الحوثية باعتبارها معارضة !!

05 - سبتمبر - 2014 , الجمعة 05:07 مسائا
3730 مشاهدة | لا يوجد تعليقات
الرئيسيةمحمد علي محسن ⇐ الحوثية باعتبارها معارضة !!

محمد علي محسن
الحوثية باعتبارها معارضة !!
عبد الملك الحوثي لم يُعد قائدا لجماعة طائفية دينية مثلما ساد الاعتقاد ؛ بل بات زعيما سياسيا لتكتل معارض غير معلن او منظم .
وعندما نقول بان عبد الملك ما قبل اجتياح عمران وقرار الجرعة ليس بعبد الملك الزعيم المطالب باستقالة الحكومة والغاء الزيادة السعرية المقررة عن المشتقات النفطية ؛ فذاك مرده الواقع الجديد الذي تشكل خلال الثلاثة الاعوام الفائتة وكان من تجلياته تبلور معارضة شعبية ساخطة مناهضة محبطة لم يُكترث بها نظرا لفقدانها الرابط الجامع الذي بمقدوره تنظيم هذه المعارضة ،كما ويتوجب منه قيادة هذا الحراك الشعبي المتعدد في اوجهه وباعثه وهدفه .
فالحال ان الاحزاب السياسية المعروفة بمعارضتها للحُكم صارت ومنذ توافقها على ادارة المرحلة الانتقالية جزءا من منظومة السلطة الانتقالية ، توافق سياسي بلا شك كان من مساوئه ترك الساحة اليمنية لعبث الجماعات والحركات الغوغائية العبثية القبلية المذهبية المناطقية الجهوية الفئوية ، بل والاسوأ من كل هذا ان شركاء الوفاق أخذ كل طرف منها يغذي عوامل الشقاق وتأزيم الوضعية لحد جعلها مرشحه ومستعدة لقبول واستساغة الفكرة المناهضة للحكومة والسلطة عموما .
في هكذا حالة يصير ابن رسول الله في صعده وقائد المسيرة القرآنية في عمران ليس سوى الزعيم الملهم المنقذ للشعب ، كيف لا وهو وجماعته وانصاره القوة الوحيدة المؤهلة تنظيما وحشودا واعلاما وتسلحا وجاهزية لمناهضة حُكم وفاقي انتقالي مازال هشا وغضا وفوق ذلك محفوفا بمخاطر جمة مجتمعية وسياسية واقتصادية وبنيوية ومؤسسية ونظامية .
على ان الحوثي وانصاره هنا يماثل حالهم وضعية خصمهم تنظيم الاخوان " الاصلاح " الذي يؤخذون عليه خطف ثورة الشباب والسير بها متفردا ومنحرفا عن سبل التغيير الحقيقي والجاد الذي عُد هدفا ومبدأ التزمت به اغلب مكونات التوافق .
واقع الحال اننا إزاء حالة أعدها نتاج فراغ سياسي طال أمده ، وهذا الفراغ بدوره اوجد معارضة مجتمعية يستلزمها الحامل الموجه الجامع لشتاتها ؛ فكان ولابد من بروز نجم عبد الملك الحوثي بكونه الاكثر جاهزية وتنظيما وأهلية لقيادة قاطرة هذه المعارضة الشعبية المطالبة بإسقاط الحكومة والغاء الجرعة وتشكيل حكومة تكنوقراط .
وهي المطالب ذاتها المتساوقة مع اجندة عديد من المكونات السياسية المشاركة في الحكومة وكذا مع رموز النظام السابق واتباعه ، ناهيك عن المتضررين من الفدرلة ، ومؤتمر الحوار وهيكلة الجيش والامن ، ورفع الدعم عن المشتقات وسواها من الاجراءات والقرارات التي رأت فيها خسران لها ولنفوذها خلال المرحلة التالية .
نعم الجرعة جائرة وقاتلة خاصة إذا لم يصاحبها اصلاحات جادة وملموسة للمواطن العادي ، لكننا مع ذلك يجب ان نتنبه لحقيقة الاستغلال البشع لسخط وتذمر الكثير من اليمنيين ، فمعظم الجماهير الساخطة اللاهجة بصرخة الحوثية ورمزها لم تكن لتفعل ذلك لولا فقدانها لمن يعبر عن سخطها وغضبها ومطلبها .
البعض يعد تظاهرات صنعاء نجاحا للحوثي ومشروعه ، الحق ان ما نراه ليس سوى تعبيرا صارخا عن عجز شركاء المرحلة في بلورة المشروع الجامع لغالبية اليمنيين الذين ينطبق عليهم اليوم قولة " مجبرون لا مخيرون " .
محمد علي محسن

لا تتوقع نتيجة مغايرة طالما وانت تكرر ذات الفعل ، هذا ما حدث بالضبط خلال الأعوام الفارطة . وهذا ما سيحدث الآن وفي المرحلة القابلة ، فلا الشرعية عادت وقادت الدولة أو أن الانتقالي استعاد دولة . لا يوجد ثمة جديد يمكنه تغيير الحالة القائمة منذ انفراط »

هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟

الإسم:

البريد الإلكتروني :

العنوان :

نص التعليق :
*

مساحة إعلانية

فيس بوك

تويتر

إختيارات القراء

إختيارات القراء

لا توجد مشاهدة

لا توجد تعليقات