السائق المراهق والقائد النشّال

04 - سبتمبر - 2014 , الخميس 05:23 مسائا
3640 مشاهدة | لا يوجد تعليقات
الرئيسيةرشاد الشرعبي ⇐ السائق المراهق والقائد النشّال

رشاد الشرعبي
الاحتشادات التي شهدتها العاصمة صنعاء في اتجاهين مختلفين خلال الأسبوع الماضي أعادت لي ذاكرة احتشادات 2011 , حيث كان هناك فريقان يحشدان في شمال وجنوب العاصمة صنعاء, أحدهما ثائر وآخر يزعم الدفاع عن الشرعية الدستورية, وحالياً أحدهما يزعم أنه ثائر والآخر يدافع عن الدولة ومؤسساتها والاصطفاف الشعبي والوطني.

الفرق بين احتشادات 2011 و2014, أن الأول كان هناك ثائر يواجه بصدور عارية آلة القتل والقمع والدمار ونظام يحشد بلاطجة للدفاع عنه, فيما اليوم أن الثائر يمارس البلطجة ويتمنطق بالسلاح ويهدد كيان الدولة بكلها، ومن يقفون في صف الدولة يحتشدون طواعية وسلميين وينادون بالسلام والأمن والاستقرار والوحدة والديمقراطية والدولة.

يبدو ثائر اليوم وهو يتدثر بقضايا ومطالب شعبية لتحقيق أغراض عنصرية ولصالح جماعة بعينها بغت على الدولة والمجتمع, ويعمل وفق أجندات إقليمية ضمن صراع لا علاقة لليمن وشعبها به, وهو يريد أن يتحول إلى مرجعية عليا كخطوة تؤدي إلى جمهورية ولاية الفقيه أو أنه على استعداد ليجر البلاد إلى حرب أهلية تأكل الأخضر واليابس.

اطلعت على نص تقرير اللجنة الرئاسية التي كلفها الرئيس هادي بزيارة محافظة صعدة من أوله إلى آخره, لم أجد إلا فتى مراهقاً, يعبث مع رجال كبار، وفي كل مرة يقذف بمطالب ومبررات جديدة, ويتحدث عن مظلومية وقفنا في صفها ونكاد أن ندين أنفسنا لذلك الموقف كلما وجدناه يرتكب مظالم لا تعد ولا تحصى إلى ذمة تلك المظالم القديمة المزعومة.

من خلال التقرير إياه وأحاديث اللجنة برئاسة الدكتور أحمد عبيد بن دغر، يظهر كم هو هذا الفتى مغروراً بقوته الكرتونية وانتصاراته الوهمية, التي يعلم الجميع كيف حدثت وأيضاً أن الدولة لم تواجهه بجدية حتى اليوم، حفاظاً على السلم الإجتماعي وللوصول بالبلد إلى بر الأمان وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني ونجاح المرحلة الانتقالية.

يتحدث عن رغبته في المشاركة بصنع القرار ويطرح مقترحات لمغالطة وخداع جمهوره المغرر به، يتراجع عنها باستمرار, يتم التعامل مع اللجنة بطريقة أنه دولة مستقلة عن الدولة التي يرأسها من كلف تلك اللجنة, يسلبها تلفونات أعضائها يتعامل معها كرجل عصابات أمنياً, يتحدث أخيراً عن نظام صنعاء وإيصال رسالة إلى نظام صنعاء وأنه مستعد لدفع الفارق في أسعار النفط من جيبه الخاص أو دولة «شقيقة».

«سائق» سيارة الراحل حسين الحوثي يتحول «زعيماً» بفضل «الزعيم المزعوم» ويتحدث عن حكومة كفاءات ويعجز عن نطقها بطريقة صحيحة, و«نشال الساعات» يصبح قائداً عسكرياً يحاصر صنعاء ويهدد بتفجير الوضع في داخلها وخارجها وتقويض الدولة وإسقاط مؤسساتها.

ولا يستحي السائق والنشال وأتباعهما حينما يتحدثون عن محاكمة الفاسدين وهم يقصدون خصومهم، سواء كانوا فاسدين أو نزيهين, ولا يهتمون للمطالبة بملاحقة القتلة والمجرمين واللصوص وناهبي أموال المواطنين وممتلكات الدولة.

ماكنا نريد الوصول إلى أن يتدخل المجتمع الدولي في شئوننا، لولا هؤلاء السفهاء والمراهقين الذين يريدون لوطننا الخراب ويجرون المجتمع الدولي إليه ليتدخل فيه عسكرياً, وسيكون الضحية هي اليمن وشعبها وأمنها واستقرارها وتماسك بنيان مجتمعها.

اليوم ورغم بيان مجلس الأمن الصريح والواضح والموقف الرسمي والشعبي والاصطفاف الوطني, والموافقة الرئاسية على المبادرة الوطنية التي قدمت مقترحات لحل الأزمة المفتعلة, إلا أن ناطقهم سرعان ما أعلن عدم موافقتهم على ذلك وأن التصعيد سيستمر, ليكشف سريعاً أنهم ما تظاهروا أبداً لأجل الشعب ولم يصب ضمائرهم أي صحوة أو نقاء, بل معاناة الشعب استخدموها مبرراً للإضرار بالشعب والوطن.

هاهم يقودون الوطن إلى المجهول, هاهم يحاصرون صنعاء ويذكروننا بما تعرض له في حصار السبعين يوماً عام 1967م, لكن شعباً هب واحتشد الجمعة الماضية بتلك الحشود الغاضبة لن يقف مكتوف الأيدي أمام عبثهم هذا بأمنه واستقراره وعواطفه.

[email protected]

تعز المدينة صامدة في وجه الحصار والقصف المتصاعد بشكل جنوني.. يروجون لاكاذيب واشاعات السيطرة فيما المقاومة والجيش الوطني يواجهونهم ببسالة وصمود اسطوري ويكبدونهم يوميا خسائر بالعشرات ويدمرون آليات عسكرية بالشراكة مع طيران التحالف العربي, مثلما كان »

هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟

الإسم:

البريد الإلكتروني :

العنوان :

نص التعليق :
*

مساحة إعلانية

فيس بوك

تويتر

إختيارات القراء

إختيارات القراء

لا توجد مشاهدة

لا توجد تعليقات