اخوتنا " في المولعة والفدرلة وبلقيس " !!

09 - يونيو - 2014 , الإثنين 05:36 مسائا
3883 مشاهدة | لا يوجد تعليقات
الرئيسيةمحمد علي محسن ⇐ اخوتنا " في المولعة والفدرلة وبلقيس " !!

اخوتنا " في المولعة والفدرلة وبلقيس " !!


عاد صديقي من اديس بابا منبهرا بما احرزته العاصمة الاثيوبية من نهضة عمرانية وتجارية واستثمارية وخلال خمسة عشر سنة على مغادرته لها . خلته في أول الامر مازحا لا جادا ، فكل ما اعرفه عن هذا البلد هو ان شعبه أطيب شعوب المعمورة وأكثرها قرابة وحميمية ومودة الى اليمنيين فضلا عن كونه يشاطرنا كثير من السمات والخصائص الأنثروبولوجية فيكفي التأكيد هنا الى اننا اخوة في المولعة على شجرة القات ،وكلانا يدعي احقيته في الملكة بلقيس وعرشها ، فتبعا لهذا الاعتقاد فان ملكة سبأ المعروفة في اثيوبيا باسم الملكة " ماكيدا " تزوجت بالنبي سليمان بن داؤود سنة 975قبل الميلاد وهذا الزواج نتج عنه ولادة الملكة لأول ملوك العائلة السليمانية اقدم الاسر الحاكمة واطولها حكما لأثيوبيا . اثيوبيا المشتق اسمها من لفظتين اغريقيتين aithio – ops ومعناهما الوجه المحروق أو البُني اللون .واثيوبيا المعروفة في الادبيات والمصنفات العربية بالحبشة المشتق - ايضا - من حبشت الكلمة الواردة في التوراة والتي تعني الاجناس المختلطة والمختلفة والناتجة عن انصار السامية الوافدة من جنوب الجزيرة العربية مع الحاميين والكوشيين من سكان البلاد الاصليين . كما ويعود اصل مفردة حبشت الى قبيلة حبشت التي هاجرت من اليمن واستقرت في مرتفعات القرن الافريقي عقب انهيار سد مأرب زد لهذه القواسم المشتركة؛ فملوكها توارثوا حكم هذا البلد قرونا من الزمن بدعوى سلالتهم الوارثة لملك ابيهم سليمان وأُمهم بلقيس ، كما وحكامنا غنموا بلادنا واستبدوا بشعبها ايضا قرونا ومازالوا يثخنونهما دما ووجعا وتمزيقا . تارة باسم حكم الشعب وكثيرا إنابة عن الله الحاكم المطلق . في منتدى شاركت فيه مؤخرا وكان موضوع النقاش الفيدرالية وانواعها وسبل توزيع السلطة والثروة فيها . ادهشني احد المتحدثين وهو يشير الى هذا البلد الجار الفقير الذي بدأ انتقاله من الدولة المركزية البسيطة الى الدولة الفدرالية المركبة بانتخاب جمعية تأسيسية يونيو 1994م وهذه الجمعية المنتخبة المكونة من 547عضوا منتخبا اعتمدت دستور الدولة الاتحادية في ديسمبر من ذات العام . وفي مايو ويونيو من السنة التالية 1995م اجريت اول انتخابات لأول برلمان اتحادي ولأول برلمان اقليمي بداخل المناطق التسع المشكلة للدولة الجديدة الى جانب مدينتا اديس ابابا وديري داوا ذاتا الوضع الخاص . ومع هذه المدة الزمنية القصيرة حققت الدولة الاتحادية نهضة معمارية واقتصادية وتنموية فاق التوقع ؛ إذ أن معدل النمو السنوي في تصاعد مستمر ، طموح لا يتوقف عند استثمارها لمياه النيل ولإنتاج أكبر طاقة كهربائية قدرت بعشرة الف ميجا واط او عند نجاحها المحرز على صعيد النظام الفيدرالي وما فتحه من افاق جديدة للتنمية والاستثمار والتنافس والتشارك والابتكار لطرق ووسائل وقنوات جديدة تؤدي في مجملها الى نهضة شاملة في كامل البلد ومن ثم مع دول الجوار والاقليم والعالم . فوفقا واحصائيات الاعوام الماضية تعد اثيوبيا من اسرع البلدان غير منتجة للنفط نموا على مستوى القارة السمراء التي تعد اثيوبيا ثاني اكبر دولة من ناحية الكثافة السكانية البالغة وفق تقديرات 2011م ب82مليون نسمة كما وتعد المنتج الاكبر ول10% من الماشية في العالم . لا اريد الاسهاب كثيرا في تجربة هذا البلد المعتمد في الاغلب على الزراعة ومنتجاتها وصناعاتها المدرة للدولة ما نسبته 43% من الناتج المحلي و80% من اجمالي الصادرات المشغلة في مجملها ل85% من القوى العاملة . نعم هنالك مشكلات اجتماعية واقتصادية يستلزمها عقود من الزمن كي تتعافى منها اثيوبيا الدولة الفقيرة الناهضة الآن وفي واقع ديموغرافي وطني واقليمي معقد وشائك ورافل بعوامل جمة محبطة وائدة أكثر من ان كونها عوامل مشجعة محفزة داعمة للنهضة المجتمعية المراد انجازها في بلد مثل اثيوبيا او سواها من الدول الواقعة في قعر دول العالم تخلفا وفقرا ومجاعة واستبدادا وووالخ . صديقي عبد الملك كان محقا في انبهاره ؛ فما من شيء خارق ومبهر إلا ويكون مدعاة للدهشة والاعجاب ، ففي اديس ابابا – ويعني اسمها الزهرة الجديدة - ما من فنجان قهوة في حانة إلا ومرفق به بندول لاصق مكتوب فيه الضريبة المجتزأة من قيمة المشروب !. ما من سلعة تباع لك من بائع متجول في الشارع او من سوبر ماركت او سوق إلا وتجد كرت الضريبة مرفق بالسلعة أيا كانت كبيرة او تافهة ! . وإذا كانت تجربة اثيوبيا الفيدرالية قد حققت افضلية وفي ظرفية قصيرة فان هذه الافضلية لم تأت مصادفة او نتاج ثروة نفطية او بحرية وإنما بسبب نظامها الفيدرالي المانح اقاليمها التسعة سلطة شبه كامله على مواردها وانفاقها . في بلادنا هنالك فاقد ضرائبي قدره ثمانية مليار دولار سنويا . احدثكم هنا عن بلد فقير مهدر لمليارات الدولارات يقابله بلد ناهض ومتطور لا يفوته سنتا واحدا كما ولا يتساهل ابدا مع كل شخص لا يدفع هذه الضريبة وان كانت " برات " وعلى فنجان شاي او قهوة

لا تتوقع نتيجة مغايرة طالما وانت تكرر ذات الفعل ، هذا ما حدث بالضبط خلال الأعوام الفارطة . وهذا ما سيحدث الآن وفي المرحلة القابلة ، فلا الشرعية عادت وقادت الدولة أو أن الانتقالي استعاد دولة . لا يوجد ثمة جديد يمكنه تغيير الحالة القائمة منذ انفراط عقد شراكة الضرورة والتي كان من ثمراتها تحرير مساحة تتمة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟

الإسم:

البريد الإلكتروني :

العنوان :

نص التعليق :
*

مساحة إعلانية

فيس بوك

تويتر

إختيارات القراء

إختيارات القراء

لا توجد مشاهدة

لا توجد تعليقات