خرفان إرهاب !!

13 - يناير - 2015 , الثلاثاء 06:45 مسائا
3797 مشاهدة | لا يوجد تعليقات
الرئيسيةمحمد علي محسن ⇐ خرفان إرهاب !!

محمد علي محسن
الانسان في اوطاننا بلا قيمة أو اهمية ،ليموت عشرة ،مئة ،ألف ؛فإين المشكلة ؟ إننا إزاء ثقافة موت قائلة بان حياتنا لا تضاهي جناح بعوضة ،وأن دنيانا فانية لا تستحق منا أي اهتمام أو جهد يعلي قيمة الحياة البشرية وسلامتها وحفظها والارتقاء بها الى مصاف الابتكار والرفاهية وإعمار الاوطان والعيش فيها بسلام ومحبة وأمان وكرامة .

إننا هنا أشبه بخرفان الى وقت طلب الثعابين أو قولوا فئران مخابر تجارب ، بل أجزم ان الجرذان انفع واجدى للبشرية من أناس ليس لديهم ما يقدمونه للعالم غير حزام ناسف وسيارة مفخخة وفتيان يائسون بائسون جهلة تم تلغيمهم بافكار ضالة مغالية منحرفة فهما وسلوكا وذهنا وبصيرة .

تأملوا جيدا في حالتنا الراهنة لتدركوا عظمة الكارثة والمأساة التي نعيشها كأُمة كثيرة العدد ضئيلة التأثير !فرفات الجندي الاسرائيلي تساوي منا ألفا ويزيد . لذا لا مندوحة لدينا إذا ما قُتل منا سبعة ألف نسمة في عام واحد ،وإذا ما حصد الارهاب قرابة مئة منية وفي برهة لا تتعدى ايام الاسبوع الواحد .

ومع هذا الاسراف في القتل لم تؤثر فينا مشاهد اكوام الابدان المتناثرة ، ولا الدم القاني النازف بغزارة وعبثية لا نظير لها حتى في الفاشية والنازية . اطفال في ريق عمرهم يُذبحون بربرية ووحشية فاطرة للضمير الانساني .

أناس ابرياء عُزل يموتون عبثا وبغيا ، وطن بات اشبه بمقبرة فسيحة مفتوحة لقرابين قتلى الارهاب ، ومع مقدار المأساة والفجيعة المستبدة بنا لا نرى دولة تُعلن حدادها على ضحاياها او تنكس علمها توقيرا وحزنا بالفجيعة وما اكثرها .

الرئيس الفرنسي " فرانسوا هولاند " كان قد هرع الى مقر صحيفة " شارلي إيبدو " داعيا الحكومة لاجتماع طارئ ومعلنا الحداد في عموم فرنسا .نحن وبعيد كل هذه الفظائع المأساوية المروعة مازال ينقصنا شيئا مهما واساسيا ألا وهو إجلال الحياة كقيمة سامية عظيمة ، فعندما لا تُجل حياة الانسان فهذا معناه أننا أناس بلا رحمة او شفقة او ضمير أو أفئدة يمكنها الحزن والوجع .

الجريدة الفرنسية قيل باساءتها للاسلام وللرسول الكريم ؛ إذ أعتبرت ان الارهاب هو بضاعة خالصة بالاسلام والمسلمين ،وبدلا من مواجهة اساءة الصحيفة بفعل راق ومسالم وبفكرة داحضة مبطلة لاباطيلها كانت ردة الفعل لا تشي بغير الاساءة الاكبر للاسلام والمسلمين ، فضلا ان مثل هكذا فعلة شنيعة ومروعة من شأنها اثبات وتأكيد ان ما نشرته الصحيفة كان صحيحا وصوابا .

نعم صرت خجولا من نفسي ومن بني قومي الذين لم يعثروا على شيء يجارون به ركب التطور الحضاري فكان منطقهم عقيما بائسا جامحا للعنف والانتحار والهلكة . إننا إزاء فتيان يساقون الى لظى انحدارهم الاخلاقي والانساني والفكري ،وإزاء جماعات ارهابية لا يعوزها للقتل غير بارود ورصاصة أو حزام ديناميت وغير أمير جماعة يعاني من علل نفسية وعائلية ومجتمعية .

لا تتوقع نتيجة مغايرة طالما وانت تكرر ذات الفعل ، هذا ما حدث بالضبط خلال الأعوام الفارطة . وهذا ما سيحدث الآن وفي المرحلة القابلة ، فلا الشرعية عادت وقادت الدولة أو أن الانتقالي استعاد دولة . لا يوجد ثمة جديد يمكنه تغيير الحالة القائمة منذ انفراط »

هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟

الإسم:

البريد الإلكتروني :

العنوان :

نص التعليق :
*

مساحة إعلانية

فيس بوك

تويتر

إختيارات القراء

إختيارات القراء

لا توجد مشاهدة

لا توجد تعليقات