حكمة شعب

24 - ديسمبر - 2014 , الأربعاء 05:16 مسائا
3838 مشاهدة | لا يوجد تعليقات
الرئيسيةأحمد عثمان ⇐ حكمة شعب

فازت الحكمة التونسية، بينما نحن في اليمن نتعثر ونخرب بلادنا بجنون.. تونس الوحيدة من بلاد الربيع العربي التي نجت من ضربات الإجهاض والمؤامرة التي يدفع ثمنها الشعوب, والسبب هو أن شعب تونس لم يستجب لأي داع للفتن والتخريب.
لقد كان الحس الوطني حاضراً والعقل موجوداً والحكمة حاكمة فأنقذوا أنفسهم ووطنهم، لقد أنقذوا سفينتهم بأيديهم وساعدوا أنفسهم فساعدهم الله.
النموذج التونسي جزء من الحلم العربي الذي أثمر، تجربة تونس تقول: إن الحلم العربي لن يتبدد، وإننا سنصل كما وصلت شعوب كانت أكثر منا تخلفاً، وأن عجلة التغيير لن تعود إلى الوراء مهما كانت التحديات.
وسيلحق الركب العربي المتعثر بقطار تونس الذي كان الأول في الثورة والأول في الدولة والانتقال إلى نادي المحترمين من البشر.
فرحت الشعوب العربية بتونس وهي المكدودة بهمجية أبنائها... باركت لتونس باعتباره جزءاً من انتصار الحلم، باركت للرئيس السبسي الذي فاز بإرادة الشعب دون تزوير ولا استخدام للدولة والمال العام، وبعيداً عن العنف وبشاعته، وباركت للمرزوقي الرئيس السابق والثائر المعروف الذي قبل النتيجة وبارك للفائز كأي شعب حضاري؛ لأن همه التجربة وليس المصلحة الخاصة.
مبارك لكل التونسيين، وعليهم أن يفخروا بما أنجزوه، ويكفيهم فخراً أنهم تنافسوا بالأصوات وتبادلوا سلمياً للحكم بعيداً عن الغلبة وقهر السلاح المدمر، نجحوا بالحوار والمدنية والخيار الشعبي ففازوا من الخوف والجوع والخراب.
بينما غيرهم يتراشقون بالدبابات والصواريخ؛ يقتلون النفس ويدمرون المنازل على أهلها من النساء والأطفال، وحولوا أوطانهم إلى ساحة حرب أو سجن كبير تمارس فيه أحقر الانتهاكات وبوابة مظلمة لنشر الفوضى وتدمير الدولة لصالح التخلف والسواد، كل هذا يتم وتونس تفرح كلها بعرس الدولة والكرامة تحت نظر العالم الذي أعجب بتونس وشعبها.
قال لي أحدهم: إن السبسي من فلول «بن علي»، لا أحب هذه التقسيمات؛ فالثورات الشعبية لا تقوم كغنيمة لفئة ولا تقسم المجتمعات بل تنهي التقسيمات والفوارق، وتركز على قيم حضارية ونظام يطبق للجميع ولإيجاد آلية محايدة كريمة للحكم بغض النظر عن الفائز، والذي سيفوز اليوم سيخرج غداً بإرادة الناس بالصناديق وليس بحراب الطامعين وتدمير الأوطان، وبهذا يتساوى الناس، يصبح الجميع متساوين ويصبح الحاكم موظفاً وليس مالكاً كما يفعل خلق الله في هذا العالم، وليت كل الفلول والثوار في بقية البلدان تصرفوا كشعب وليس أتباعاً لهذا أو ذاك وصنعوا كما صنع التونسيون؛ لأنهم في النهاية بهذا المسلك يخدمون الشعب والوطن الذي هو ملك للجميع، وبنوا الدولة التي هي عنوان لكرامة المواطن بخلاف العصابات والمليشيات التي تمثل حالة من الفرض واغتصاب كرامة المواطن.
تونس نموذج الحلم والأمل في الأمة العربية.. الثورة ليست حزباً ولا قبيلة، الثورة قيمة شعب وكرامة إنسان وحكم رشيد، تحياتنا لتونس وأهلها، نعدهم بأننا سنلحق بهم مهما كانت التحديات والتضحيات.

[email protected]

الزنداني انتقل الشيخ عبد المجيد الزنداني إلى رحمة الله بعد حياة حافلة بالعطاء لقد كانت بحق حياة مثيرة ومتميزة بشهادة المتفق معه و المختلف ولا يختلف اثنان على التأثير الكبير الذي كان لشخصية الشيخ الزنداني منذ ان كان شابا يافعا رفيقا لكبار الثوار ورجال الجمهورية ابرزهم الشهيد محمد محمود تتمة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟

الإسم:

البريد الإلكتروني :

العنوان :

نص التعليق :
*

مساحة إعلانية

فيس بوك

تويتر

إختيارات القراء

إختيارات القراء

لا توجد مشاهدة

لا توجد تعليقات