه المجاري في الشوارع وفي أزقة الطرقات والحارات في ظل عدم تحرك او دعم من قِبل حكومة بن دغر ورئاسة شرعية الرئيس هادي.



( زارت هذه المحافظة الباسلة،والتقيت بعدد من المواطنين الذين تحدثوا عن مشكلة المجاري الطافحة منذ عقد في أحيائهم، وعدم توفر الأمن والسكينة في هذه المدينة وأحيائها،وقيام بعض الأشخاص المسلحين بالبسط على ممتلكات ومقرات حكومية،متسائلين:لماذا السكوت عن المشاكل التي نعاني منها وبتحديد الكهرباء والمياه، والأمن، والمجاري التي سببت كارثة بيئية.... مطالبين بسرعة التحرك لإيجاد الحلول المناسبة.



مشكلة المياه

عدسة(عدن الغد)رصدت عدة مشاكل تعاني منها هذه المحافظة وبتحديد عاصمة المحافظة،المدينة التاريخية،فأول مشكلة،هي انقطاع مياه الشرب الصالحة، تعتبر مشكلة المياه هي أهم المشكلات التي تعاني منها سكان الضالع بسبب دمار خزانات المياه أثناء الحرب،منذُ اندلاع الحرب الأخيرة على أرض الجنوب أصبح سكان المدينة بدون ماء،دون أي تدخل حكومي جدي لحلها،حيث تم أنقطاع الماء بشكل دائم مما دفع بالمواطنين إلى شراء المياه بتكلفه يومية او شهرية تفوق طاقتهم على استمرار تحملها.



مشكلة المجاري

وعندما تجوله عدسة "عدن الغد" في شوارع المدينة لا ترى إلا سوى المياه المكسوة باللون الأخضر التي تنبعث منها الروائح الكريهة،فالمدينة تعاني من طفح المجاري إلى الشوارع والممرات العامة،التقينا بأحد الشباب "علي أحمد" لديه دراجة يعمل عليها،وتحدث:بحسرة وألم عند سؤالنا لهُ عن معاناتهم من المجاري حيث قال:نعم منذُ عشرة أعوام نعاني من انتشار مياه الصرف الصحي في هذه المدينة،ولم نرى أي تحرك جاد لحل هذه المشكلة سواء من النظام المخلوع صالح او من حكومة شرعية الرئيس"عبدربه منصور هادي"فأرشدني إلى حي أسمة حي الزراعة،وهي أراضي زراعية كانت سابقاً في زمن الدولة الجنوبية إلى عام (١٩٩٤)تزرع فيها الفواكه والخضروات،إلا إنها حالياً تحولت الأراضي الزراعية إلى مجمع مياه راكدة لصرف الصحي،قد تشبه البحيرة.



فقد لاحظنا سيولاً من مياه الصرف الصحي المنتشرة في أغلب شوارعها بسبب فيضانها المستمر،ولعدم حلول جذرية لهذه المشكلة التي يعاني منها سكان المدينة ما يقارب عشرة أعوام،تحولت الأراضي الزراعية إلى بحيرة من المياه الراكدة لصرف الصحي.



منطقة موبوءة

فقد تحولت مدينة الضالع إلة منطقة موبوءة بالأمراض نتيجة لانتشار البعوض بكثرة وتكدس القمامة بشكل مزري في شوار وأحياء المدينة،في ظل تجاهل وإهمال واضح من قِبل حكومة الشرعية الممثلة "بعبيد بن دغر"ورئاسة فخامة الرئيس" هادي" مما يؤدي إلى إصابة العديد من الأهالي بالأمراض المزمنة،وبعضها خطيرة تؤدي إلى الوفاة.

إن التزامات حقوق الإنسان المتعلقة بالوصول إلى مياه الشرب النظيفة،والصرف الصحي المأمونة تتطلب إتاحتها وتيسير سبل الوصول إليها بأقل تكلفه وأفضل جودة ممكنه.



ازدحام

تعاني مدينة الضالع من الازدحام الكبير بسبب فرزة الدراجات أكثر من ثلث الشارع الرئيسي بتقاطعاته،إضافة إلى الكم الكبير يحوي عشرات عشرات المركبات ووسائل النقل التي من شأنها ان تعيق حركة المواصلات لاسيما في وقت الظهيرة نتيجة للعشوائية والازدحام وغياب شرطة السير.



كثرة الباعة المتجولين

رغم أتساع الشارع الرئيسي لمدينة الضالع إلا أن ثلثي مساحته تحول إلى مواقع للفرزات،في حين بسط الباعة المتجولين على ما تبقى بطريقة عشوائية أساءت إلى منظر بوابة مدينة الضالع.



