ومازالت الثورة مستمرة !!3

30 - يناير - 2015 , الجمعة 01:56 مسائا
4070 مشاهدة | لا يوجد تعليقات
الرئيسيةمحمد علي محسن ⇐ ومازالت الثورة مستمرة !!3

محمد علي محسن
هذه هي المرة الثالثة التي أضطر فيها لإستخدام العنوان ذاته – ومازالت الثورة مستمرة – فالمرة الاولى كانت عقب توقيع الفرقاء على مبادرة الخليج بينما المرة التالية لم يمض عليها أشهرا وتحديدا في اليوم التالي لسقوط العاصمة صنعاء يوم 21سبتمبر .

كان احد اصدقائي المشاركين في مؤتمر الحوار الوطني قد بعث لي برسالة قصيرة عاتبني فيها وصفي ما حدث باعتباره ثورة شعبية تشبه الى حد ما ثورة الشباب .

أيا يكن الامر ؛ فالمهم باعتقادي هو ان اجتياح صنعاء كان نتيجة طبيعية لاخفاق وتعثر الحكومة والرئاسة الانتقالية ، فلو ان الاثنان قدر لهما التعامل مع المعطى الثوري المستجد بشيء من الموضوعية والديناميكية وايضا الثورية لما وقع ما وقع .

وإذا كان الحوثي واتباعه قد حققوا اختراقا مكنهم من اسقاط الحكومة ، ومن فرض اجندتهم في مرحلة تالية على الحكومة والرئاسة ، وعلى شركاء وفرقاء اللحظة الراهنة بما سمي بتوقيع اتفاق السلم والشراكة ؛ فإن الحوثي وانصاره وبعد اربعة اشهر يضعون انفسهم في مواجهة ضروسة وعارمة مع غالبية اليمنيين الرافضين لهيمنة الحوثيين ولانقلابهم المسلح على ما بقي من توافقات وطنية ومن مشروعية سياسية يعول عليها اتمام مرحلة الانتقال .

نعم بضعة أشهر فقط كانت كفيلة باماطة الغشاوة لدى الكثير ممن رأوا بشعارات وخطب الحركة الحوثية ملهما ومنقذا وإذا بالممارسة الواقعية تكشف لهم الحقيقة المُرة التي غفلوها او اهملوها .

قلنا مرارا وتكرارا باننا إزاء ثورات مجتمعية مستمرة الى ان تحقق مبتغاها في الدولة الحديثة القائمة على العدالة والشراكة والحرية والمواطنة المتساوية ،فدون تحقق هذه الاشياء يستحيل الحديث عن اوطان مستقرة مزدهرة .

المشكلة الاساسية كامنة في البدائل الموضوعة ، فالحال ان بدائلنا السياسية لا ترتقي مطلقا لمصاف الحالة الانتقالية ، فما من سلطة انتقالية يمكن الاعتداد بها كأستثناء غير انموذج تونس الذي يحسب له نسبيا تخطي عثرات الانتقال السياسي في العراق واليمن ومصر وليبيا .

لقد حذرنا من ثورة شعبية على الحكومة والرئاسة ، كما وتوقعنا بثورة على ثورة الحوثي واتباعه وانصاره ومؤيديه ؛ وها نحن الآن نؤكد بان الثورة ستظل مستمرة ما بقيت مسبباتها قائمة ومفتوحة دونما حل او معالجة جادة وصحيحة .

المسألة لا تتعلق بحوثية او أخوان أو قاعدة أو نظام قديم او سواهم من العناوين المتصدرة للمشهد ، بل يمكن القول بانها نتاج لخلل سياسي وتاريخي وبنيوي يتعلق بماهية الدولة والرضاء المجتمعي بالحُكم .

الواقع إن هنالك هوة ما بين تطلعات المجتمع وبين النخب السياسية والحزبية والدينية التي للاسف مازال فعلها متخلفا ورجعيا ومستبدا . فثورتنا بهذه السوءة والعقم الذي جعلها غير قادرة على ايجاد تناغم بين حيوية الثائرين واحلامهم وتطلعاتهم وبين سقم النخب الحزبية والسياسية والعسكرية والايديولوجية التي اثبتت فشلها واخفاقها .

ولأن هذه النخب الحاملة لهذه الاحلام والتطلعات فشلت في ردم الهوة القائمة بين ما كان سائدا وبين ما ينبغي ان يسود ؛ فإن هذه الثورة لم ولن تتوقف على المدى القريب ، فسواء وصل للسلطة اتباع المخلوع او انصار الحوثي أو معارضيهم فالثورة هنا لن تتوقف وستظل الى ان يتم فهم واستيعاب محركها ومن ثم تجسيد قيمها ومبادئها .

لا تتوقع نتيجة مغايرة طالما وانت تكرر ذات الفعل ، هذا ما حدث بالضبط خلال الأعوام الفارطة . وهذا ما سيحدث الآن وفي المرحلة القابلة ، فلا الشرعية عادت وقادت الدولة أو أن الانتقالي استعاد دولة . لا يوجد ثمة جديد يمكنه تغيير الحالة القائمة منذ انفراط »

هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟

الإسم:

البريد الإلكتروني :

العنوان :

نص التعليق :
*

مساحة إعلانية

فيس بوك

تويتر

إختيارات القراء

إختيارات القراء

لا توجد مشاهدة

لا توجد تعليقات