نساء يمنيات يقُدن التغيير في اليمن!!

26 - أغسطس - 2014 , الثلاثاء 08:22 صباحا
4943 مشاهدة | لا يوجد تعليقات
الرئيسيةاخبار وتقارير ⇐ نساء يمنيات يقُدن التغيير في اليمن!!

الضالع نيوز-الحمهورية -بشرى العامري

لم تمنع البيئة المحيطة بالمرأة اليمنية مهما كانت صعبة من أن تشقّ طريقها بنفسها وتحقّق طموحاتها وتتصدّر مشهد العمل المجتمعي في الوسط الذي تعيش فيه بالرغم من قساوته ووجود الكثير من العراقيل التي تقف في طريقها, فكثير من النساء يعملن في أنشطة متنوّعة وحيوية تخدم مجتمعها المحيط في عدد من المناطق الريفية أو الحضرية التي تتسم بالعادات والتقاليد المنغلقة والمتشدّدة ضد نشاط المرأة ونيلها المراتب العملية والعلمية العليا، يحملن أحلاماً وطموحات تعانق السماء، ويحفرن في الصخر لتحقيقها في ظل مجتمع يعزّز من تهميشهن وتقليص دورهن على المجالات النمطية التقليدية، ومع ذلك يزددن إصراراً على النجاح والتميُّز وينخرطن في العمل الجاد في عدد من المجالات التي قد يعجز عن خوضها المئات من الرجال.
في السطور التالية نستعرض قصص بعض تلك النساء ونسلّط الضوء على تجاربهن الفريدة والتي كشف عنها مشروع تحديد وإبراز القيادات النسائية اليمنية الذي ينفّذه منتدى القرن الحادي والعشرين بدعم من السفارة الهولندية خصوصاً في الأرياف والمناطق النائية من جميع التخصّصات..
الدكتورة نورية الأصبحي، نموذج مشرّف لامرأة في مجتمع لايزال تقليدياً تجاه المرأة حتى اليوم، من مدينة إب الخضراء الساحرة بطبيعتها الخلابة والصارمة بتقاليدها النمطية، فيما يخص المرأة حتى اليوم تبرز الدكتورة نورية محمد الأصبحي ـ «39» عاماً ـ كنموذج مشرّف للمرأة الطموحة المثابرة والتي سعت حثيثاً وناضلت من أجل أن توجد مكاناً مميّزاً لها في هذا المجتمع التقليدي، فهي اليوم أستاذة مساعدة في قسم الإدارة والتخطيط التربوي بكلية التربية بمدينة إب ورئيسة لمؤسسة انطلاقة للتنمية المجتمعية والتي تعمل في مجال التوعية والتدريب وحل الإشكاليات المجتمعية وتقديم الاستشارات ومناصرة القضايا الحقوقية ومساعدة المزارعين في تقديم المشورة لهم.
ولم تكتف الدكتورة نورية بهذا النشاط؛ بل سعت كثيراً لتصبح باحثة أكاديمية متخصّصة وناشطة في قضايا الإعلام والمجتمع، وهي كاتبة وصحافية متميّزة في عدد من الصحف الورقية والمواقع الإلكترونية وعضوة اللجنة المركزية لاتحاد نساء اليمن.
ومرّت الدكتورة نورية ـ ككثير من بنات جنسها ـ بالعديد من الصعوبات لتصل إلى ما وصلت إليه اليوم ابتداءً من نظرة المجتمع المحيط بها إلى الفتاة المتعلّمة أولاً والموظفة ثانياً, ثم تأثير زواجها المبكّر على إمكانية تلقّيها التعليم بشكل أفضل، ومع ذلك قاومت كل ذلك ولم تقف للحظة، تقول: «محافظة إب من المحافظات التقليدية حتى اللحظة، وتضطر المرأة أن تنجز أولاً جميع مسؤولياتها الأسرية على حساب وقت راحتها الذي تقضيه في تحقيق طموحاتها وبناء نفسها الذي غالباً ما يكون مصحوباً بعدم الرضا من المحيطين حولها».
مؤكدة في الوقت ذاته أن الفتاة التي تنجح في تخطّي ذلك وتصل إلى مرتبة مشرّفة يفتخر بها جميع من حولها ويتبدل موقفهم تماماً تجاهها ويصبحون فيما بعد أكثر دعماً لها.
