لماذا لم يعد علم داعش يثير مخاوف الطلاب بأمريكا؟‎

في تجربة مثيرة نشرتها فوكس نيوز على موقعها الإلكتروني وعلى اليوتيوب. 

25 - نوفمبر - 2014 , الثلاثاء 06:17 صباحا
4812 مشاهدة | لا يوجد تعليقات
الرئيسيةإحسان الفقيه ⇐ لماذا لم يعد علم داعش يثير مخاوف الطلاب بأمريكا؟‎

إحسان الفقيه
في تجربة مثيرة نشرتها فوكس نيوز على موقعها الإلكتروني وعلى اليوتيوب.

حصد الفيديو الذي يُلخص هذه التجربة خلال أيام أكثر من نصف مليون مشاهدة ، حيث قام مخرج أمريكي يدعى Ami Horowitz بمحاولة لاختبار ردود أفعال الأمريكيين من طلاب الجامعات ووعيهم بالمخاطر المحدقة، حيث انطلق إلى جامعة كاليفورنيا ذات السمعة العلمية العالية وقام برفع علم (الدولة الإسلامية) أو ما يطلق عليها البعض تسمية (داعش)، والتلويح به في الحرم الجامعي ثم بعدها قام بالفعل نفسه مع علم إسرائيل.

المخرج كان مصدومًا بما اكتشفه.

*في التجربة الأولى قام برفع علم الدولة الإسلامية وأخذ يلوح به أمام الطلاب ويُمثّل دور المناصر للدولة أو (داعش) ليقول:

“إن الدولة الإسلامية أُسيئ فهمها، فنحن نسعى لحقنا في إقامة دولة إسلامية فلماذا تُصر أمريكا على قصفنا وقتل الأبرياء منا والمدنيين، وإن الإمبريالية الأمريكية والغربيّة هي من تستحق اللوم فنحن لا نريد أن نؤذي أحدًا كما أننا لا نريد أن يؤذينا أحد. أمريكا هي التي جلبت القتل والدمار للعراق وسوريا والعالم وليست الدولة الإسلامية”.

المخرج طوال تلويحه بعلم دولة الخلافة الإسلامية والدفاع عنها لم يتعرض لأي استنكار أو اعتراض من الطلاب، فعلى العكس من ذلك قال له أحدهم “حظًا طيبًا”. وآخر أومأ بيده بالموافقة.

المخرج قام على ما يبدو متعمّدًا بإشعال سيجارة في الحرم الجامعي ليتأكد من الحضور الذهني للطلاب في معرفة المقبول والممنوع، فسارع أحد الطلاب إلى توبيخه ومطالبته بإطفاء سيجارة في الحرم الجامعي، رغم أنه مكث فترة طويلة وهو يلوّح بعلم (داعش) ويدافع عنها ويتهم أمريكا ولم ينكر عليه أحد.

*إذن الطلاب لم يكونوا غير مبالين أو لا يشعرون بالمسؤولية تجاه ما يفعله هذا المخرج الأمريكي الذي استطاع أن يقنعهم أنه يمثّل دولة الخلافة الإسلامية (النواة) في الشام والعراق، وليس في الحقيقة مجرد مخرج يريد اختبارهم.

*في التجربة الثانية قام في مكان آخر برفع علم “إسرائيل” والدفاع عنها باعتباره مناصرًا لإسرائيل، وأخذ يقول للطلاب:

“إنها مظلومة و حماس هي الإرهابية، وإن إسرائيل هي من تحمي الفلسطينيين”.

وهنا كانت خيبة أمل المخرج، حيث بدأ الطلاب بالسخرية منه وأبدوا عدم موافقتهم على كلامه واحتجاجهم على دفاعه عن إسرائيل والتلويح بالعلم الإسرائيلي، ورفضهم لهذه الأكاذيب.

أحدهم أطلق ضحكة متقطعة ساخرًا من هذا الكلام، وقال أخر له: “الاستبداد ليس جميلًا”.

وقالت فتاة: “الجميع يعرف أن ما تقوله غير صحيح”.

وأخرى قالت: “إسرائيل قاتلة وحماس ليست كذلك”.

وقام آخر ساخطًا بشتم إسرائيل بعبارة أمريكية شوارعيّة يترجمها المترجمون العرب أدبًا وتلطّفًا في الأفلام الأجنبية بعبارة “تبّا”.

*المخرج كان يتوقع -على الأقل- أن يكون هناك رفض لدولة الخلافة الإسلامية (داعش)، يوازي رفض فئة من الشعب الأمريكي لإسرائيل!

المخرج كان محبطًا ويجر أذيال الخيبة بعد هذه التجربة، فهو يرى أن هذا مؤشر خطير على المجتمع الأمريكي، لكن لا يهمنا موقفه، فنحن بالتأكيد لنا رأي آخر في هذه التجربة.

فدولة الخلافة الاسلامية (النواة) بإعلامها المتواضع مقارنة بالإعلام الأمريكي والغربي والعربي تتعرض لحملة إعلامية شرسة تقودها أساطيل الإعلام الأمريكي والغربي وبميزانية مفتوحة لتشويه ما يُطلقون عليها تسمية (داعش) للتهوين منها وشيطنتها وتجريمها وترويع الناس منها، وبالمقابل إسرائيل ذات الثقل المفرط في السياسة والإعلام الأمريكي والغربي تقوم بمساعدة حلفائها بحملات تبييض وتلميع وتحسين لوجهها الدميم القبيح عبر هذا الإعلام.

