الكرامة .. وقد تخلص منها الأدعياء

20 - مارس - 2014 , الخميس 02:57 مسائا
3407 مشاهدة | لا يوجد تعليقات
الرئيسيةرشاد الشرعبي ⇐ الكرامة .. وقد تخلص منها الأدعياء

رشاد الشرعبي
ثلاث سنوات مذ كنا هناك في ساحة التغيير التي استوطنتها قوى وكائنات ظلامية تركت عقولها في العصور الحجرية, ثلاث سنوات منذ ارتكب المجرمون المجزرة التي أخرست من لايزال فيه ضمير حي وأعلن البراءة من القتلة الذين لازالوا يسرحون ويمرحون, فيما أن 5 من شباب الثورة يقبعون هناك خلف القضبان.

في تلك الساحة المباركة وجدنا الأمل، فتحول اليوم إلى يأس وإحباط جراء من استوطنوها, حلمت وصديقي الشهيد جمال الشرعبي وآلاف الشباب بدولة مدنية حديثة ويمن جديد يريد القاطنون فيها اليوم أن يجهضوا ذلك الحلم ويعيدونا إلى عصور السادة والعبيد, وعهود القطرنة والجهل والفقر والمرض.

هي ذات المكان الذي أشرقت فينا وفيه شمس الحرية وتطلعنا إلى المستقبل المشرق، وتسابقنا للتضحية فداءً لليمن ولأجل اليمن, وبعثت فينا وشعبنا الأمل بأن عهد الحرية قادم، واسترداد الكرامة لا محالة واستكمال الحضارة سيصير ممكناً, لكن خفافيش الظلام حولتها الى وكر للتآمر على أحلامنا ولإجهاض آمالنا وتطلعاتنا تحت مبررات ولافتات تبرز المغالطة والخداع.

ساحة التغيير بصنعاء ذات المكان الذي فقدنا فيه أطهر الشباب وأصدقهم, ذات المنصة التي كان يشع منها لسان الحال النبوي «الإيمان يمانٍ والحكمة يمانية» تحول إلى سهم يقذف به الإيمان ورصاصة تميت الحكمة, وملتقى للمعاندين والمكابرين والمتخمين أحقاداً شخصية ليستمعوا إلى توجيهات «السيد», بأن يواجهوا الشيطان الأكبر أمريكا وربيبتها إسرائيل، بإسقاط حكومة الوفاق وتبرير قتل اليمنيين المسلمين «زيدية وشافعية» في همدان وعمران وصعدة والجوف وغيرها.

الراقص على رؤوس «الثعالب» لايزال يرقص متخيلاً نفسه ذاك الذي ردد طويلاً أنه يرقص على رؤوس «الثعابين», يمارس الخديعة ويضرب الكهرباء والنفط والغاز والطرقات حيناً, ويقنص منتسبي الجيش والأمن واليمنيين عامة حيناً آخر, ويقف في ذات المكان من ساحة التغيير عبر الوكلاء القادمين من عصور الانحطاط الإسلامي، ليتآمر معهم على إسقاط الجمهورية التي تغنى بها طويلاً وأفسد وظلم وباع وخان باسمها كثيراً.

ماالفرق اليوم مابين دعاة الثورية وأدعياء اليسار الذين يحتشدون مع قوى الظلام في ساحة التغيير لإسقاط الحكمة التي جنبت اليمن الدمار, و«الزعيم» الذي يسلمهم تلك القوى مفاتيح الانتصارات ويقف معهم من وراء حجاب داعماً بالمال والإعلام والدبابة و«الشيخ» و«العصابات» و«البلطجية»؟.

جميعهم يعملون في إطار معركة واحدة لتدمير اليمن وإجهاض حلم الدولة الذي قدّم اليمنيون لأجله التضحيات، وسقط لأجله آلاف الشهداء منذ ثورة 1948م وحتى اللحظة.

ماذا بعد أن يدمر المجرمون المدارس والمنشآت العامة، كما حدث في عمران وقبلها صعدة أو يحولونها إلى ثكنات عسكرية، كما في الجوف وقفلة عمران وقبلها صعدة أيضاً؟.

حينما تابعت الصور المنشورة لعمليات النهب والسلب التي تعرضت لها قرى همدان وثلا، عادت بي الذاكرة إلى بحث نشرته عام 2000 عن: اليمن.. ألف عام في أسْر الإمامة.

وحينما رأيت الملابس والبطانيات وقد تفيدها «أنصار الظلام» وحملتها سياراتهم, عادت بي الذاكرة إلى غزوات إمامهم عبدالله بن الحمزة وهو يعيث فساداً ضد المطرفية في تلك المناطق، ويسبي نساءها ويوزعهن في معسكر قلحاح ببني مطر على جنوده، ولا ينسى أن يستأثر بالخُمس حتى من النساء الجميلات.

إنها عقلية الإجرام وثقافة الفيد والنهب والسلب ذاتها وهستيريا السلطة و«الولاية» المزعومة, التي لأجلها تباح القرى والقبائل والمدن, وما قصيدة والد القاضي عبدالرحمن الإرياني «رئيس الجمهورية الأسبق» التي صوّر بها عمليات قطع آذان النساء في مدينة يريم من قبل جنود الإمام لكي يتفيدوا «الأخراص» منهن, إلا دليل واضح على تلك العقلية والثقافة.

بل إن أحدهم تحدث عن حالة مأساوية وقعت خلال عمليات نهب مدينة صنعاء بعد فشل ثورة عام 1948م, حيث حمل أحد «النهّابة» بطانية ضمن مجموعة منهوبات من أحد البيوت وكان مغطى بها «طفل رضيع» ومات وهو فوق ظهره, وتتكرر ذات المآسي في القرن الواحد والعشرين, ليكون الظلاميون يمارسون إجرامهم تحت غطاء قوى الحداثة المزعومة ومستعينين بـ«عضلات» زعيم العصابة الفاسدة.

رحمة الله عليك يا صديقي الشهيد جمال في ذكرى ولادتك الثالثة, ولا رحم الله من لازالوا يمارسون الإجرام في حق اليمن وشعبها وخيرة أبنائها مدنيين وعسكريين.

تعز المدينة صامدة في وجه الحصار والقصف المتصاعد بشكل جنوني.. يروجون لاكاذيب واشاعات السيطرة فيما المقاومة والجيش الوطني يواجهونهم ببسالة وصمود اسطوري ويكبدونهم يوميا خسائر بالعشرات ويدمرون آليات عسكرية بالشراكة مع طيران التحالف العربي, مثلما كان »

هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟

الإسم:

البريد الإلكتروني :

العنوان :

نص التعليق :
*

مساحة إعلانية

فيس بوك

تويتر

إختيارات القراء

إختيارات القراء

لا توجد مشاهدة

لا توجد تعليقات