وتدعو كل فتاة يمنية أن تشق طريقها بشكل صحيح في هذه الحياة دون أن تلتفت إلى ما يُقال، فهي في الأخير حتماً ستكون الفائزة, وعندما تحقّق أي إنجاز علمي أو عملي ستشعر بقيمة هذا الإنجاز وأنه يستحق فعلاً كل العناء الذي بذلته للوصول إليه، وستحظى باحترام وتقدير الجميع.
إلهام الزريقي، بطلة برنامج "المدرّب النجم" تعلّم النساء حرفاً تساعدهن على إعالة أسرهن، ومن محافظة تعز ذات الطابع الأكثر انفتاحاً نسبياً في مجال المرأة والعمل، تشق إلهام طه الزريقي طريقها في مجال التنمية البشرية وبرامج تدريب المدرّبين, ولعل إلهام كانت أوفر حظاً في أنها لم تجد الكثير من العراقيل أو الصعوبات في طريقها أثناء تحقيقها لذاتها وتقديما الكثير من الخدمات لمجتمعها, ولكنها تجد بعض المضايقات والمشاحنات التي تنمُّ عن الغيرة من أقرانها وخصوصاً الذكور لتميُّزها في تقديم برنامجها التدريبي «المدرّب النجم» والذي تخرّج من خلاله خمسون متدرّباً ومتدرّبة ليصبحوا مدرّبين معتمدين في عدد من المشاريع بحسب معايير دولية معتمدة.
وبرغم صغر سنّها الذي لا يتجاوز الاثنين وثلاثين عاماً، إلا أن إلهام تدرّب العديد من النساء أيضاً في مجال الكوافير في بعض المؤسسات الخيرية والتنموية، وهي تستمتع بهذا العمل المفيد جداً لكثير من النساء المحتاجات, وهي أيضاً تعمل في الغرفة التجارية بتعز كمدرّبة وتساندها في نشاطاتها مديرة مركز تعز بالغرفة سمية الشرجبي وأروى العمري في إدارة سيدات الأعمال, واعتمدت أروى كمدرّبة في الإدارة.
تقول إلهام: خرجت المرأة اليمنية بقوة إلى مختلف ميادين العمل، وتقلّدت مناصب حسّاسة، وكانت كفؤة بمعنى الكلمة، وحتماً سيكون لها دور فاعل في الأيام القادمة، وتطمح إلهام بأن تكون قيادية ناجحة لها بصمات في صناعة ملامح المستقبل.
عواطف الرامي: تقود فريقاً مجتمعياً و40 حملة توعية مجتمعية، وتتجاوز نشاطاتها المدرسية الأسوار لتنطلق للمجتمع، من غيل باوزير في محافظة حضرموت، تبهرنا عواطف سالم عمر الرامي بنشاطها المنقطع النظير، فهي بالإضافة إلى عملها كمعلّمة ومربية تعمل أيضاً كمسؤولة للأنشطة المدرسية والتي تميّزت بخروجها عن إطار المدرسة لتشمل الأحياء المجاورة لها أيضاً والتي وصلت إلى 40 نشاطاً أساسياً مختلفاً كحملة «افشوا السلام بينكم» والتي قام طلاب المدرسة بتوزيع الورود وعبارات تنادي بإفشاء السلام على المارة والسائقين في الأحياء المجاورة للمدرسة بمنطقة فوّه في المكلا كما فعّلت الإذاعة المسائية التي كانت مهملة تماماً.
وتعمل ذات الستة وعشرين ربيعاً كمتطوّعة أيضاً في مركز التوحد بمؤسسة العون, ولديها فريق «نوّر حياتك بالخيرات» والذي يهدف إلى فعل الخير وتحسين البيئة, ونظّمت عدداً من الحملات كحملة «هيا نزرع بأيدينا» و«كن مبدعاً» و«كن نظيفاً» بالإضافة إلى تقديم المعونات المختلفة للأسر الفقيرة والسعي إلى فتح مشاريع صغيرة لتحسين دخلهم وبناء مصلّى للنساء في منطقتها.