*هذه التجربة تدل على مدى إخفاق هذه الماكينة الاعلامية في تضليل الشعب الأمريكي، على الأقل طلبة الجامعات، فقد جاءت خلاف ما يقدمه الإعلام الأمريكي للشعب.

لا شك أنها تجربة محدودة في الزمان والمكان، لكنها غنية بالدلالات والمؤشرات.

لا يمكن القول أن هؤلاء الطلاب يجهلون حقيقة دولة الخلافة الإسلامية في العراق والشام؛ لأن المتابع مثلًا للإعلام والصحافة الأمريكية يعلم حجم التشويه والمبالغات التي يثابر الإعلام الأمريكي لإلصاقها بداعش، ويضلل بها المجتمع الأمريكي والعالم على مدار الساعة، لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي سفينة “العم سام” الإعلامية.

ردود أفعال هولاء الطلاب، تدل على أن فئة ليست باليسيرة من المجتمع الأمريكي لم يغسل دماغها بمسحوقات التنظيف التي تستعملها “مافيا” الإعلام “الصهيو-الأمريكية”، التي تعمل على تبييض وجه إسرائيل وسلوكياتها الإجرامية، وتشوّه وجه دولة الخلافة الإسلامية وحماس وأي جماعة لا تسبّح بحمد أمريكا وإسرائيل.

لا ننكر أن الإعلام يفعل الأفاعيل، لكن أحيانًا نفس النشرة الإخبارية المطعّمة بجرعة فظيعة من الأكاذيب والتزوير والتلفيق قد تكون مدعاة للمستمع والمشاهد اللبيب ليشعر أن ثمة مؤامرة ملعونة تحاك له للتغرير به وخداعه وتضليله؛ لذا، نعوّل كمثقفين وإعلاميين ومناضلين على الوعي الفكري والضمير الإنساني الحي للشعوب الحرة.

تعدد وتنوع مصادر الخبر والنشر والتركيز على التواصل مع شعوب الأرض والانفتاح عليهم وعدم الاقتصار على الجمهور العربي، سوف ينصف قضيتنا يومًا ما فهولاء -أي شعوب العالم وبالأخص الأوربية والأمريكية- سيكونون أنصارنا أمام حكوماتهم الظالمة الآثمة التي تآمرت علينا، وما زالت.

كثير منهم وخاصة في أمريكا يشعرون أن حكوماتهم تناقض مبادئها وتنتهك حقوق الآخرين وإرادة الشعوب الحرة، فهي من جهة داعم لليهود على حساب الدم الفلسطيني وللمليشيات الشيعية الصفوية على حساب الدم السني في العراق والشام، وهي في صف القتلة والمجرمين ضد الأبرياء والمستضعفين.

الحكاية في موجزها ألاّ نحكم على شعب بناءً على توجهات حكومته.

الشعوب، صدقوني.. تستفيق فعليًا، وإن كان ببطء، لكن في النهاية تزداد هذه الصحوة الإنسانية يومًا بعد يوم، وترتفع نسبة الواعين بحجم الجريمة وحجم الوهم والخداع والتضليل والنفاق الأنجلو-أمريكي.

صدقوني، لا تستهينوا بإيصال مواقفنا للشعوب الأوربية والأمريكية فكثير منهم وقع فريسة وضحية إعلام بلادهم المتصهين؛ لذلك، فلنشمّر عن سواعدنا ونوظّف الوسائل الإلكترونية مثل الفيسبوك وتويتر لإيصال صوتنا لشعوب الأرض، فالقيم الإنسانية -التي هي من صلب الإسلام- هي قيم إنسانية مشتركة تجمعنا، فالسلام والعدل و الحرية هي قيم إنسانية حضارية لا تقيد بزمان أو مكان، وما من شعب أو مجتمع بغض النظر عن دينه وعرقه ولغته؛ إلا ويسعى إليها ويضحي من أجلها.

لا بد من جهود لتنوير شعوب الأرض بقضايانا، وخاصة في المتطفّلين علينا كدول الغرب.

سنُحرّض شعوبهم عليهم ونكسبهم في صفوفنا، ليكونوا هم صوتنا الصاعق في آذان حكوماتهم، ونحن هنا نقصد الشعوب الحرة التي يهمها الإنسان وكرامته.

«مولانا» التنويري.. الذي نُريد إحسان الفقيه يقول المثل الصيني: «قل لي وسوف أنسى، أرني وربما أتذكّر، أشْرِكني وسوف أحفظ». ربما كانت تلك الشراكة بين المُشاهد والدراما، التي تعني تصوير الفعل الإنساني، هي التي تنقش في أعماقه منظومة القيم »

هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟

الإسم:

البريد الإلكتروني :

العنوان :

نص التعليق :
*

مساحة إعلانية

فيس بوك

تويتر

إختيارات القراء

إختيارات القراء

لا توجد مشاهدة

لا توجد تعليقات