السعودية والحوثيون.. خصام أم تفاهم؟

13 - فبراير - 2015 , الجمعة 04:17 مسائا
3219 مشاهدة | لا يوجد تعليقات
الرئيسيةبشير البكر ⇐ السعودية والحوثيون.. خصام أم تفاهم؟

بشير البكر
راقبت الأوساط المعنية بالوضع اليمني موقف السعودية من التطورات التي شهدها هذا البلد، منذ دخول الحوثيين إلى صنعاء في 21 سبتمبر/أيلول الماضي، لاسيما وأن هناك إجماعاً على أن اجتياح العاصمة اليمنية، ليس قرار الجماعة الحوثية بمفردها، بل إنها أخذت الضوء الأخضر من الراعي الأساسي لها في طهران.

ومنذ ذلك الحين، حتى اليوم، ظلت مواقف الرياض تحت سقف المبادرة الخليجية التي جاءت بالرئيس، عبد ربه منصور هادي، إلى السلطة في فبراير/شباط عام 2012، ولكن “الإعلان الدستوري” الانقلابي الذي أصدره الحوثيون، في الأسبوع الماضي، عصف بالمبادرة الخليجية، ووضع اليمن أمام منعطف جديد، يحتم التعامل معه، إقليميّاً ودوليّاً، على نحو مختلف تماماً.

الثابت، اليوم، أن الحوثيين باتوا القوة الرئيسية في البلد، وهم يواصلون فرض الترتيبات على الأرض، حسب أجندة خاصة مدروسة للمدى البعيد، كشفوا عن خطوطها العريضة في “الإعلان” الذي ضرب مقام الرئاسة، وحل مجلس النواب، وفرض آلية جديدة لإدارة الدولة من طرف مجلس رئاسي خماسي، سوف يرى النور قريباً، على الرغم من معارضة الأطراف المحلية والخارجية.

وانطلاقاً من أن السعودية هي البلد المعني أكثر من غيره بالانهيار اليمني، باتت التطورات المتسارعة تطرح سؤالاً يومياً حول طريقة تعاطي المملكة مع الحكام الجدد لليمن.

هل هناك إمكانية للتفاهم معهم أم أن الخصومة سوف تحكم العلاقات منذ البداية وذلك في ظل اعتماد الحوثيين سياسة مراوغة، تخلط بين المرونة والتهديد، فهم يعلنون عن توجه للحفاظ على علاقات طيبة مع العالم الخارجي، شريطة ألا يبدي أحد رد فعل مضاد لمشروعهم؟ وسواء ردت السعودية الفعل، أم أدارت ظهرها، فإن خصوصية العلاقات السعودية اليمنية، وحجم مصالح المملكة في اليمن، والدعم الاقتصادي الكبير الذي تقدمه حاليّاً لهذا البلد، تضع على عاتق الرياض مسؤولية تحديد موقف عاجل، وتمييزه بما يجعل الإقليم والأطراف الخارجية تقيس عليه، أو تستند إليه.

من الناحية النظرية، تلتقي السعودية مع الحوثيين، في منتصف الطريق، على صعيد محاربة تنظيم القاعدة في اليمن الذي صار ملجأً للإرهابيين السعوديين الهاربين في السنوات العشر الأخيرة، حيث صاروا يحتلون مواقع متقدمة في “القاعدة في جزيرة العرب”، وقد أوصل الحوثيون إلى السعودية أكثر من رسالة، في الآونة الأخيرة.

فحواها أنهم يستطيعون تأمين حدودها من هجمات القاعدة، وفي أن التعاون المشترك لابد أن يكون أولوية، عدا عن أنه سيقضي على القاعدة في صورة نهائية، وهذه الرسالة وجدت صدى لدى أطراف دولية، وخصوصاً الولايات المتحدة التي تنخرط في حرب واسعة ضد تنظيم القاعدة في اليمن، منذ عام 2009، لأنها تعتبره الأخطر على أمنها، وزادت القناعة بعد جريمة “شارلي إيبدو” التي تبنتها القاعدة، انطلاقاً من اليمن، على لسان حارث النظاري الذي لم تتأخر واشنطن في مطاردته، وتصفيته جسديّاً، عن طريق طائرة من دون طيار.

قد تأخذ السعودية بهذه الرسالة على نحو تكتيكي، وهي تعرف أنها وقتية، ولا تعبر عن الاستراتيجية الفعلية للحوثيين، المستمدة من روح المشروع الإيراني الذي يطمح إلى محاصرة السعودية من ثلاث جهات، اليمن، العراق، البحرين.

ولكن، حتى التعاطي التكتيكي لا يبدو أنه سوف يخدم السعودية كثيراً، نظراً للثمن الكبير المطلوب من الرياض، وأول ذلك أن مهادنة السعودية الحوثيين سوف تفسر بإعطاء ضوء أخضر عربي ودولي لمهادنتهم.

وثاني المعطيات يكمن في أن السعودية سوف تتخلى عن دعم مأرب والجنوب، وهما جاران قويان، يمكن للمملكة أن تراهن عليهما، لوضع حاجز أمام تمدد الحوثيين، ومنعهم من السيطرة على باقي اليمن.

وفي جميع الأحوال، لن تتصرف الرياض، قبل أن يتبلور موقف دولي واضح، وانتظار مردود إغلاق سفارات الدول الكبرى في صنعاء.



المصدر | العربي الجديد

يؤكد مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، أن شروط الحل السياسي في اليمن باتت متوفرة. ولذلك، يبدو متفائلاً بلقاء قريب يضع الأطراف اليمنية المتحاربة وجهاً لوجه على طاولة حوار واحدة. ونظراً لتعقيدات الوضع اليمني، يبدو تفاؤل ولد الشيخ »

هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟

الإسم:

البريد الإلكتروني :

العنوان :

نص التعليق :
*

مساحة إعلانية

فيس بوك

تويتر

إختيارات القراء

إختيارات القراء