تعز: «مكانني ظمآن»..؟!

23 - مارس - 2014 , الأحد 06:22 صباحا
3962 مشاهدة | لا يوجد تعليقات
الرئيسيةأحمد عثمان ⇐ تعز: «مكانني ظمآن»..؟!

ينعقد اليوم المؤتمر الدولي للمياه في مدينة تعز.. الحديث عن المياه في مدينة تعز مثير وذو شجون، لكننا لا نريد من المؤتمر تكرار إعلان «تعز مدينة منكوبة» دون تقديم حلول لهذه النكبة، فنحن نعرف نكبتنا وأسبابها.
المدينة طول عمرها وهي تبحث عن المياه دون جدوى، الماء هو الحياة، ونحن هنا نفقد الحياة تدريجياً.. المياه تمثّل ثلثي الكرة الأرضية تقريباً، وهي موجودة بالأساس في البحار والمحيطات لكنها غير صالحة للشرب، والحكمة الإلهية جرت على أن تقوم الشمس بعملية تحلية ربانية من خلال تبخر المياه وتشكّلها على هيئة سُحُب لينزل ماء عذب صافٍ صالح للزراعة والشرب.
يحاول الناس أن يصنعوا تحلية مياه من البحر المالح بما مكّنهم الله من علم؛ لكنها عملية شاقة ومكلفة ومعرّضة للتلف كما هو حالنا في تعز، فنحن أمام وعد مشروع «تحلية البحر» منذ سنوات طويلة حتى أصبحت تشبه حكاية «تبليط البحر» وكما قيل في المثل الشعبي: «هولك وااامهير ومات مهير والعشب فوق السقف» «مهير» هذا اسم لثور الحراثة لمن لا يعرف.
لست مطمئناً لمشروع مياه البحر؛ فهو غير مطمئن ولا مغرٍ، يقولون إن المشروع على الأبواب؛ لكنني لا أعوّل عليه، وأدعو مجدداً للبحث عن المياه المحلاة من ربي، فكل شيء صناعي ناقص وقليل أصل وعديم فائدة، وإذا جاء يكون احتياطياً، وعليك ألا تعتمد عليه بصورة نهائية ولا تركن.
مصادر كثيرة للمياه الطبيعية النازلة من السماء والموجودة في جوف الأرض ومياه الأمطار التي تنزل كل صيف تكفي لعشرين محافظة لو عرفنا كيف نحفاظ عليها واستغلالها، فالقات يأخذ خمسمائة لتر مكعب وأكثر من ستة مليار تذهب إلى البحر، وتعز تغنّي: «مكانني ظمـآن» وقبل هذا أكثر من 50 % من مياه المؤسسة يذهب فاقداً، الأمر هنا يتعلّق بالفساد وقلّة الخبرة، وبعضها تسرق بالطريق، مشكلتنا إدارية في المياه وغير المياه؛ وهذا مالا يريد أن يفهمه المعنيون..!!.
على كلٍ.. الحضارة الحقيقية ليست التحلية من مياه البحر وإنما استغلال مياه السماء، وهي التي تمثّل غيثاً للروح والبدن؛ يعني «تحلية رباني» وبالإمكان بقليل من المال وعُشر تكلفة التحلية أن نخزّن مياه الأمطار في خزانات وسدود وأحواض مائية وحواجز؛ لكنها تحتاج إلى ثقافة مجتمع وإدارة مستقيمة ويقظة بعيدة عن الفساد، إضافة إلى الحرص على كل قطرة تنزل من السماء بأنها رزق أغلى من الذهب، علينا أن نتسابق إلى حفظها، ومن هنا الأصل ان تنتشر «السقايات» و«الخزانات» في كل بيت, وقبل أن نفكر ببناء منزل كبير من طابقين أو أربعة؛ علينا أن نخصّص طابقاً لحفظ المياه؛ ربما نحتاج إلى ثقافة مائية وإدارة وقوانين منظمة.. هناك قرى في جبل صبر مازالت إلى اليوم تعتمد وتكتفي بتخزين مياه الأمطار، هذه الثقافة يجب أن تنتشر إضافة إلى الحواجز والسدود الكبيرة التي يجب أن تُختار بعناية عن طريق السلطة.
وهنا علينا أن نشكر الصندوق الاجتماعي للتنمية على مشاريعه في دعم المواطنين لبناء السقايات والحواجز وأسلوبه الناجح في الإدارة، هذا الصندوق أنا خائف عليه من «العين» فــ «الممارعون» كثير..!!.
نحن بحاجة إلى حفظ المياه من أجل الحياة في تعز وصنعاء وأغلب مدن اليمن، وهذا لا يعني أننا ضد مشروع «تحلية البحر» لكن لا تركنوا عليه، كما كان يقول «الحاج علي» الله يرحمه هذا «القفل قفل» أصلي لكن أعمل لك بجانبه حارساً على بيتك، وهذا «اتريك» ضوء كاشف رقم واحد، لكن انتبه على نفسك من «الغُدرة» واعمل لك جنبه «فانوس»...ومشروع التحلية مشروع كبير بس ما «تركنوش» عليه، اعملوا جنبه مشاريع لحفظ ماء السماء والمياه المحلّى من ربي.
[email protected]

الزنداني انتقل الشيخ عبد المجيد الزنداني إلى رحمة الله بعد حياة حافلة بالعطاء لقد كانت بحق حياة مثيرة ومتميزة بشهادة المتفق معه و المختلف ولا يختلف اثنان على التأثير الكبير الذي كان لشخصية الشيخ الزنداني منذ ان كان شابا يافعا رفيقا لكبار الثوار ورجال الجمهورية ابرزهم الشهيد محمد محمود تتمة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟

الإسم:

البريد الإلكتروني :

العنوان :

نص التعليق :
*

مساحة إعلانية

فيس بوك

تويتر

إختيارات القراء

إختيارات القراء

لا توجد مشاهدة

لا توجد تعليقات