الضالع نيوز ينشر القصة الكاملة لمعانأة طلابنا في ماليزيا..الحلقة الاولى

20 - مارس - 2014 , الخميس 05:16 مسائا
4051 مشاهدة | 1 تعليق
الرئيسيةطلابنا ⇐ الضالع نيوز ينشر القصة الكاملة لمعانأة طلابنا في ماليزيا..الحلقة الاولى

ماليزيا .... القصة الكاملة .. (الحلقة الأولى)
م. صلاح الدين القطامي  

تبدأ قصتنا من بلد عشت فيها أياماً مليئة بالمغامرة والسرور والحزن معاً وأيام أخرى مغمورة بالإنتاج والعطاء والجد والمثابرة، من الجنوب الشرقي لقارة آسيا حيث تمتزج الثقافات الاسيوية المتعددة في منطقة واحدة، فنرى الهنود بثقافتهم المتعددة يتعايشون مع الثقافة الصينية الدقيقة والماليزيين الأصليين والإندونيسيين المجاورين وغيرهم، كل هذا في مشهد حضاري بديع يعكس رقي الإنسان وتعايشه مع بني جلدته حتى لو اختلفت لغته أو لونه أو شكله أو دينه .. وهذا مقصد عميق نابع من ثقافتنا الإسلامية لا يفهمه الا القلة القلائل. من هناك .. نبدأ رحلتنا .. حيث الطبيعة الخضراء الجميلة التي تأسر القلب وتفتح للفكر آفاقا لا محدودة، من هناك .. حيث النموذج الإنساني الفريد .. الذي تحول من (انسان الغابة) أو كما يسمى باللغة الماليزية (Orang Asli) الى انسان القرن الواحد والعشرين في وقت قياسي قصير .. صارت فيه ماليزيا علما من اعلام السياحة العالمية، ومركزا من مراكز العلم، ونموذجا صناعيا يحتذى به، وبلدا تجاريا مُصدرا لا مستوردا.

  لم يغفل اليمنيون (حُمران العيون) عن أصالة وحداثة هذا البلد، فتوجهوا اليه من كل أرجاء الوطن ينهلون العلوم ويستثمرون الثروات ويستغلون الفرص منذ بداية العقد الأول من القرن الحالي، كما لم يدخر الماليزيون جهدا في تسهيل المعاملات والخدمات للأجانب أجمعهم واليمنيون من بينهم. فلقد بُنيت العلاقات التعليمية بين اليمن وماليزيا واستثمرت الخبرات اليمنية وأُعطي لها المجال لتثبت بالفعل – حسب أقوال الماليزيين أنفسهم – كفاءة العقل اليمني وفاعلية الايادي اليمنية في تدوير عجلة الإقتصاد وبناء الدولة الحديثة. فاليمنيون تأصلوا في هذا البلد وشاركوا في العملية السياسية والاقتصادية ولا ننسى قبل ذلك التجار اليمنيين (الحضارم) الذين نشروا دين السلام الى هذه المنطقة، فلهم شرف السبق وشرف الحضارة في تبليغهم الدين الحنيف الذي اعتنقه سكان شرق آسيا اقتناعا بأخلاق التجار لا رهبة وخوفا. ما الذي تغير؟! دخل الطلاب اليمنيين ماليزيا أفواجا متتابعة، ولكأنها العقلية اليمنية البسيطة التي لم تتغير في استغلال الفرص المتاحة بناءً على كلام الأصحاب والأقرباء، والتي تمثلت في التدافع الغير معهود الى هذه البلد وهذا من شأنه أن حول هذه الفرصة الى محنة على مدار السنوات القريبة اللاحقة. ففي ظل الابتعاث العشوائي الغير مدروس من قبل الحكومة اليمنية ممثلة بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي الذي تزامن مع (التخلف المستمر) في تسديد رسوم الطلاب المبتعثين الى الجامعات الماليزية من قبل الملحقية الثقافية في كوالا لامبور، حدثت الكارثة والتي لم تكن مفاجأة في حد ذاتها بقدر ما تفاجأ الطلاب في التوقيت المفاجئ لهذه الكارثة.

الكارثة بدأت  في تراكم الديون على الملحقية للجامعات المضيفة بشكل تدريجي قوبل بالإهمال والتجاهل من قبل المختصين الى أن تراكمت مبالغ ضخمة تعجز الملحقية عن سدادها كلها. ليس هذا وحسب بل ما حصل هو أن الجامعات التي وقعت على اتفاقيات شتى مع الجانب اليمني الحكومي ممثلة بالملحقية الثقافية قد نفد صبرها من (مواعيد عرقوب) وبدأت ترسل الرسائل تلو الرسائل ولكن كل هذه الرسائل لم تلقى الأذن الواعية والعقلية المتفهمة من قبل الملحقية، حتى وقع ما يخشاه كل الطلاب اليمنيين بحلول عام 2009 والذي يمكن أن نطلق عليه (السياسة التأديبية على الطريقة الماليزية). هذا ما يحدث في أي بلد في العالم، عندما يحترمك البلد المضيف ويسهل لك اجراءات الدخول والاقامة والتسجيل وغيرها، ثم يقابل هذا الاحسان بالإساءة والمماطلة في دفع الرسوم الدراسية والاستغلال القبيح لطيبة الشعب الماليزي الصبور. حينها، بدأت السياسة التأديبية وهي قيام الجامعات الماليزية  بعد الإنذار المبكر بإجراءات تأديبية للملحقية الثقافية اليمنية ولكن للأسف الشديد على حساب الطالب المسكين المبتعث، أبرز هذه الإجراءات مايلي:

  أولاً: خلال الفترة 2008-2009م فرضت العقبات الصعبة على طلاب مرحلة البكالوريوس الأجانب بشكل عام واليمنيين على وجه الخصوص أمام قبولهم في الجامعات الحكومية الماليزية والتي تعرف بتصنيفها العالمي المتقدم مثل جامعة ملايا UM، الجامعة الوطنية الماليزيةUKM، والجامعة التقنية الماليزيةUITM، وغيرها، وساهم في تعزيز المشكلة غياب التنسيق بين الملحقية وهذه الجامعات.

