اليمن المنهك يخوض معركة استباقية ضد فيروس كورونا (تقرير)

25 - مارس - 2020 , الأربعاء 07:32 مسائا
1044 مشاهدة | لا يوجد تعليقات
الرئيسيةاخبار وتقارير ⇐ اليمن المنهك يخوض معركة استباقية ضد فيروس كورونا (تقرير)

الضالع نيوز/متابعات

في وقت تعاني فيه معظم دول العالم من شلل شبه تام في ممارسات الحياة الطبيعية جراء تفشي الجائحة العالمية، الفيروس التاجي كورونا (كوفيد 19)، لا يزال عدد قليل من دول العالم في منأى عن هذا الفيروس، من بينها اليمن، وذلك بحسب التقارير الرسمية الصادرة عن الجهات المحلية والدولية ذات العلاقة.



وحتى يومنا هذا 25 مارس 2020م سجلت دول العالم مجتمعة نحو 440 ألف حالة إصابة بالفيروس التاجي سريع الانتشار، على الرغم من سياسات تقييد الحركة والتي بلغت مستوى حظر التجوال في كثير من البلدان، فيما بلغ عدد الوفيات ما يقارب 20 ألف حالة.



ويتابع المواطن اليمني تطورات ومستجدات المعركة بين دول العالم الكبرى وفيروس كورونا بقلق بالغ، متسائلاً عن مآلات الوضع في بلاده التي تعاني انهياراً شبه تام في القطاع الصحي، بسبب الحرب المستعرة منذ خمسة أعوام، بين الحكومة الشرعية بإسناد من دول التحالف العربي من جهة، وبين جماعة الحوثيين المدعومة من إيران.



وتقول وزارتا الصحة في كل من صنعاء وعدن إن اليمن – حتى هذه اللحظة – خالٍ بشكل تام فيروس كورونا، وإنها لم ترصد أي حالة إصابة بالفيروس. وأكدت أنها قد أجرت خلال الأيام الماضية عشرات الفحوصات المخبرية لحالات يشتبه بإصابتها بالفيروس التاجي، إلا أن نتائج الفحوصات كانت "سلبية".



يدعم هذه الإفادات التصاريح الصادرة عن منظمة الصحة العالمية، والتي أكدت في مرات عدة بأنها أشرفت على الفحوصات المخبرية التي أجريت في صنعاء وعدن، وبأنه لم تُسجل حتى الآن أيه إصابة بالفيروس داخل الأراضي اليمنية.



* مخاوف مجتمعية

خلال الفترة الماضية ارتفع منسوب القلق المجتمعي في اليمن إلى درجات وصفها مراقبون بالمرتفعة، لكنها في المجمل تبقى أدنى من غيرها من المجتمعات الأخرى، والتي شهدت حالة (هلع) شعبي واسع النظاق.



ويرجع مراقبون محفزات القلق المرتفع داخل المجتمع اليمني إلى أسباب عدة، يأتي على رأسها حالة العجز التي أبدتها الدول المتقدمة والتي تمتلك نظاماً صحياً عالي الجودة، أمام اجتياح وباء كورونا، حيث تأتي دول مثل أمريكا وإيطاليا وإسبانيا وألمانيا في صدارة الدول المتأثرة بالوباء، مع تصاعد عداد الإصابات فيها وفق دالة أسية.



كما أن عداد الإصابات المتصاعد في الدول العربية وخاصة دول الخليج العربي يشكل هاجساً لغالبية اليمنيين.



ويرى الناشط والإعلامي عبدالله السامعي أن ارتفاع نسبة الإصابات بشكل ملحوظ مؤخراً في كل السعودية ومصر تلقي بظلالها بشكل أو بآخر على الوضع داخل اليمن، باعتبارهما أكثر دولتين يتواجد فيها اليمنيون، إما للعمل أو للعلاج والسياحة.

وعلى الرغم من انحسار تحركات اليمنيين للخارج منذ بدء الحرب بشكل كبير، إلا أن ذلك لم يؤثر على وتيرة تنقلات اليمنيين بين مصر والسعودية، في حين تقول تقارير صحفية إن سفريات اليمنيين من وإلى السعودية ومصر بعد الحرب أكبر مما كانت عليه قبل الحرب.



ومن بين مسببات القلق في اليمن حالة النظام الصحي المتدهور في البلاد. وفي هذا الصدد كشفت تقارير صحفية مؤخراً بأن اليمن لا يمتلك أكثر من 100 سرير خاص بالإنعاش والتنفس الصناعي، وهو رقم متدني للغاية، مقارنة ببلدان أخرى، الأمر الذي سيعني كارثة حتمية غير قابلة للتصور إن حدث تفشٍ للمرض داخل اليمن. (ألمانيا تملك ألف سرير عناية مركزة لكل 100 ألف مواطن).



* استنفار في صنعاء وعدن

على وقع التطورات العالمية جراء التفشي الكبير لفيروس كورونا، أقرت كل من الحكومة اليمنية في عدن وحكومة الحوثيين في صنعاء عدداً من القرارات، في محاولة استباقية للحد من تفشي الفيروس في البلاد.



وأقرت السلطات في صنعاء وعدن تعليق كافة الرحلات الجوية من وإلى مطارات الجمهورية اليمنية.



وخصصت حكومة اليمن عدداً من المستشفيات والمراكز الصحية كمراكز للعزل والحجر الصحي لأية حالة اشتباه أو إصابة بالفيروس، من بينها: عدن (مستشفى الأمل)، تعز (مركز الضباب)، مارب (الجامعة الجديدة)، حضرموت (مستشفى سيئون)، شبوة (مستشفى عتق).



