والمُعتَدُونَ بأعْتابِ الحُشَاء ضُرِبُوا
تَسَلّلوا كَيْ يَنالُوا مِنْ مَكَانَتِهاَ
فَهاَلَهُم فِي اللّقاَء أبْناؤُهاَ النّجُبُ
هَبّ الْأسُودُ يَذُوْدوُنَ الغُزاةَ فَلَم
يَقْوَ لِصَوْلَتِهِمْ رأسٌ وَلَا ذَنَبُ
فَأيْقَنَتْ عُصْبَة ُالْحُوثِي وَزُمْرتهاَ
مِمّنْ تَحَوثَ أوْ مِمّنْ لَهُمْ أرَبُ
بِأنّ حَتْفَهُمُ قَدْ حَانَ مَوْعِدُهُ
وَخَابَ ظَنّهُمُ فِيْهاَ وَمَا حَسِبُوا
كاَنَ الصّمُوْد ُمِنَ الأبْطاَلِ يُرْعِبُهُمْ
وَالْأرضُ مِنْ تَحْتِهِمْ باِلْبَأسِ تَضْطَرِبُ
وَقَالَ قاَئِلُهُمْ وَالْمَوتُ يَنْهَشُه
يَا وَيْلَ مَنْ مِنْ حِمَى الأحْرَارِ يَقْترِبُ
فَلاَ تَمَائِم ُسِيْدَ الْكَهْفِ تمْنَعُهُمْ
ولَا حَمَتْهُم تَعَاوِيذٌ وَلاَ خُطَبُ
نِعْم َالرّجَالُ صَنَادِيْدَ الْحُشَاء فهُمُ
رَمْز ُالبُطُولَةِ إنْ جَدّوا وَإنْ لَعِبُوا
وإنْ خَسِرْنَا مِنَ الأبْطَالِ أنْبَلَهُم
فتِلْك َغايَة ُمَن ْفِي فَوْزِهِمْ رَغِبُوا
هِيَ الشّهادَة ُيَبْغيْها الْجَمِيْع ُوَلَا
يَناَلُهاَ غَيْرُ مَن ْفِي صِدْقِهِمْ طَلبُوا
مِثْلُ الْمُهَنْدِسِ عَبْد ُاللهِ مَنْ شهِدَتْ
بِحُسْنِ سِيْرتِه ِالْأقْلاَمُ واَلكُتُبُ
شَهْمٌ أبِيّ عَفِيفٌ لَا غُرُور َبِهِ
رَغْم َالشّمُوْخ ِولَا طَيْشٌ وَلاَ غَضَبُ
لكِنّهُ إنْ دَهىَ الْمَكْروهُ لَيْثُ شرَىََ
وَمِن بَساَلَتِهِ يَنْتاَبُك َالعَجَبُ
هَذِي الْمَكاَرمُ لا َتَبْغِ بِهَا بَدَلاً
هَذِي الْمَكَاسِبُ لَا كَنْز ٌوَلاَ ذَهَبُ
أكاَدُ مِنْ فَرْط ِحُزْنِي أنْ أذُوبَ أسَى
لَكِنّنِي باِلقَضَا أرْضَى وأحْتَسِبُ
وَأرْفَع ُالكَفّ أدْعُو الله َيُسْكِنَهُ
أعْلَى الْجِنَانِ وَيَجْزِي كُلّ منْ تَعِبُوا
أبٌ وَأمٌ وإخْوانٌ وَزوْجَتُهُ
وَكَلّ حُر ِّلِأ ضِ الْحُر ّيَنْتَسِبُ
يَا بْنَ الْحُشَا سِرْ عَلَى دَرْبِ الشّهيْدِ وَلَا
تثَْنِي عَنانَكَ ألقَابٌ وَلاَ رُتَبُ
واسْتَقِبِلِ الْمَوتَ تَحْيىَ كاَلْكِرامِ وَلاَ
ترَضىَ بِحُوثِي ْعَلىَ أرْضِ الحِمَى يثَِبُ
فاَلْإِنْقِلاَبُ وَمنْ وَالاَه ُلَيْسَ لهُم
عَهْدٌ وإنْ صَرّحُوا فِيْ ذَاكَ أوْ كَتَبُوا
هَذَا عَزاَئيْ وَتَأْبِيْنِي وَتَعْزِيَتِيْ
فِيْهِ وَفِيْ مَنْ عَلَى ضَرْبِ الْعِدا دأبُوا
أُهْدِي قَصِيْدِي وَقَلْبِِيْ مِلؤهُ حَنقٌ
فَلاَ مَلاَمَ إذا مَا خَانَنِيِْ الأدَبُ
وَصَلّ رَبّي ْعَلَى أعْلَى الْوَرَى شَرَفاً
مُحَمّد ٌماَ سَرَتْ فِي أُفْقِهاَ الشّهُبُ
وَعَدّ قَتْلا بَنِي الْحُوْثِيْ وَشِيْعَتَهُمْ
وَعَدّ مَا نَشَرُوا زُوْراً وَماَ كَذَبُوا
محمد الحاتمي
2019/2/16م