الاحلام يعوزها قادة عُظام !!

25 - مايو - 2014 , الأحد 05:26 مسائا
4051 مشاهدة | لا يوجد تعليقات
الرئيسيةمحمد علي محسن ⇐ الاحلام يعوزها قادة عُظام !!

" حين اردنا الله كانت قبلتنا مكة وعندما اردنا العلم كانت وجهتنا اليابان " قولة شهيرة صاحبها الدكتور مهاتير محمد طبيب الاطفال الذي صار مهندسا لنهضة وتطور ماليزيا الحديثة المعروفة اليوم ضمن كبريات عشرين دولة تتصدر قائمة اقتصاد وصناعة العالم .

وإذا كان تاريخ ماليزيا الناهضة المنافسة الآن لكبريات الدول الصناعية مستهله فكرة حالمة طامحة ثائرة حملها قائد سياسي حالم وطامح وثائر أسمه مهاتير ؛ فإن الخليفة المأمون سبق له كتابة تاريخ حضارة العرب والمسلمين إذ مازالت انجازات حقبته ماثلة اليوم وفي شتى المناحي العلمية والفلسفية والمعرفية والانسانية .

فما يحسب لهذا الحاكم المستنير هو انفتاح عهده على الحضارات اليونانية والفارسية والهندية والرومانية ، حصيلة هذا الانفتاح لا تقدر بثمن على دولة المسلمين وعلى الحضارة الانسانية عامة . فيكفي الاشارة هنا الى ان هذا الانفتاح على ثقافة وإرث الاخر كان من تجلياته ازدهار الترجمة ، وحين ازدهرت الترجمة عرف العرب والمسلمين فلاسفة مثل سقراط وارسطو وافلاطون وأبقراط وسواهم من عباقرة الحضارة الاغريقية .

وحين تُرجمت علوم ومعارف وآداب الحضارات الاخرى عرفت الحضارة الانسانية اسماء فلاسفة ومكتشفين عرب ومسلمين مثل الفارابي وابن سيناء وابن رشد والخوارزمي وابن عربي والرازي وابن النفيس والزهراوي وابن خلدون وابن الهيثم والادريسي والقائمة لا تنتهي من الاسماء البارزة التي مازال أثرها باقيا وخالدا في سفر الحضارة الانسانية العولمية .

كما ومازالت هذه الاسماء محل تباه وفخر من اجيالنا الحاضرة المتخلفة عولميا وحضاريا حتى اللحظة الراهنة التي ما فتأت في تعثرها وتأخرها عن مجاراة ركب التطور السريع تكنولوجيا وصناعيا وبشريا وعلميا وابداعيا وفلسفيا واعلاميا وديمقراطيا .

لدينا الكثير من الموارد والمقومات والثروات البشرية والطبيعية ولكن هذه الاشياء لا تصنع أُمة او ترفعها من حافة تخلفها وبؤسها كمجتمعات مستهلكة لأدوات ووسائل هذه الحضارة الى مصاف الأُمة المنتجة الفاعلة المؤثرة حضاريا . نعم لدينا الاحلام والتطلعات والرغبة والاستعداد كمجتمعات قهرها الاستبداد والجهل والانغلاق والقمع والفساد والتبعية وغيرها من العوامل المحبطة الحائلة دون نهضتها وازدهارها واثبات مكانتها .

ومع كل هذه المحفزات والموانع تبقى المعضلة الجوهرية كامنة بفقدان القادة العظام الملهمين الذين بمقدورهم حمل الاحلام الكبيرة وتسخير الموارد الكثيرة في سبيلها . لدينا شعوب واحلام وموارد ورغبة ولكن هذه جميعها يستلزمها قادة استثنائيين يماثلون المأمون ، ومهاتير ، وعبد الناصر ، ودا سليفا ، وخوسيه ازنار ، ولي كوان يو ، ونيلسون مانديلا ، ورجب طيب اردوغان ووووالخ . فما من أحد من هؤلاء إلَّا وترك في أُمته أثرا لا يمحى او ينسى .

لا تتوقع نتيجة مغايرة طالما وانت تكرر ذات الفعل ، هذا ما حدث بالضبط خلال الأعوام الفارطة . وهذا ما سيحدث الآن وفي المرحلة القابلة ، فلا الشرعية عادت وقادت الدولة أو أن الانتقالي استعاد دولة . لا يوجد ثمة جديد يمكنه تغيير الحالة القائمة منذ انفراط عقد شراكة الضرورة والتي كان من ثمراتها تحرير مساحة تتمة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟

الإسم:

البريد الإلكتروني :

العنوان :

نص التعليق :
*

مساحة إعلانية

فيس بوك

تويتر

إختيارات القراء

إختيارات القراء

لا توجد مشاهدة

لا توجد تعليقات