الضالع نيوز-متابعات

يعيش نصف سكان اليمن منذ فجر أمس الجمعة في ظلام دامس، حيث أدى هجوم مسلح على محطة "مأرب" الغازية في منطقة آل شبوان إلى توقفها عن الخدمة كلياً، وانقطاع الكهرباء عن نصف المحافظات اليمنية من بينها العاصمة صنعاء.



وتزود محطة "مأرب" الغازية المحافظات اليمنية بنحو 340 ميغاوات من الطاقة، من أصل 700 ميغاوات، إجمالي الطاقة المنتجة في اليمن.



إصلاح الأعطال

وقال نائب مدير المؤسسة العامة للكهرباء حارث العمري، وفق وكالة الأنباء اليمنية، إن قبيلة آل شبوان في مديرية "الوادي" سمحت للفرق الهندسية بالبدء في إصلاح خطوط النقل الطاقة، لكنها عادت ومنعتهم من العمل في وقت متأخر من مساء أمس (الجمعة)".



وأضاف العمري أن وساطة القبيلة "وعدت الفرق الهندسية بالسماح لها اليوم السبت بإصلاح خطوط الطاقة"، مشيراً إلى أن العملية ستستغرق ساعات قليلة قبل أن تعود المحطة للعمل حال تم السماح للفرق الفنية بالبدء بعملية الإصلاح.



تكرار الاعتداءات

وأوضح مصدر مسؤول في غرفة العمليات المشتركة في وزارة الكهرباء لـ"وكالة الانباء اليمنية" (سبأ) أن "المخربين نفذوا الهجوم الأول بين البرجين 379 و380، وبعد لحظات وجيزة نفذوا الهجوم الثاني بين البرجين 382 و383، ما أدى الى خروج الدائرتين الاولى والثانية من محطة مأرب الغازية عن الخدمة".



وأكد المصدر أن "المخربين استخدموا الرصاص الحي في تنفيذ الهجمات، وهو ما أغرق معظم محافظات الجمهورية في الظلام".



وأشارت وكالة "إينا" إلى أن مصدراً مسؤولاً في وزارة الكهرباء اليمنية كشف الشهر الماضي أن الخسائر جراء اعتداءات المسلحين على أبراج الكهرباء، منذ بداية العام الجاري، بلغت نحو 242 مليون دولار. وأضاف المسؤول، في تصريح صحافي، أن خطوط الكهرباء تعرضت لنحو 22 اعتداءً منذ بداية العام 2014.



ورصدت وزارة الداخلية اليمنية وقوع 487 حالة اعتداءٍ على خطوط الكهرباء وأنابيب النفط وشبكات الاتصالات، في عددٍ من محافظات البلاد خلال العام 2013.



ولفتت "إينا" إلى أن خطوط نقل الطاقة الكهربائية تتعرض، خصوصاً في محافظة مأرب، لاعتداءات مستمرة من قبل مسلحين قبليين، مما يؤدي إلى انقطاع الكهرباء عن العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات.



ونقلت الوكالة عن وزير الكهرباء صالح سميع تصريحه بأن نحو 60 في المئة من الريف اليمني غير مزود بالكهرباء، وأن شبكات الإمداد في البلاد متهالكة.



وقالت الوكالة إن "بعض رجال القبائل في اليمن يلجأون إلى الاعتداء على أبراج الكهرباء للضغط على الحكومة من أجل تنفيذ مطالب لديها، كتوظيف أبنائها أو الإفراج عن سجناء، فضلاً عن المطالبة بالاهتمام بتلك المناطق تنموياً، في حين يشير البعض إلى دوافع سياسية تقف وراء تلك الأعمال التخريبية".-