أعمى ولقي خرزة

21 - يونيو - 2019 , الجمعة 06:18 مسائا
3141 مشاهدة | لا يوجد تعليقات
الرئيسيةمحمد علي محسن ⇐ أعمى ولقي خرزة

أعمى ولقي خرزة ..

اغلب الجنوبيين ما صدَّقوا ولقوا خصوما يلقون عليهم فشلهم وخيبتهم ، فلا تعثر على منشور أو أخبر أو أزمة أو حتى حادث عرضي إلَّا ويُنسب فاعله لجماعة الإخوان أو نائب الرئيس " علي محسن " أو الوزير " المقدشي " أو التاجر " حميد الأحمر " وهكذا دواليك ...

ومثلما يُقال : أعمى ولقي خرزة " فبإلامس القريب كان الغريم التاريخي للجنوب والجنوبيين الرجعية والإمبريالية ، ورفاقنا والله ما قصَّروا ، فحتى ما كان يتحاشاه اعلام السوفيات أنفسهم ، تبرَّع به الجنوبيين وبكرم فائض ، إذ راح يلقي على امريكا وحلفائها ومن سار في فلكها أطنان التهم الجاهزة والمعلبة .

وهات لك يا قدح ولعن للرجعية والإمبريالية ، بل ولم يسلم أحدا من مخالفيهم أو ارتد عن نهجهم ، فكل ما حل هنا من ويلات ومصائب سببه امريكا ومن سلك في فلكها ، فلم يبق شيئا في حياتنا الا وتسللت إليه مؤامرات امريكا واتباعها من العملاء والمرتزقة .

أضعنا دولة وبددنا فرصها ومقدراتها في مماحكات وصراعات وشعارات جوفاء ، والنتيجة هي أننا وبعيد نصف قرن ويزيد على الاستقلال المجيد ما زلنا نلهج بذات الهتافات والعقليات ونفس الاماني والأحلام وان اختلف الخصوم .

نعم ، الجنوبيون ولا ملَّوا أو سئموا أو اقلعوا عن حمل الآخرين اسباب ازماتهم ومشكلاتهم ، فما اسهل حمل الشيطان لخطايا البشر ، وانجع وسيلة للجنوبيين هي حمل الآخرين لكل حادثة أو فشل أو أزمة كهرباء أو طاقة أو مرتبات أو سواها من المشكلات الحياتية اليومية ..

فلا أحدا سيقول لك صادقا : أن بلوى الجنوب ليست من امريكا أو الخليج أو الشمال أو الإخوان أو إسرائيل أو الشيطان ، وانما بلواه من فقدان الحرية والشفافية والعدالة والمساواة ، وقبل هذه جميعاً ، الادارة الوطنية النزيهة الكفؤة القادرة على الخلق والإبداع والتطور ..

كما ولا أحدا يمكنه استساغة حقيقة أن معضلة مجتمعنا كامنة في غياب دولة المواطنة العادلة ، وهي معضلة تاريخية لا تقتصر على بلد بعينه وانما تجدها حاضرة وفي معظم البلدان العربية وأن تفاوتت مستويات المعيشة أو اختلفت في وسائل الرعاية والاهتمام .

فما من شعب متخلف وممزق ومتناحر بالفطرة ، فسواء كان هذا الشعب في أفريقيا أو أوروبا أو آسيا ؛ تبقى المشكلة حصرية وجامعة ولا فرق هنا او تمايز بغير لغة القوم أو سحنتهم أو طريقة ادارتهم لشؤونهم ..

محمد علي محسن

لا تتوقع نتيجة مغايرة طالما وانت تكرر ذات الفعل ، هذا ما حدث بالضبط خلال الأعوام الفارطة . وهذا ما سيحدث الآن وفي المرحلة القابلة ، فلا الشرعية عادت وقادت الدولة أو أن الانتقالي استعاد دولة . لا يوجد ثمة جديد يمكنه تغيير الحالة القائمة منذ انفراط عقد شراكة الضرورة والتي كان من ثمراتها تحرير مساحة تتمة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟

الإسم:

البريد الإلكتروني :

العنوان :

نص التعليق :
*

مساحة إعلانية

فيس بوك

تويتر

إختيارات القراء

إختيارات القراء

لا توجد مشاهدة

لا توجد تعليقات