ا/عامر العامري

ان الله خلق الإنسان مكونين من مادة وروح وهو ما جعله مميزا وجعل العقل مرشدا له بين تجاذب الأهواء والشهوات ، ولكن العقل قد يضعف أمام الشهوات والأهواء ولا يسدد العقل إلا الدين القويم، قال تعالى"فبشر عبادي الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولو الألباب"فالاستماع الى دين الله والإصغاء إليه يزيد العقل صفاء والابتعاد عن هذا الدين القويم ثمرته الانحطاط والتنازع والتشرذم ـ حينها لاتكون الأمة مؤهلة لقيادة البشرية اذا انحطت . فالنبوات كانت وقفا على بني إسرائيل فانحرفوا عن الطريق المستقيم فضاعت القيم والأخلاق ومن هنا لم يعودوا مؤهلين لحمل الرسالة (رسالة التوحيد)فلعنهم الله وطردهم وأذن الله بانتقال الرسالة الى امة العرب لما لها من مؤهلات في حب للحرية وإباء للذل والمهانة وكرم ونجدة وعفو وبساطة رشحتها لقيادة الأمة ، فبعث الله نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فنظر الى العالم بعين الأنبياء ، فراءى إنسانا هانت عليه إنسانيته يسجد للشمس والقمر والحجر والشجر ، فراءى كل نواحي الحياة تستدعي الانتباه وتشغل البال ، فأنتقل بهذه الأمة الى السجود لله والخضوع واليه ، فوقفت مكة برجالها ونسائها لحرب هذه الدعوة التي تدعوا الى صلة الرحم وحسن الجوار وصدق الحديث وحسن المعاملات والارتقاء بالضمير البشري..فعندما تبتعد الأمة عن منهاج ربها حتى تصبح القيم والمبادئ الإسلامية غريبة ، لذلك قال الرسول صلى الله عليه وسلم عن الغرباء هم الذين يصلحون اذا فسد الناس وفي رواية الذين يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر .. ولذل لا نستغرب عندما نجد من أبناء الإسلام من يحاربون الاسلامى ويغارون اذا حكم شرع الله لان القيم والمبادئ ذهبت من قلوبهم