حماية الفضيلة والاخلاق

13 - يوليو - 2014 , الأحد 05:29 مسائا
4101 مشاهدة | لا يوجد تعليقات
الرئيسيةمحمد علي محسن ⇐ حماية الفضيلة والاخلاق

محمد علي محسن
حماة الفضيلة والاخلاق !!
هل التاريخ يعيد نفسه في حملة التشهير والاساءة للوزير المحترم محمد المخلافي ؟ تذكرني حادثة الاغتصاب المفبركة لحراسة الوزير بما سبق فبركته من اخبار وقعت قبيل حرب 94م وتحديدا إبان الازمة السياسية . وقتها لم تجد القوى المشيخية القبلية والمذهبية سوى توجيه سهامها للطالبة فالنتينا عبد الكريم وزميلاتها في سكن جامعة صنعاء .
كانت الازمة السياسية في أشدها بين الاشتراكي وشركائه من القوى المحسوبة مجازا على اليسار وبين المؤتمر وحلفائه التقليديين من قوى الوسط واليمين . صحيفة " صدى الشعب " المنافحة عن الفضيلة المنتهكة في السكن الجامعي كان مصيرها الاغلاق بعيد ان صارت قضية فالنتينا قضية رأي عام وبعيد عجز الصحيفة عن تبرير افتراءاتها القذعة الطاعنة بأخلاق آدمية سوية كل ذنبها انها لم تكن في معسكر طالما سوق ذاته على انه حامي العقيدة والاخلاق الفاضلة .
نعم ما أشبه حملة الامس بحملة اليوم ، وما اسهل ان يطعن المرء بأخلاق خصمه السياسي ، اغتيال الرئيس ابراهيم محمد الحمدي وشقيقه عبد الله كان اغتيالا سياسيا ليس للشقيقين وإنما طال – ايضا – حلم اليمنيين بالتغيير والتوحد والنظام .
كان يكفيهما طلقتا رصاص في رأسيهما ؛ لكن قتلهما بهذه الطريقة الغادرة والحقيرة ليس كافيا ليرضي قتلتهما وخصومهما ، فلكي تكتمل فصول الجريمة البشعة تم استجلاب الفتاتين الفرنسيتين " فيرونيك تروي وفرانسوا زسكريفانو " اللتين عثرا على جثتيهما بجوار الرئيس وشقيقه .
اذاعة لندن سألت الرئيس السابق صالح عقب تبوئه منصب الرئاسة فكانت إجابته مقتضبه ومضلله وخبيثة ايضا : لا إجابة لدي نحو جريمة تمس شرف واخلاق اليمنيين " في هذه الحالة ليس للمستمع من خيار سوى القول : يا لعفة وكياسة الرئيس المتحدث ويا لدناءة الرئيس المغدور به ظلما وبهتانا او العكس بحيث يُذم ويُلعن صالح ويُجل ويُترحم على الحمدي !.
قبل عقدين من الزمن كانت المعركة محتدمة حول قانون التعليم الموحد وقانون تنظيم حيازة السلاح والانتخابات النيابية وحتى الحوار الوطني ووثيقته التاريخية الموقع عليها من كافة القوى السياسية في عمَّان يوم 20فبراير 94م وفي ليلة رمضانية تماثل مساءات رمضان صنعاء . وقتها عدت فدرلة البلاد محورا اساسيا لإنقاذ البلاد من اتون تجزئة سياسية وجغرافية باتت ماثلة في واقع مجتمعي ممزق نسيجه .
اليوم هنالك جملة من الاستحقاقات الوطنية التي تم الانقلاب عليها ومن خلال حرب كارثية مازالت ماثلة بتبعاتها واضرارها المكلفة ، ومع اعتبارها استحقاقات رجعية ماضوية يراد الآن الالتفاف عليها ومن ذات القوى القديمة الجديدة الممانعة اليوم لمخرجات الحوار الوطني التي يتوجب اجهاضها مثلما سبق وتم اجهاض التوحد السياسي وما ترتب عنه من اتفاقيات وميثاق وتشريعات مدنية حديثة مؤصلة لعهد جديد من الديمقراطية والتعددية والحريات والحقوق والعدالة والتنمية وسواها من قيم الدولة المدنية .
