ما فيش فائدة يا صفية !!

17 - أكتوبر - 2014 , الجمعة 03:04 مسائا
4009 مشاهدة | لا يوجد تعليقات
الرئيسيةمحمد علي محسن ⇐ ما فيش فائدة يا صفية !!

محمد علي محسن
كان خطأ البيض ورفاقه أنهم توحدوا مع شخص مهووس فاسد لا يؤتمن على بيض دجاجة ؛ فكيف بشعب ووطن ودولة ونظام ومؤسسة وتاريخ وقوة وسلطة ومن ثم يتم تسليمها لشخص فاقد الاهلية والثقة مثل الرئيس المخلوع الذي لا يجد غضاضة الآن في خراب وتمزيق الشمال والجنوب معا ؟

وإذا كان فشل التوحد أمرا اعتياديا وحتميا قياسا الى طبيعة الحامل السياسي واداته وممارسته التي لم تكن يوما إلَّا وبالا على المتوحدين وعلى وطنهم وتنميتهم وديمقراطيتهم واستقراهم ؛ فإنه من الخطأ الفادح الانسياق خلف الشعارات والخطب الرعنة الجامحة الى التجزئة ثانية ودونما ثمة اعتبار لماهية الواقع الجديد الذي يراد اغفاله وتجاوزه الآن .

قالت العرب قديما ان ما يقرره العقل يدم دهرا وما تقرره العاطفة يدم شهرا ، وعلى هذا الاساس أظن ان صوت العقل ينبغي ان يُسمع ويسود وفي وقت عصيب وحرج كهذا الذي يعتقد الكثير من البسطاء ان الحل الوحيد والمنصف للجنوبيين كامن في استعادتهم للدولة الجنوبية التي فقدوها قبل ربع قرن .

نعم ؛ فمثل هذا المنطق قد يكون صحيحا وصادقا خاصة بعيد خيبة الأمل الكبيرة الحاصلة اليوم في صنعاء وكان من تجلياتها اهدار وتبديد ما بقي من تفاؤل ورجاء في امكانية اقامة الدولة الاتحادية بناء ومقررات مؤتمر الحوار الوطني ، ومع صحة وصدق المنطق القائل بانه لا فائدة ترجى من اضاعة الوقت والجهدا بحثا عن سراب الدولة المدنية ؛ فاننا بالمقابل يجب ان لا نهمل المشكلات القابلة الناتجة عن الهرولة الى التجزئة .

الجنوبيون اليوم يكاد لسانهم لاهج بقولة الراحل سعد زغلول " ما فيش فائدة يا صفية " ومعهم كل الحق إذا ما اعتبروا الحل لمعاناتهم لا يكون بغير التحرر والاستقلال من الشمال الغارق بتخلفه وحروبه ، لكن ذلك لا يعني ان الجنوب وفي حال تحقق استقلاله الثاني سيكون بمنأى عن المشكلات ، فعلى العكس من ذلك فهذا الجنوب سيجد ذاته في خضم مشكلات كارثية لا تنتهي ، فما هو كامن في اعماق الجنوبيين وفي اذهانهم وتفكيرهم لهو أسوأ بكثير مما هو سائد الآن .

الحل الواقعي والموضوعي لا اعتقد انه سيكون بالفرار الى الماضي وانما بمواجهة الحاضر كيما يتم الانتقال العقلاني الى المستقبل .الكثير قد لا يستسيغ مثل هذا الكلام المتشائم القلق الحذر من هرولة الى المجهول ، ليكن الامر كذلك فالعبرة دوما وابدا في النتائج لا في المقدمات ، وبما اننا نتحدث عن الزمن القابل فأغلب الظن ان الفدرلة باقليمين او اربعة لهي أفضل من فدرلة الجنوب الى ستة أو عشرة كانتونات قابلة .

لذا مازلت اعد الحل الانسب والعقلاني والواقعي لقضية الجنوب في اطار دولة اتحادية ثنائية او متعددة الاقاليم ، فمهما كان بؤس الحالة واحباطها وقتامتها ومهما كانت سوءة الحالة الراهنة المحبطة المثبطة هناك متسع فيها للانتقال الى فضاء اوسع وافضل مما هي عليه من الهرولة الى المجهول .

لا تتوقع نتيجة مغايرة طالما وانت تكرر ذات الفعل ، هذا ما حدث بالضبط خلال الأعوام الفارطة . وهذا ما سيحدث الآن وفي المرحلة القابلة ، فلا الشرعية عادت وقادت الدولة أو أن الانتقالي استعاد دولة . لا يوجد ثمة جديد يمكنه تغيير الحالة القائمة منذ انفراط »

هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟

الإسم:

البريد الإلكتروني :

العنوان :

نص التعليق :
*

مساحة إعلانية

فيس بوك

تويتر

إختيارات القراء

إختيارات القراء

لا توجد مشاهدة

لا توجد تعليقات