من يوقظ هادي قبل أن تأكل دابة الأرض منسأته ؟!

27 - مايو - 2014 , الثلاثاء 11:41 صباحا
3820 مشاهدة | لا يوجد تعليقات
الرئيسيةإبراهيم ناجي ⇐ من يوقظ هادي قبل أن تأكل دابة الأرض منسأته ؟!

إبراهيم ناجي
إبراهيـم علي ناجي



يقال والعهدة على الراوي أن الرئيس هادي يحيط به شخصيات يغلب على طابعها الولاء المناطقي وليس الوطني باستثناء بعضهم والذي لايسمع لهم ويعمل هذا المحيط على حجب كل المخاطر المحدقة باليمن وبهادي نفسه فيقللون من شأن الحوثي ويصغرونه بعين هادي ويصورون الخطورة على حكمه قادمة من تيارات الجنوب بمختلف شرائحه وبالذات الجماعات التي استخدمها هادي وصالح في حرب 94م وتليها خطورة جماعة "الطغمة" والمتمثلة بتيار البيض وأبناء الضالع وردفان , وعلى هادى أن يدع الحوثيين وجناح الثورة مشغولين يبعضهما كقوتين متصارعتين كي يتفرغ لتثبيت حكمه وتقريب من يثق بهم من قرى أبين والصعيد وبعدها لاضير من مواجهة كل القوى مجتمعه وبالتحالف مع من غض الطرف عنهم الآن , ولهذا يظهر هادي كمن يكيل بمكيالين مختلفين , فمثلا ومنذ بداية مواجهات ضبعان مع مسلحي الحراك بالضالع لم يسقط سوى 5 جنود رغم استمرار المواجهات قرابة شهرين ولم يحصل أن هوجمت مواقع إستراتيجية تابعة للواء ضبعان بالضالع بنفس الضراوة التي هوجم بها اللواء 310 بعمران بقيادة حميد القشيبي هناك , في الضالع كان المحافظ العفاشي يضع كل جهده وتصريحاته ضد مسلحي الحراك ويدافع عن كل ما أقدم عليه ضبعان حينها من مجازر بحق الإنسانية مثله كمثقفي وناشطي الأحزاب المنتمين لمناطق جغرافية معينة فصمتوا عن انهار من الدماء التي سالت لأبرياء وأطفال ونساء.. وأمام كل هذا الدمار تأخرت لجان الرئيس هادي إلى أن بلغ السيل الزبى ووصلت الحالة إلى مايشبه الفوضى والهلاك كم كان الأمر عجيب في أمر هذه اللجان التي عادة ماتكون جاهزة عند كل طلقة رشاش بعمران ظلت طريقها عن الضالع وظل هادي ووزير دفاعه وداخليته مشغولون بتجهيزات فنية خاصة بيوم اختتام مؤتمر الحوار ..

لاوجه للمقارنة بين فوضوية مسلحي الحراك الذين لايزيد عددهم عن عشرات المسلحين وبين مليشيات الحوثي المدججة بمختلف أنواع الأسلحة وراجمات الصواريخ ومشروعها الإيراني وحجم دعمها الذي يفوق موازنة وزارة الدفاع نفسها ولاوجه للمقارنة بين وحشية مليشيات الحوثي التي لم تسلم منها دور القرآن ومنازل المواطنين وبين مجموعة حراكية مسلحة لاتمتلك المشروع ولا التخطيط فضلا عن الاستحواذ والسلاح الذي يمكنها من إسقاط أي محافظة جنوبية ..

قشيبي عمران يمثل خط الدفاع الأول عن الجمهورية والوحدة معا على اعتبار أن المد الرافضي الحوثي تسونامي إمامي عفاشي يهدف لتقويض سلطات الدولة والجمهورية بحثا عن زرع ثقافة الطائفية والعنصرية داخل اليمن والمذهب الزيدي ذاته بينما ضبعان الضالع لايمثل إلا حمم مخلوطة بحقده ونزوته العابرة فليس هناك مايستدعي استماتته وقتله للأطفال والنساء بتلك الوحشية ..

لن نستغرب التعامل الفج والمتمثل في عدم نزول لجنة تقصي حقائق لمعرفة ذنب الأطفال الذين قضوا في مخيم العزاء بسناح أو الطفلة ألاء ويسري ذوات السنوات الاربع ,فلا غرابة إذا ونحن نرى اللجنة تلو الأخرى تتقصي الحقائق في عمران كدرء ما يحصل لكتائب الحوثي المسلحة الغاشمة بينما لن تجد "آلاء ويسرى وأمهما والزوج الصابر " في منطقة الأسلاف الضالع لجنة تخرج بتوضيح -لاغير- همجية الضبع المتوحش للرأي العام كبلية ورزية جاءت إلى بيتهم وتذهب بأرواح طاهرة بلا ذنب اقترفوه سوى أنهم من مواطني الضالع ..

كم نمقت ونثرثر في أغلب الأوقات منتقدين السياسة الأمريكية والدولية والتعامل المزدوج مع قضايا العرب ودعم الديمقراطيات الناشئة من خلال الكيل بمكيالين ولكن ما نراه اليوم في الضالع يسير على الموال من خلال الكيل بمكيالين لجان وتقصي حقائق وتطمينات وغض طرف في عمران أمام مليشيات مسلحة خارجة عن الدين والنظام والعرف والقانون ,, وعلى العكس من ذلك في الضالع دعم مجرم صمت مطبق وفرض الأمر الواقع واتهام الضحية وتبرئة الجلاد ...الخ

هذا نموذج فقط في دولة رئيس الثورة الذي يفاخر البعض بصلاحه وحكمته ويحاول البعض إقناعنا بذلك مع أن خبرتنا مع الرجل معلومة للجميع فهو يسير وفق مناطقية فجة يعلمها القاصي والداني بدليل أن الرجل لايعرف محافظة كالضالع أو لحج ولم يزرها ولو من باب ذر الرماد على العيون خاصة وان التصالح والتسامح يجب ماقبله بعد وصوله لكرسي الرئاسة والذي يفترض به أن يكون حاكما للجميع دون استثناء !

فهادي بحاجة اليوم الى من يوقظه ويخبره بأنه صار رئيسا وليس نائبا قبل أن تأكل دابة الأرض منسأته.

كم هي الذكريات مؤلمة عندما أتذكر حرب 94م الظالمة وأنا في الصف الثاني ثانوي حينها وكيف كانت المدافع وأصوات أزيز الطائرات يقض مضاجعنا آنا الليل وأطراف النهار في ظل ضجيج ماكينة إعلامية ضخمة يصور لنا فيها طرفي النزاع يوميات الحرب بكل تفاصيلها التي نراها »

هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟

الإسم:

البريد الإلكتروني :

العنوان :

نص التعليق :
*

مساحة إعلانية

فيس بوك

تويتر

إختيارات القراء

إختيارات القراء

لا توجد مشاهدة

لا توجد تعليقات