نعم فمثلما وقفت القوى التقليدية وبشراسة إزاء استحقاقات الدولة المتوحدة حينها ستحول في الوقت الحاضر وباستماته دون انجاز العدالة الانتقالية والمصالحة الوطنية ودونما استعادة الاموال المنهوبة ودون اقامة الدولة الاتحادية ودون هيكلة الجيش والامن ودون ممارسة الرئاسة والحكومة لكامل لسلطاتهما وصلاحياتهما .
لست هنا بمقام من يبرأ او يدين احدا بجريرة او ذنب فمثل هكذا براءة او محاكمة هي من اختصاص سلطة العدالة ؛ لكنني مع ذلك ارفض الحملة الشرسة والممنهجة التي تطال وزير اعده احرص الجميع على تجسيد النظام والقانون . ففي النهاية الوزير دكتوراه في القانون ومن ابجديات مهنته ووظيفته تمثُل مبادئ العدالة والاشتغال على ممارستها والانحياز لها وفي مختلف الاحوال .
إما المسألة الاخرى التي تجعلني اقف مع الوزير فمرجعها رفضي التام لتقسيم المجتمع وعلى هذه الشاكلة الفوضوية غير اللائقة بنا كشعب وكدولة ونظام وعدالة يفترض بانتمائها للألفية الثالثة لا الى قرون العبودية والاسترقاق ومحاكم التفتيش .
في العصور الغابرة كان المجتمع منقسم الى فئتين ، فئة باغية مارقة جاحدة كافرة وفئة صالحة مؤمنة طائعة ربانية ، فئة قليلة معنية بإحلال الفضيلة والايمان والحق والشرف وعدالة السماء مقابل فئة كبيرة جاهلة ضالة باطلة عاصية ، جماعة – دونما سواها – مكلفة بحفظ الاخلاق وزجر الرذيلة يقابلها جماعات خارجة عن الاخلاق مارقة عن الدين والاعراف .
في هكذا ثنائية مغيبة لمبادئ العدالة المجسدة لحقيقة المساواة بين بني البشر يصير التمايز سمة ربانية خالصة بفئة من الخلق ودون سواهم من خلق الله الذين مهما بلغ علمهم ومعرفتهم وايمانهم ومكانتهم يبقون في نظر اسياد واقطاع ولصوص وقتلة وكهنة السماء مجرد رعاع واقنان وجهله وبغاة مارقين ناقصين .
الفارق بين البارحة والليلة هو ان المعركة لم تعد بمصلحة القوى المنهكة للبلد ، فبعيد عقود من الاستئثار بمقدرات الدولة وقوتها وامكانياتها ها هي دائرة المعركة تضيق وتنكمش في مساحة ضيقة لا تتعدى العاصمة صنعاء وجوارها واحيانا الى مناطق بعيدة .
صحيح بتملك هذه القوى المال والترسانة وكذا القدرة على الحشد والمبادرة في الضرب ومتى شاءت وارادت ، لكنها مع ذلك فقدت وخسرت الكثير من مقوماتها وقوتها الماضوية وما تقوم به في الحاضر ربما أخر وأعاق واربك المرحلة الانتقالية لبعض الوقت لكنه ابدا لن يفلح بوقف الدولة الاتحادية طال الزمن او قصر .
ففي المحصلة الغلبة هنا للدولة والنظام والعدالة والفدرلة بكونها مفردات نابعة من قيم العصر والتطور المجتمعي والتاريخي والعكس – ايضا – حين يراد مواجهة الحاضر والمستقبل وبأدوات وافكار تنتمي لحقب القرون الغابرة .
محمد علي محسن

لا تتوقع نتيجة مغايرة طالما وانت تكرر ذات الفعل ، هذا ما حدث بالضبط خلال الأعوام الفارطة . وهذا ما سيحدث الآن وفي المرحلة القابلة ، فلا الشرعية عادت وقادت الدولة أو أن الانتقالي استعاد دولة . لا يوجد ثمة جديد يمكنه تغيير الحالة القائمة منذ انفراط »

هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟

الإسم:

البريد الإلكتروني :

العنوان :

نص التعليق :
*

مساحة إعلانية

فيس بوك

تويتر

إختيارات القراء

إختيارات القراء

لا توجد مشاهدة

لا توجد تعليقات