ثانياً: بحلول عام 2010 بدأت تظهر مشاكل تأخير في تجديد (فيَز) الطلاب والتي كانت تستغرق مدة بين 3-4 أسابيع، حيث صارت تتأخر من 4-10 أسابيع وصار الطالب اليمني أول من يسلم الجواز وآخر من يستلم الفيزة بينما بعض الجنسيات العربية كالأردنيين على سبيل المثال يستلمون جوازاتهم في فترة 2-5 أسابيع وبالمقارنة البسيطة يتضح لنا حجم الفوارق في المعاملة جراء الاسباب آنفة الذكر. عزز من هذه المشكلة القانون الصادر من وزارة التعليم العالي الماليزي بالتعاون مع وزارة الخارجية في ضبط معايير تجديد الفيزة وربطها بالمعدل الفصلي ونسبة الحضور، حيث أن اي طالب يحصل عل معدل أقل من 50% في الفصل الدراسي فإنه يعرض لنفسه لمراجعة دقيقة ويستلم رسالة تحذيرية أولى وفي حالة تكرر الرسوب فإنه يعرض نفسه للترحيل الجبري لعدم الكفاءة العلمية.

ثالثاً: بعد سطوع نجم هذه الأخبار في الإعلام المحلي اتجهت الجامعات الى توقيف الطلاب الغير مدفوعة رسومهم عن الدراسة بدون سابق انذار حيث أوقف بعضهم وهو على وشك الدخول في الامتحانات النهائية والبعض الآخر اوقفت اجراءات معاملة الفيزة له بسبب الرسوم الدراسية المعلقة، فرجع بعضهم الى اليمن واعرف منهم بالإسم من لم تساعده الظروف ليعود ويكمل دراسته بل أصيب البعض منهم بنوع من الإحباط والحالات النفسية نتيجة ضياع جهد سنين ليذهب أدراج الرياح. ومن القصص في هذا الباب ما لا يتسع المجال لذكره، فكثير من الطلاب اليمنيين ممن كدحوا وجدوا خلال اربعة شهور يفاجئوا بمنعهم من الدخول قبيل فترة الإمتحانات ويضيع وقتهم سعيا بين الملحقية والجامعة، وفي حال نجاح بعضهم بإقناع الملحقية بدفع الرسوم يكون الوقت قد فات وضاع مجهود اربعة اشهر وكأنها هباءً منثورا.

رابعاً: إضافة الى كل ماسبق، لم تكتفي الجامعات الماليزية بهذا وحسب بل مُنع الخريجين من هذه الجامعات من استلام شهائدهم وكشوف الدرجات والتي تعتبر محصلة جهدهم لبضع سنين، فانتظر البعض منهم آملا في أن تحل المشكلة ورجع البعض الآخر وهو يدعوا ويشكوا الى الله العلي الجبار هذا الظلم الواقع بهم. ناهيك عن كل المشكلات الآنفة الذكر ومشاكل الاندماج مع المجتمع الماليزي ومشاكل تأخير المساعدات المالية للطلاب - والتي بحد ذاتها لا تسمن ولا تغني من جوع – وناهيك عن مشكلات الغربة الروتينية، تبقى مشكلة عدم استلام وثائق التخرج المعضلة الكبرى التي تعصف بالخريجين من ماليزيا وترمي بهم الى صناديق البطالة أو المشاكل النفسية التي هي أقرب للجنون. كيف بمن تفوق وجد واجتهد ثم كابد عناء الحصول على المنحة ومعاملتها الطويلة ثم خاض غمار الدراسة في الغربة وحرم نفسه كثيرا من الأمور حتى يصل الى يوم تخرجه المنشود ويفاجئ باستثنائه من قائمة المستلمين ليشعر حينها فعلا بقمة الظلم والحرمان، هذا اليوم الذي طالما حلم الطالب به خلال سنين دراسته العديدة، أصبح يوما أسودا مشئوما يسجل في دفتر النسيان، وكتب الحرمان، ومطابع الأسى والحزن.   هنا نحط الرحال، لنستريح من عناء السفر، ولنكمل ما تبقى من قصتنا الحزينة عن اوضاع الطلاب في ماليزيا في حلقات قادمة بإذن الله، علّنا نجد اليد المعينة أو الأذن الصاغية أو الفؤاد الحاني، الذي يقدر معاناة أبنائنا وبناتنا الطلاب في تللك المنطقة من العالم، للحديث بقية وللرواية نهاية، نأمل ان نلقاكم على الحب. ودمتم والوطن بكل خير.

( مبارك التفوق لابناء أ/ علي الأسمر رئيس التحرير أ/ علي الأسمر يهنئ ابنائه في تفوقهم العلمي وحصولهم على المراكز الاولى في المرحلتين الثانوية والاساسية .. تلريون مبروك التفوق لابنائي وحصولهم على المراكز الاولى في المرحلتين الثانوية والأساسية .... اهنئ وابارك لابنائي الغاليين تفوقهم العلمي تتمة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟

الإسم:

البريد الإلكتروني :

العنوان :

نص التعليق :
*

مساحة إعلانية

فيس بوك

تويتر

إختيارات القراء

إختيارات القراء