انقطاع الكهرباء

تعد مشكلة انقطاع الكهرباء أبرز ما تعانيه مدينة الضالع والتي لها عامان ونص،وحسب تصريح محافظ محافظة الأخ العميد"فضل الجعدي"أن مشكلة الكهرباء مربوطة بكهرباء محافظة عدن،وحيث قام فخامة الرئيس "عبدربه منصور هادي"ببعث رسالة إلى دولة الأمارات العربية المتحدة من أجل أنشاء محطة كهربائية لمحافظة الضالع بقوة ٢٠ميجا وايت،وإلى هذه اللحظة لم يتم تفعيل هذه الرسالة.



ماذا نوصف

مدينة ترى فيها البؤس في مبانيها الحكومية المهملة وشوارعها المحطمة،وما شاهدناه من إهمال في الطرقات وحالة متردية بسبب تشقق الطرقات والمطبات الإسفلتية والحفريات وبسطات المتجولين،فحال مدينة الضالع لا يسر من يعيش فيها او يزورها حيث يشتكي سكانها مراراً وتكرار من غياب الخدمات العامة،وغياب الأمن والسكينة الذي سهل من سطو بعض الأشخاص على مباني ومقرات حكومية بقوة السلاح تم تحويل المباني إلى سكن عائلي للأسر إلى هذه اللحظة،وكثرة القتل وانتشار المجرمين في أوساط المدينة،هذا فظلاً عن قيام بعض البلاطجة بإحراق كبينة اتصالات ل(٨٠٠)خط أرضي بمنطقة الحود،واستحداث نقاط الجباية،وأهما نقطة محمود البتول المستحدثة على مدخل مدينة الضالع والتي تعرف باسم جمروك

ميناء الضالع



حيث تأخذ النقطة على كل شاحنة(٥٠٠٠إلى ١٠٠٠٠) يمني، تحت غطاء دعم لأسر الشهداء والجرحى، بدون تميز او تحيز، سوف يتم دفعها سائق الشاحنة سواءً كان من الجنوب او الشمال، وإذا لم تدفع المبلغ المطلوب لن تستطيع المرور،فيتم أخذ الشاحنة إلى ميناء الضالع ويتم تعثيرك هناك لعدة أيام مع دفع عقوبة المخالفة للوائح والأنظمة لجمروك الضرائب لميناء الضالع،وهذا وفقاً لشهادات أهالي المدينة وشكوى سائقين الشاحنات-القواطر.

مدينة ترى فيها البؤس في مبانيها الحكومية وشوارعها المحطمة.....ونتساءل اين فخامة الرئيس"عبدربة منصور هادي"وحكومة"بن دغر" من معاناة سكان مدينة الضالع الباسلة.



مخيف ما شاهدناه في الضالع من إهمال في الطرقات وحالة متردية جداً في النظافة وشباب في عمر الزهور يفترشون الطرقات،مدينة لا تصدق إنها أخرجت خيرة المناضلين في الجنوب تولوا مناصب عليا في الدولة وأهملوا أنفسهم ومحافظتهم لأنهم حملوا هم وطن وكافحوا من اجل تحريره من قوات الاحتلال...يعتصر القلب الماً وحسرة وأنت تشاهد بؤس المدينة في وجوه أبنائها إلا أن هذا البؤس والمعاناة لم يمنعهم من المضي قدماً نحوا تحرير أرض الجنوب من قوات الاحتلال ومعانقة الحلم المنشود.



لم يخرج أبناء الضالع في كل المنعطفات السياسية قبل وبعد الوحدة وبعد حرب الانقلابين،إلا من أجل بناء الدولة وحياة أفضل لمواطنيها ومن يرى المدينة يشعر بغضب كبير من هول الصدمة والمعاناة في الخدمات التي يحتاجها المواطن...لا نصدق وما شاهدنا من أوضاع مغرزة،تشعر أن الضالع مدينة منكوبة في كل شيء،إلا الإنسان الذي يتطلع فيها إلى حلم الدولة والنظام والقانون ويستطيع ان يتكيف معاها كما في عهد دولة الجنوب قبل الوحدة المشأمة،فوضعها إنسانياً وبيئياً وصحياً وخدماتي،ينذر بكارثة إذا لم تستفيق حكومة"بن دغر"ولم يلتفت إليها فخامة الرئيس"عبدربة منصور هادي".

نقلا عن عدن الغد