عن معارضة اتجاه الاصلاح نحو التصالح..

01 - ديسمبر - 2014 , الإثنين 06:40 مسائا
3406 مشاهدة | لا يوجد تعليقات
الرئيسيةرداد السلامي ⇐ عن معارضة اتجاه الاصلاح نحو التصالح..

رداد السلامي
معارضة اتجاه الاصلاح نحو التصالح مع الحوثيين يمكن تقسيمها الى قسمين معارضة عاطفية غبية منطلقة من موقف منفعل نتيجة الممارسات الاجرامية التي مارستها جماعة الحوثي ضد اليمنيين وبالطبع استهدافة لمكون وطني كبير كالاصلاح واقتحام مقراته ومؤسساته واعتقال أعضاءه ومنتميه ونهب بيوت قياداته وتفجير بيوت آخرين جعل البعض يرى في موقف الاصلاح العقلاني الناظر الى أهمية تجاوز العنف والاجرام جعل البعض يراه موقفا استسلاميا جبانا ومنهزما وهؤلاء انفعاليون لا يمتلكون رؤية سياسية ووطنية حقيقة متوازنة ولا رؤية استراتيجية تنظر الى أهمية التصالح من أجل تجنيب البلاد دورات العنف والانتقام والحروب والفوضى واستغلال أطراف منتقمة من اليمنيين الاحقاد المتراكمة للانتقام والتخلص من الجميع واستعادة الهيمنة والاستبداد والقمع .
والقسم الثاني مسيس وسخ يرى أن تصالح الاصلاح مع الحوثيين سيفوت عليه إمكانية استخدام الحوثي كأداة لاضعاف الاصلاح كمكون وطني حيوي وفاعل ومؤثر في المعادلة السياسية والوطنية ويشكل وجوده حالة من التوازن اللازم للاستقرار خصوصا وأن الاصلاح حزب مدني وسياسي يحمل مفاهيم وطنية وتقدمية كالحث على ضرورة وجود الدولة الوطنية والمدنية وتأسيس الديمقراطية والشراكة الوطنية والتعاون في انجاز المهام اللازمة للانتقال الى بناء الدولة والخروج من حالة الفراغ والعنف الذي تعيشه البلاد ، ولهذا فإنه يغذي وعي العاطفي بشكل قذر ويدفعه لمعارضة الخطوات الاجرائية العقلانية للتجمع اليمني للاصلاح ، فالمصالحة الوطنية ستؤدي الى تفويت مصالح الانتهازيين الذين يدركون ان العنف بالنسبة لهم وتغذية الصراع هو السبيل للوصول الى السلطة واستعادة مكانتهم التي قوضتها الثورة اليمنية في 11 فبراير 2011م .
قد يكون الحوثي عنيفا وهذا ناتج عن رغبة لديه في الانتقام نتيجة القهر الذي تعرض له منذ 2004م من قبل النظام السابق وهذا الحقد ادى به الى جعل الاصلاح هو العدو غير مدرك أن الاصلاح كان له موقفا واضحا من حروب صعدة وعدها قضية وطنية تحتاج الى حل وطني عادل في ظل الدستور والقانون ولكن عناصر النظام السابق نجحوا في استخدام الحوثي لتحقيق اهدافهم والانتقام من قوى الثورة وشخوصها وبالتالي عملوا على ادخال الحوثي في عملية ثأر طويلة الامد من أجل توظيف هذا الثأر للتخلص منه ايضا وهو ما فطن له الاصلاح الذي وجد ان التصالح مع الحوثي مهم لا يقاف تراكم الثأر والحقد الذي سيؤدي الى نتائج وخيمة على مستقبل البلاد ووحدتها واستقرارها ونسيجها الاجتماعي .
لقد تناسى الاصلاح ما فعله الحوثي وتسامح وبادر الى التصالح معه انطلاقا من إدراكه الواعي بخطورة ما سيحدث فيما لو استمرت حالة العداء هي السائدة ويسعى بكل صدق ووطنية إلى إخراج الحوثي من حالة العنف والاداتية الى الحالة الطبيعية المتمثلة بممارسة السياسة بأدوات عقلانية تسهم في إنضاج الوعي الاجتماعي الوطني وتحول دون وجود صراعات خطيرة في المستقبل لن تكون ضحيتها سوى اليمن وشعبها ، إذا فالاصلاح سعى بكل وطنية من أجل المصالحة ونقل الحوثي نقلة نوعية من خلال جره الى ممارسة السياسة والتحول الى كيان سياسي عقلاني يؤمن بالدولة الوطنية والعدالة الاجتماعية والاحتكام الى خيارات عقلانية كالديمقراطية التي تنتج خيار الشعب وتقوده نحو الاستقرار اللازم للنهضة والتنمية والبناء.

دراكنا الواعي لمآلآتك ونهاياتك يجعلنا أكثر صبرا على جرائمك وتجبرك، استشرافاتنا الواعية للمستقبل بثقة تجعلنا نتجاوز آلامنا وجراحاتنا التي نكأتها، صدقني أيها النكرة أنك ساه في سكر من يمدونك بالغي ويستغلون منطوياتك الحقودة لتحقيق أحلامهم لقد كانوا »

هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟

الإسم:

البريد الإلكتروني :

العنوان :

نص التعليق :
*

مساحة إعلانية

فيس بوك

تويتر

إختيارات القراء

إختيارات القراء

لا توجد مشاهدة

لا توجد تعليقات