من الاولى بالرحيل يا مجاهد؟!

15 - يونيو - 2014 , الأحد 12:43 مسائا
3621 مشاهدة | لا يوجد تعليقات
الرئيسيةمحمد علي محسن ⇐ من الاولى بالرحيل يا مجاهد؟!

من الاولى بالرحيل يا مجاهد ؟!
يرحل من يرحل ؟ سؤال صاحبه اطلقه في ذروة ثورة عارمة مطلبها رحيله . وقتها مثَّل هكذا تساؤل بمثابة نكتة سمجة تلقفها عامة اليمنيين الذين اشاعوها في ارجاء البلاد التي ظنوها حقبة اقرب للملكية والتوريث منها الى الجمهورية ونظامها الجمهوري الذي يعني في المقام الاول أن الشعب مالك السلطة ومصدرها وواهبها الاوحد وإذا بالواقع الممارس يكشف لهذا الشعب حقيقة صادمة متجسدة بإقطاعية كبيرة مملوكة لشخص وعائلته وعشيرته واصهاره واتباعه واصدقائه وكل من سبَّح وحمد ولي نعمته وفضله عليه .
نعم فبعيد قرابة اعوام ثلاثة على رئاسة الخلف هادي مازال الرئيس السلف صالح حاضرا بقوة في مشهد ما بعد الثورة على نظامه . حاضر بعبثه وبخطبه وببرقياته وتهانيه وبطوابير المهنئين وبوسائل اعلامه وبرئاسته للمؤتمر وبشراكته وبرموز نظامه .
رحل من قصر الرئاسة ليستقر في دكان التنظيم ومن نشرة اخبار الرابعة في قناة اليمن الى نشرة الثالثة والنصف في قناة اليمن اليوم . لكأن الرئيس الاسبق حالة استثناء لا تفضي الى رحيل نهائي كذاك الذي استحقه الرؤساء مبارك وزين العابدين ومعمر القذافي !.
عزيزي المجاهد ابراهيم رئيس تحرير صحيفة " اخبار اليوم " .. المحترم .
رحيل وزير الدفاع اللواء محمد ناصر لن يستلزمه ثورة او انتفاضة ، بل قرار رئاسي وستجد الوزير طائعا مغادرا وزارته الى منزله دونما عناء او مقاومة تستدعي تدخل ممثل الامين العام للأمم المتحدة جمال بنعمر لإنفاذ قرار الرئاسة مثلما سبق له التوسط حيال قرارات رئاسية ابى واستكبر وماطل وقاوم من هم ادنى وأقل رتبة ووظيفة واهمية من الوزير ناصر .
فعلى فرضية مساوئه وتبديده لمليارات الريالات فإن رحيله او محاسبته لا يكون بنشر صورته والاساءة والتشهير بصاحبها وبتلك الطريقة المستفزة الفجة المسيئة للصحيفة ولكتابها ومسؤوليها قبل الوزير ووزارته .
اصدقك ان رحيل وزير ليس امرا عصيا وصعبا يضاهي رحيل اولئك القادة العسكريين والامنيين المقربين المحتميين بنفوذ الحاكم وبرموزه القبلية والتجارية والرسمية المستملكة لكثير من الادوات والامكانيات والقوة والسلطة . فعلى سوءة وفساد وعبث هؤلاء لم يرحل احدا منهم او يحاكم او يحاسب وإنما كان رحيلهم بمثابة ترقية لدرجة سفير او وزير أو ملحق او على الاقل مستشار في مجلس الشورى .
لا اعلم سببا مهنيا أو وظيفيا أو منطقيا يستدعي منا قبول واستساغة هكذا مطالبة مقتصرة على وزير بعينه ! دعني اقول ان شعار " أرحل " وعلى هذه الشاكلة المستفزة لم استطع تقبلها واحتمالها وفي بلاد اخفقت ثورتها ترحيل رأس النظام وعترته ورموزه وموالوه .
فكل هؤلاء نهبوا وقتلوا وافسدوا واثروا وطغوا وتجبروا ومازالوا والى يومنا هذا مستنزفين لمقدرات البلد مخربين لكل فرصة في التغيير والاستقرار معرقلين لمسيرته الانتقالية مخاتلين ورافضين لمسألة بناء الدولة الاتحادية الديمقراطية وووووالخ .
تصور يا صاحبي لو ان كل صحيفة اختارت وزيرا من هذا القبيل مطالبة برحيله ؟ يقينا الامر لا يطاق وسيكون مدخلا لفوضى . نعم رحيل الوزير كان سيكون أكثر جدوى ونفع لو ان في هذه البلاد دولة ، ولو ان فيها رئاسة ومؤسسة جيش وامن وحكومة ووزارة تزاول كامل سلطاتها وصلاحياتها .
ولو ان ثورة هذا الشعب قدر لها اجبار رأس النظام ورموزه وموالوه الذين هم من وجهة نظري اولى بالرحيل من وزير لم يكن يوما ، ولن يكون ابدا حائلا معرقلا مقوضا للدولة ومؤسساتها ووظيفتها وبنيويتها مهما بدت صورته مشوهة وسيئة للغاية او ان فعله لا يرتقي لمصاف ما يريده البعض منه .

لا تتوقع نتيجة مغايرة طالما وانت تكرر ذات الفعل ، هذا ما حدث بالضبط خلال الأعوام الفارطة . وهذا ما سيحدث الآن وفي المرحلة القابلة ، فلا الشرعية عادت وقادت الدولة أو أن الانتقالي استعاد دولة . لا يوجد ثمة جديد يمكنه تغيير الحالة القائمة منذ انفراط عقد شراكة الضرورة والتي كان من ثمراتها تحرير مساحة تتمة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟

الإسم:

البريد الإلكتروني :

العنوان :

نص التعليق :
*

مساحة إعلانية

فيس بوك

تويتر

إختيارات القراء

إختيارات القراء

لا توجد مشاهدة

لا توجد تعليقات