وبالمثل خصصت جماعة الحوثيين مراكز للعزل، من بينها: صنعاء (مستشفى جحانة)، الأمانة (مستشفى الكويت)، إب (مستشفى جبلة)، البيضاء (مستشفى رداع)، ذمار (مستشفى الوحدة).



إضافة إلى ذلك، قررت كل من حكومتي صنعاء وعدن تعليق العملية الدراسية لكافة المستويات (أساسي – ثانوي – جامعي)، وتخفيض عدد العاملين في المؤسسات الحكومية.



وأقرت حكومة عدن تعليق إقامة صلاة الجمعة والجماعة، وعلّقت العمل في مصلحة الهجرة والجوازات حتى إشعار آخر.



وكمحاولة للحد من دخول وباء كورونا إلى أراضيها، قررت جماعة الحوثيين في 18 مارس الماضي إغلاق جميع المنافذ وإيقاف الرحلات من وإلى مناطق سيطرة الحكومة الشرعية لمدة أسبوعين. كما أصدرت قرارات بإغلاق الفنادق والاستراحات والمتنزهات وصالات الأفراح والمناسبات والحدائق العامة والحمامات البخارية والتقليدية، والمساكن الجامعية.



وعلى الرغم من كل هذه القرارات التي من المفترض لها أن تحد بشكل كبير من عملية الاختلاط المجتمعي، إلا أن كثيراً من السكان يرون أن هذه القرارات لا زالت قاصرة، وتتغاضى عن العديد من التجمعات الشعبية التي يمكن أن تشكل بؤرة لانتشار الفيروس، كأسواق القات.



* مبادرات مجتمعية ودعوات للتطوع

كخطوة احترازية لمواجهة وباء كورونا دعت وزارة الصحة العامة والسكان، السبت الماضي، جميع الأطباء والفنيين وخبراء الحجر الوقائي وطلاب كليات الطب والمعاهد الصحية الى التطوع وإسناد الوزارة في استعداداتها لمواجهة فيروس كورونا، فيما وجهت وزارة التخطيط بإيقاف ورش العمل والدورات التدريبية باستنثاء ما يخص مواجهة الفيروس.



وبالتزامن مع هذا الاستنفار الحكومي شكّلت العديد من المبادرات الطوعية التي تهدف للمشاركة في الحرب ضد الوباء.



وفي هذا السياق نفذت عدد من اللجان المجتمعية الطوعية في سيئون نزولا ميدانيا للتوعية بطرق الوقاية من وباء فيروس كورونا.وشارك في الحملة متطوعون من الشباب والشابات بمشاركة طلاب كلية الطب بجامعتي سيئون وحضرموت.



وفي محافظة تعز قامت عدد من الفرق الطبية الطوعية بتنفيذ نزولات ميدانية لمنافذ المدينة، وأجرت فحوصات لقياس درجة الداخلين والخارجين إلى تعز.



* الدور الأممي

يبرز دور الأمم المتحدة والمنظمات المنبثقة عنها أو المنظمات الدولية ذات الصلة كشريك بارز ومحوري في جهود مكافحة فيروس كورونا.



وفي هذا الصدد قامت منظمة الصحة العالمية بتنسيق الجهود مع الحكومة اليمنية والحوثيين، كما ساهمت في إنشاء عدد من مراكز العزل الصحي في صنعاء وعدن، للحد من تفشي الوباء.



ويوم الاثنين الماضي وصلت إلى مطار عدن الدولي، طائرة نقل سعودية تحمل على متنها إمدادات طبية مقدمة من منظمة الصحة العالمية، وتتعلق بالتأهب والاستجابة للفيروس.



وتشمل الشحنة بحسب المنظمة الأممية معدات الحماية الشخصية للعاملين الصحيين واختبارات الفحص المختبري في عدن وصنعاء وأيضا أدوية الصدمة ومستلزمات لدعم الاستجابة المستمرة للأزمة.



من جانبه قدم البنك الدولي ومؤسسة التمويل الدولية ( IFC) مبلغ 26 مليون و700 ألف دولار أمريكي، لمساعدة اليمن في مواجهة فيروس كورونا وما سيترتب عليه من آثار إنسانية واقتصادية واجتماعية.



وعلى الصعيد السياسي، دعا المبعوث الأممي إلى اليمن "مارتن غريفيث" يوم الجمعة الماضي، إلى إطلاق سراح جميع الأسرى والمحتجزين على خلفية النزاع، بسبب خطر فيروس كورونا.



وقال المبعوث الأممي أنه "يجب على الأطراف اتخاذ الإجراءات اللازمة لتسريع إطلاق سراح الأسرى والسماح لهم بالعودة إلى منازلهم آمنين".



كما دعت الأمم المتحدة اليوم الأربعاء، الأطراف المتحاربة في اليمن إلى وقف القتال وبذل الجهود لمواجهة الانتشار المحتمل لفيروس كورونا.



وحثت في بيان الأطراف المتصارعة إلى "بذل قصارى جهدهم لمواجهة الانتشار المحتمل لـفيروس كوفيد-19".

ماذا تعرف عن الشيخ عبد المجيد الزنداني.. رائد النضال الوطني والدعوي في اليمن .. مسيرة رجل بحجم أمة(سيرة ذاتية) الضالع نيوز/وكالات سياسي وداعية إسلامي يمني، وأحد القيادات المحسوبة على جماعة الإخوان المسلمين في البلاد. ولد سنة 1942. أسس جامعة الإيمان باليمن، والهيئة العالمية للإعجاز العلمي في تتمة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟

الإسم:

البريد الإلكتروني :

العنوان :

نص التعليق :
*

مساحة إعلانية

فيس بوك

تويتر

إختيارات القراء

إختيارات القراء