وبالرغم من الصعوبات التي تواجه عواطف من ضيق الوقت وكثرة الالتزامات وعدم تفهُّم المجتمع لكل ما تقوم به, وعدم التفات الإعلام إلى جميع الأنشطة التي ينظمها فريقها والحملات القوية التي يطلقونها وعدم انتظام الموارد؛ إلا أن طموحاتها أكبر من ذلك، فهي تطمح إلى أن تشمل أنشطتها وحملاتها المنطقة التي تعيش فيها بأكملها.
وتدعو عواطف كل فتاة إلى أن تكمل تعليمها حتى مراحل متقدّمة وألا تستسلم للظروف مهما كانت, كما تدعو الجهات المعنية إلى الاهتمام بالتعليم النوعي ومحو الأمية, ورعاية وتبنّي المشاريع الصغيرة لمحدودي الدخل.
نادية محمد.. الأمن والاستقرار عامل أساس لانطلاق المرأة نحو صناعة ملامح المستقبل، ومن مدينة المكلا وتحديداً المعهد الوطني للعلوم الإدارية يبرز لنا جلياً نشاط وتفوُّق نادية محمد بن عثمان والتي تعمل اليوم كمعيدة في المعهد وأستاذة بجامعة الأندلس فرع حضرموت.
فنادية تحمل مؤهل بكالوريوس إدارة أعمال، وتطمح إلى أن تستكمل دراستها طالما أنها متفوّقة دوماً في كل المجالات العلمية والعملية التي تخوضها، ولكن طابع المنطقة التي تعيش فيها وصعوبة السفر والانتقال للدراسة في محافظة أخرى بسبب العادات والتقاليد والأوضاع الأمنية المتدهورة يحول أمام تحقيق طموحها في تحضير رسالة الماجستير والدكتوراه في مجال إدارة الأعمال ولعدم وجود هذا التخصص في منطقتها, ومع ذلك لم تيأس نادية في تحقيق هذا الحلم الذي أكدت أنه سيتحقّق قريباً لا محالة.
تقول نادية إن كثيراً من بنات جنسها في منطقتها توقفن عن التعليم في مراحل مبكرة وتم تزويجهن في سن صغيرة، وتدهور الأوضاع المعيشية والأمنية زاد من هذه الحالات.
نادية اليوم هي مديرة المعهد الوطني فرع حضرموت وتقيم دورات تدريبية متميّزة في إدارة الأعمال والقيادة الإدارية والحكم الرشيد ضمن اتحاد نساء اليمن بشكل طوعي.
مروى دحمان: الإنسان خُلق ليعمّر الأرض سواء ذكراً كان أم أنثى، ومن المكلا أيضاً في مديرية بروم ميفع تفاجئنا مروى راضي سالم بن دحمان ذات الثلاثة والعشرين ربيعاً بنشاطها وكأنها نحلة لا تتوقّف عن العمل، فهي رغم صغر سنّها خبيرة بالتدريب في مجال إدارة الأزمات والضغوطات ومهارات الكوافير والكمبيوتر والخياطة والتفصيل، وتجيد اللغة الإنجليزية بطلاقة، وهي خريجة من كلّية البنات في جامعة حضرموت لهذا العام, كما أنها في الوقت ذاته كانت رئيسة اللجنة النسوية في جمعية الأمل الخيرية ببروم والتي هي الآن متوقفة في إطار التحوُّل من جمعية إلى مؤسسة، ومتطوّعة في مؤسسة الأمل النسوية، وميسّرة في مؤسسة آراء للتنمية ومنسقة لمنظمة سول في مدينة بروم ومتطوّعة في جمعية الحكمة.
تؤمن مروى أن الإنسان خُلق ليكون خليفة في الأرض وليعمّرها، ولا يقتصر ذلك على الذكر دون الأنثى فكلاهما سواسية في أداء هذه الرسالة دون استثناء.
وتتمنّى أن ينهض الجميع ويجتهدون في كل عمل قد يطوّر يقود البلاد إلى التقدُّم والتطوّر.
وتشير إلى أن هناك الكثير من الصعوبات التي تواجهها الفتاة في منطقتها بسبب تمسُّك الأهل ببعض العادات والتقاليد التي تقيّد حركة المرأة في الخروج إلى سوق العمل بشكل عام وفي العمل الطوعي بشكل خاص, إلا أنها تؤكّد أن إصرار البعض يدفع بالمجتمع إلى قبولهن، وهناك نماذج عديدة يفتخر بها أبناء المنطقة ولكنهن مازلن قليلات نسبة إلى عدد النساء في المنطقة واحتياج المنطقة الملحّة لمثل هذه الجهود.
