الضالع نيوز/متابعات

عمدت مليشيا الانقلابيين على زراعة الألغام بين المدنيين وداخل المنازل وعلى الطرقات وفي الأحياء السكنية، بعد انسحابهم من مأرب ولحج.

ورصدت اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات حقوق الإنسان في اليمن أكثر من 362 لغما فرديا، نتج عنها سقوط 138 قتيلا، بينهم أكثر من 100 رجل، و5 نساء، و32 طفلا، بالإضافة إلى 224 مصابا من بينهم 168 رجلا، و19 امرأة، و37 طفلا، كما أنهت اللجنة التحقيق في 211 حالة ادعاء بزراعة الألغام، بإجمالي 573 يمنياً ما بين قتيل ومصاب.

وأكدت اللجنة من خلال تحقيقاتها في عدد من الوقائع المتعلقة بزراعة الألغام الفردية أن المسؤول عن هذه الانتهاكات هي مليشيا الحوثي وصالح المسلحة، التي تمارس هذا النوع من الانتهاك بمنهجية في كافة المواقع العسكرية التي تسيطر عليها والمناطق والطرقات التي تنسحب منها.

وتبين للجنة من خلال إفادات خبراء نزع الألغام الذين تم سماع إفاداتهم في العديد من المناطق أن مليشيا الحوثي تقوم بتصنيع الألغام الفردية بخبرات محلية، في مصانع أنشأها الحوثيون وقوات صالح، مستخدمة معدات ومقرات الجيش في المناطق التي سيطرت عليها، وتقوم بتوزيع هذه الألغام وتخزينها في كافة المناطق، مخالفة بذلك الاتفاقيات الدولية المصادق عليها من قبل اليمن التي تحظر صناعة وتخزين واستخدام هذا النوع من الألغام.

وكانت أسرة صالح مصلح القطيش أحد ضحايا هذه الأعمال الإجرامية حيث كانت تسكن بالقرب من مدينة مأرب في منطقة الإشراف، وعند دخول مليشيا الحوثي إلى المنطقة نزحت منها إلى مناطق أخرى، وبعد عودتها إلى المنزل، وقيامها بتفقده، انفجر فيها لغم أرضي تم وضعه داخل إحدى الغرف ما أدى إلى مقتل ثلاثة من أفرادها

وإصابة طفلة.

وأفاد خبير نزع الألغام في الشعبة الهندسية التابعة للمنطقة العسكرية الثالثة أن الشعبة قامت بنزع مئات الألغام من المنطقة، ووجدوا أن لغم منزل القطيش من نفس نوعية شظايا الألغام التي تقوم بزراعتها مليشيا الحوثي وقوات صالح التي كانت مسيطرة على المنطقة قبل انسحابها.

وقال عبدالرزاق نبيل غالب: عند عودتنا إلى منزلنا في منطقة كرش بمحافظة لحج، وأثناء مروري بالطريق، انفجر لغم أرضي في مدخل الطريق المؤدي لقرية الجريبة من الجهة الجنوبية، بعد قيام مليشيا الحوثي وقوات صالح بتلغيم معظم الطرق في المنطقة.

وبحسب محضر اللجنة، تم إسعافه، وبترت قدمه اليمنى، كما تسبب اللغم في تمزيق أنسجة اليد اليسرى، وإصابة الضحية بالعديد من الشظايا، وفقا للتقارير الطبية المرفقة بملف القضية.

وأشار عوض مارش هزاع إلى انفجار لغم أرضي فيه مما تسبب في بتر رجله اليسرى.

وبحسب الشهود تم إسعافه إلى مستشفى هيئة مأرب، ومكث في المستشفى أكثر من أسبوعين، وبعدها غادر وهو حاليا معوق.

وحسب محضر اللجنة، تعرض وليد أحمد ناصر لانفجار لغم فردي في وادي غول عامر بمديرية الزاهر مما تسبب في بتر ساقه، كما قتل لغم كل من محمد شيخ سالم وإصاب لغم آخر عمر سالم عبدالقوي.

وتعد زراعة وصناعة وتخزين الألغام الفردية من الانتهاكات المُجرّمة في القانون الدولي الإنساني والمواثيق

المرتبطة بها، ومنها اتفاقية أوتاوا لحظر استعمال وتخزين وإنتاج ونقل الألغام المضادة للأفراد، والمصادق عليها من قبل الجمهورية اليمنية في العام 1998 م. وقد أدرجت اللجنة جريمة زرع الألغام ضمن قوائم الانتهاكات التي تعمل على رصدها والتحقيق فيها.