ومازالت الثورات مستمرة !!

26 - سبتمبر - 2014 , الجمعة 03:23 مسائا
3848 مشاهدة | لا يوجد تعليقات
الرئيسيةمحمد علي محسن ⇐ ومازالت الثورات مستمرة !!

محمد علي محسن
شبابنا هم عنوان ثوراتنا العربية ، هم الجذوة ، وهم الحلم ، وهم الأمل ، كما وهم أيضا الجيل اليائس المحبط من اشياخنا الذين ركبوا ثوراتهم ، ومن سرقتها ، ومن ثم ها هم يعقروها في زمنهم المنحط القذر .

الناظر الآن في واقع هذه الثورات وفي افرازاتها وبعيد قرابة اربعة اعوام على اسقاط أول طاغية عربي سيجدها ثورات غريبة تشبه لحد ما هجينا من الكائنات الغربية المخلوقة من تزاوج شاذ ومنحرف كذاك الحاصل بين خيول البراري وحميرها .

احدق مليا بوجوه من ثاروا في الامس القريب ، احاول ان ارى وجها ثوريا يماثل اولئك الثائرين على الانظمة القمعية الفاسدة فلا اعثر سوى على وجوه سادت وهرمت وشاخت وتحولت ولدرجة انها لا تشبه اوجه اصحابها .

الثورات التي تعجز عن استكمال هدفها هي ثورات ناقصة خطرة على المجتمعات ، فمثلما قيل ان الثوار الذين لا يستطيعون اتمام ثوراتهم الى منتهاها إنما هم يحفرون قبورهم بأيديهم .

فالثورات عادة وغالبا ما يكون مستهلها فكرة نقية نابضة بالحيوية والمثالية والتضحية ، لكنها وبمضي الوقت تصير مروعة صادمة ملتهمة لأجمل وانبل ما فيها من طُهر وعفوية وصدق وحلم .

القوى القديمة الجديدة تستميت ثائرة ومحاربة ولكن في معركتها الثأرية الانتقامية التي لا صلة لها البتة بثورة الشباب ولا بمعركتهم التي غايتها وطنا وشعبا ودولة وكرامة وحرية ورفاهية وعدل وأمان .

ليست اليمن استثناء فما حدث وسيحدث يؤكد حقيقة ان هذه الثورات مستمرة ودائبة ما بقيت اهدافها وقيمها بعيدة المنال . وإذا كانت ثورات الشباب قد اخفقت بحيث أنها لم تستطع تحقيق غايتها بفعل ثوري يؤسس لنقطة فاصلة ما بين عهدين احدهم مضى وأخر بدأ لتوه ؛ فماذا تعني الثورات ؟ وماذا ننتظر غير استمرار وديمومة هذه الثورات ؟

نعم كان لزاما على شباب العصر الراهن أن يثوروا كيما يستعيدوا اوطانهم الخاملة العطبة الواهنة بحيث يؤول زمام قرارها وادارتها واقتصادها وارادتها الى مسارها الصحيح .

نعم البيئة متوافرة خصبة لثورات لا تنتهي ، من يظن ان هذه الثورات ستهمد وتزول على المدى القريب ودونما تؤصل لعهد جديد ومغاير تماما عما ساد وصار من الماضي فذاك هو الوهم بعينه ، فمن فشل الثورة اليمنية ولد التوافق السياسي الذي كان لإخفاقه خلال الاعوام الثلاثة فاتحة لثورة شعبية .

هذه الثورة ليست ثورة الحوثي وجماعة انصار الله أو انها ثورة النظام القديم الثائر بقوة وصلف لاسترداد سلطة الزعيم إذا لم نقل للانتقام من خصومه ؛ بل هي ثورة توافرت لها عوامل وظروف ثورية مكنتها من بسط نفوذها وسيطرتها وفرض وجودها .

فما من حركة او ثورة او انتفاضة بمقدورها النجاح ولمجرد حصولها على دعم رئيس مخلوع او دولة اجنبية ؟ المال والسلاح والقناة الفضائية ربما عدها البعض ادوات حاسمة ، لكنها تبقى فاقدة الاهمية لولا ان المجتمع جاهزا ومهيأ وحاضنا وايضا متحمسا وفاعلا في أية ثورة وحركة وانتفاضة .

ختاما .. الثورات مستمرة والحوثي وجماعته وثورته قد يكونوا مقدمة ايجابية لمرحلة سياسية مختلفة قولا وفعلا وقد يكونوا بداية لنهاية مأساوية وكارثية لا نتمناها مطلقا .

نعم ؛ فربما افلحوا في اجتياح صنعاء عسكريا ، لكنهم وهذا هو المهم باتوا في موقع من ثاروا عليهم وينبغي لهم اثبات انهم الافضل والاجدر من اسلافهم وإلَّا فالثورة بانتظارهم .

لا تتوقع نتيجة مغايرة طالما وانت تكرر ذات الفعل ، هذا ما حدث بالضبط خلال الأعوام الفارطة . وهذا ما سيحدث الآن وفي المرحلة القابلة ، فلا الشرعية عادت وقادت الدولة أو أن الانتقالي استعاد دولة . لا يوجد ثمة جديد يمكنه تغيير الحالة القائمة منذ انفراط »

هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟

الإسم:

البريد الإلكتروني :

العنوان :

نص التعليق :
*

مساحة إعلانية

فيس بوك

تويتر

إختيارات القراء

إختيارات القراء

لا توجد مشاهدة

لا توجد تعليقات