فاطمة فص: سعي نحو التعليم ومحو الأمّية كهدف أساس في الحياة، ومن منطقة تهامة ومديرية زبيد في محافظة الحديدة؛ نلقي الضوء على فاطمة حسن عمر فص كإحدى أبرز الناشطات في تلك المنطقة مجال التعليم والتوعية المجتمعية، فهي الأكثر خبرة في منطقتها في مجال التدريس لمادة الرياضيات والإدارة المدرسية، وهي وكيلة لمدرسة ماء السماء في زبيد ولعلها نسبة إلى منطقتها الأكثر فقراً وتشدّداً كانت الأوفر حظاً بأن وُلدت وتلقّت التعليم الأولي في المملكة العربية السعودية، وعندما قدمت في العام 90م إلى اليمن وعادت للعيش في منطقتها؛ لم يثنها عن مواصلة تعليمها الجامعي وجودها في منطقة شبه منعزلة بشرق زبيد، وبعد المسافة بين منطقتها الجامعة وواصلت تعليمها بكلية التربية بزبيد حتى حصلت على دبلوم متوسط.
تقول فاطمة إن منطقتها كانت حينها تفتقر كثيراً إلى وسائل المواصلات وطرقها غير معبّدة وتتسرّب الكثير من الفتيات من التعليم بعد الأساسي بسبب عدم وجود مدارس إعدادية وثانوية في ذات المنطقة.
لكن مع إصرار البعض ومواصلتهن وتحسُّن الظروف حالياً؛ استطاعت العديد من الفتيات تخطّي كل ذلك وأكملن تعليمهن خصوصاً في تواجد المدارس الإعدادية والثانوية حالياً ووجود فصول متخصّصة للبنات.
تعمل فاطمة أيضاً في أعمال طوعية مختلفة من أجل مساعدة الكثير من الأسر الفقيرة والمحتاجة سواء عبر أنشطة داخل المدرسة أم خارجها، وتتمنهى أن تكون مسؤولة عن برامج خدمية في منطقتها لتستطيع تقديم الأفضل لأبناء منطقتها الذين يعانون كثيراً, وتدعو الحكومة والجهات المعنية إلى أن تكون جادة في دعم وجود المرأة بشكل أكبر وتوفير الأمن والاستقرار ليتسنّى للمرأة العمل في بيئة أكثر استقراراً.
قامت فاطمة بالعديد من المنجزات بمساعدة عدد من الأهل والمعلّمات والصديقات من أهمها فتح مدرسة لمحو الأمية في مدرسة الفلاح لمدة ثلاث سنوات؛ استفادت منها ثمانون امرأة استطعن محو أميّتهن وتعلُّم القراءة والكتابة، وإقناع أهالي أكثر من ستين فتاة من أهالي قرية محو المحاجبة بتدريس بناتهم وفتح مدرسة لهن هي عبارة عن عشّة, بالإضافة إلى تعليم الفتيات الأعمال اليدوية والتطريز وأعمال الصوف, وفتحن أيضاً مدرسة لمحو الأمّية في منزل تم وقفه للمشاريع الخيرية وتديره فاطمة وتدرّس فيه أيضاً وتستفيد من هذه المدرسة ثمانون امرأة في المنطقة.

الضالع نيوز/متابعات أفادت مصادر حقوقية، أن مواطن قتل برصاص عنصر تابع لمليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، في مدرسة تقيم فيها الجماعة مخيم صيفي للطلاب والنشء، بمحافظة حجة شمال غرب البلاد. وقالت الناشطة الحقوقية أمة الرحمن المطري، إن المواطن "خالد محمد بريط"، قتل الاربعاء الماضي، برصاص تتمة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟

الإسم:

البريد الإلكتروني :

العنوان :

نص التعليق :
*

مساحة إعلانية

فيس بوك

تويتر

إختيارات القراء

إختيارات القراء