العظمة سلوك و أفعال و القيادة مسؤولية و التزام و الجندية طاعة و انضباط و الأعمال و الممارسات ترجمة للمعتقدات والتصورات كل هذه المعاني و القيم تجلت في مسيرة الشهيد عبدالسلام الأصهب بسجيته و دون تكلف أو تصنع ..
فلم يكن رحمه الله من هواة المجاملات و لا من أهل الاستعراضات لم أسمعه طيلة خمس سنوات يسرد أعماله او يتحدث عن بطولاته أو يباهي بإنجازاته و لو مرة و كانت و ماتزال بطولاته و إنجازاته تتحدث عن نفسها و يتكلم بها غيره و ينظرون إليها بإعجاب و إكبار..
فقد تحمل مسؤلية قطاع حمك في ظرف استثنائي و بإمكانات شبه منعدمة ونجح في تثبيت جبهة صد بمجموعة من الشباب الغير مجرب و لا مدرب التدريب اللازم و بإمكانات بسيطة وكان أكبر عوامل نجاح جبهة الصد في نظري إيمان الشهيد الأصهب و من معه من المقاومين بعدالة قضيتهم و اعتدادهم بأنفسهم و تلاحمهم و ترابطهم و التفافهم حول قيادتهم ..
قرابة السنتين إستمر القائد الشهيد عبدالسلام الأصهب و بجانبه القائد المجاهد عبدالرحمن المسني قائد مقاومة العود و قائد قطاع يبار و من معهم من أبطال مقاومة قعطبة و بلاد اليوبي و العود و الحشاء و من انضم إليهم من مقاومة بعدان يقاتلون المليشيات الانقلابية ببسالة و تفاني و بإمكانات قليلة حتى يئس الحوثيون من إحداث أي تقدم في هذه الجبهة و حين جاء قرار ضم المقاومة إلى الجيش الوطني إنخرط القائد الشهيد عبدالسلام الأصهب في صفوف الجيش الوطني في اللواء ثلاثين مدرع كجندي مقاوم دون أن يحدث اي ضجة كما فعل و يفعل غيره بحجج عدة ..و مثلما كان قائدا صاحب مسؤلية تحول إلى جندي مطيع ينفذ الأوامر و لا يأبه لما كان عليه أو يلتفت إلى حقوقه المكتسبة كمقاوم كان له قدم السبق في إشعال فتيل المقاومة و إبقاء نارها مشتعلة يسقي جذوتها بعرقه و سهره و نار بندقيته و بنادق زملائه و دمائهم الزكية.. لم يقدم رحمه الله كشفا بمديونيته كثمن لتنازله عن دفة القيادة أو عريضة يطالب فيها بتسوية وضعه و برغم أن هذا حق له إلا أنه لم يفعل أي من هذا ..
و حين تململ البعض من المقاومين و اعترضوا على بعض الاجراءات و المظالم و اختاروا الانضمام إلى ألوية و جبهات أخرى استمر هو رحمه الله في لوائه و جبهته و استمر بذات الوتيرة من الطاعة والانضباط و حين تم تغيير قيادة اللواء لم يفعل كغيره من الذين اعترضوا و نكصوا تعصبا و حمقا بل استمر في عمله يقوم به على أكمل وجه .
و هذا يشير إلى جوانب عدة من عظمة شخصيته و نبل أخلاقه و صدق إيمانه بقضيته التي خرج من أجلها من اول يوم ذلك أنه جعل مقاومة البغي و رفع الظلم وعشق الحرية نصب عينيه و لم يعد يلتفت إلى أي أشياء جانبية قد تحدث و اعتبرها أمور هامشية بجانب الهدف العظيم الذي خرج من أجله .
و حين جرح في معركة الجميمة و لم يحظ بالاهتمام و الرعاية اللازمة له كقائد جريح لم يملأ الدنيا صراخا و شكوى بل أخذ ما تيسر و أكمل مستحقات العلاج من جيبه الخاص و حين عاد إلى أرض الوطن و قد تماثل للشفاء ، و برغم انه كان لا يزال بحاجة لاستكمال العلاج لم يكتف بما أسلف و يقعد في بيته منتظرا التكريم ،بل أخذ بندقيته و لبس جعبته و اتجه إلى الجبهة ..يتقدم الصفوف.. و يقود الجموع ..و يحرر المواقع ..و يشحذ الهمم ..و يقوي العزائم.. من أجل هدفه الأسمى و هو مقاومة الانقلاب و استعادة الدولة لرفع الظلم الذي أحدثه الانقلاب بحق الوطن و الناس حتى لقي الله مقبلا في معركة تحرير مدرسة حبيل العبدي يوم السبت ١١ / ١ / ٢٠٢٠ م ...
لقي الله و قد أبلى بلاء حسنا .. و مات شامخا شجاعا حرا كما عاش رحمه الله...
و كثيرة هي الجوانب العظيمة في شخصية شهيد الوطن و الدين و الحرية عبدالسلام الأصهب ..
و كثيرة هي مواقفه البطولية سواء في ميدان المعركة أو في ميدان الإدارة و التعامل و الحياة العامة و لعل الله يهيئ لها من يفتش عنها و يدونها للأجيال .
و الله من وراء القصد . ..
للاشتراك في قناة موقع الضالع نيوز على تيليجرام من خلال احد الروابط التالية👇👇👇
@addalinews
http://tlgrm.me/addalinews
http://ⓣelegram.me/addalinews
https://t.me/addalinews
https://t.me/addalinews/12247