اَحْمَدُ الضُّحيانيِّ
كانَتْ السّياسَةِ تَتَلَوَّنُ فَتَقْذِفُ لَنا اسوءْ ما لَدَيْها ، ، وَكانَتْ الثَّوْرَةُ في قِمَّةِ جِماحِها تُعْطيَنا اُجودَ ما لَدَيْها . .
وَفي زَمَنِ الحَرْبِ ضاعَ السّيئؤونْ في السّياسَةِ وَضاعَ مَعَهُمْ اُجودَ ما اعطتنا اياه الثَّوْرَةِ . .
قَذَفَتْ لَنا الحَرْبُ المُلَوَّثونَ وَذِمَمِ الفَسادِ يَتَزاحَمونَ لافِّشالِ المُخْلِصِ وَصاحِبِ الضَّميرِ في عَمَلِهِ وَقَضيَّتِهِ . . سُلْطَةُ المالِ والْحُكْمَ وَتُجّارُ الحُروبِ جَميعَهُمْ يَدْعونَ انِّقاذُ وَطَنٍ . .
كم نَحْتاجُ مِنْ الوَقْتِ ليُدْرِكونٍ اَنِ جَميعُ سُلُطاتِهِمْ قَدْ انْهَكَتْ البَلَدَ ، كَمْ مِنْ الجَوْعَى يَحْتاجُ اصِّحابُ المالِ ليتوقفونْ عَنْ السُّحْتِ والِاسْتِغْلالِ والْمُتاجَرَةِ بِجوعِنا وَفَقْرِنا اَلَّذي يَتَمَدَّدُ . . ؟
كم مِنْ ابناءْنا واخّوانَنا يَجِبُ اَنْ يَذْهَبُ الى مَحْرَقَةِ المَوْتِ حَتَّى يَتَوَقَّفَ المَهْووسونَ بِالْحُكْمِ وَتُجّارِ الحُروبِ عَنْ الِادِّعاءِ بِالِانْتِصارِ لِكَرامَتِنا وادميتنا اَلَّتي اهدروها ؟ ؟
في ظِلِّ هَكَذا وَضْعَ هَلْ تَظُنُّ اَنْ المَرْءُ يُفَكِّرُ بِالنَّجاحِ ، ، ما يَتَرَدَّدُ في ذِهْنِ كُلِّ يَمَنيٍّ اَنِ يَنْجَحْ في البَقاءِ عَلَى قَيْدِ الحَياةِ . . بقيةُ الِاشياءْ مُجَرَّدَ تَفاصيلَ ، ، اَنْ المواطِنُ اَلَّذي لا يَخافُ مواجَهَةَ المِليشْياتِ المُتَمَرِّدَةِ يَخافُ ( مُجْتَمَعٌ ) تَتَحَكَّمُ الفَوْضَى واللّادولةْ وَمِليشْيا مُخَلَّفاتِ الحَرْبِ في رِقابِهِ وَمَصيرِهِ ، ، ثَمَّةَ قَهْرَ ( مَعْنَويٌّ ) يوازي في سَطْوَتِهِ قَهْرَ المِليشْياتِ المُتَمَرِّدَةِ .
لا يُزيلُ هَذا الخَوْفَ المَسْكونَ بِالْقَهْرِ سِوَى اَنْ يَسْتَنِدُ المواطِنُ الى مُجْتَمَعِ تُسْنَدَهُ دَوْلَةً ، دَوْلَةُ تُكْسَرَ بِهَيْبَتِها وَسُلْطَتِها شَهيَّةَ المِليشْيا المُتَحَكِّمَةَ بِالْواقِعِ .
تَظَلُّ الرَّغْبَةُ المُجْتَمَعيَّةُ بِضَرورَةِ الدَّوْلَةِ مُجَرَّدَ عَواطِفَ ، لَكِنَّ مُجَرَّدَ العَواطِفِ الجَميلَةِ لا تَصْنَعُ دَوْلَةً ، الِامْرُ يَحْتاجُ الى ارادةْ وَعَزيمَةٌ وَمُثابَرَةَ ، الِانْتِقالُ الى جَبْهَةٍ اخرى مِنْ المَعْرَكَةِ .
لا بُدَّ مِنْ مَعْرِفَةِ عُقْدَةٍ وادواتْ الصِّراعِ اَلَّتي يَسْتَنِدُ اَليِها هَؤُلاءِ في واقِعِهِمْ ، وَما اَلَّذي تَنْقُصُهُ مُؤَسَّساتُ الدَّوْلَةِ لِتَتَعافَى لِتَعودَ قَويَّةً .
هانحنْ اليَوْمِ يَرانا العالَمِ وَنَحْنُ نَتَقاسَمُ الِالامنا واحِّزانَنا ، ، ينبهرونْ مِنْ تَكافُلِنا لِبَعْضِنا ، ، يَنْبَهِرُ العالَمِ لِمُجْتَمَعٍ يُكْرَهُ صَوْتَ الحَرْبِ فيما لابيالي بايقاعْهِ ، ، فيما يَنْشَغِلُ هوَ الِاخْرَ ( العالَمِ ) بِتَرْديدِ دَعَواتِ ضَبْطِ النَّفْسِ .