إرادة الشعوب لا تموت

10 - ديسمبر - 2014 , الأربعاء 03:31 مسائا
3633 مشاهدة | لا يوجد تعليقات
الرئيسيةأحمد عثمان ⇐ إرادة الشعوب لا تموت

أحمد عثمان
احمد عثمان

عندما كان العالم المستقر والمتقدم اليوم يحاول الخروج من دوامة الفقر والصراعات، بدأ بحفر خنادق الحرية في نفوس الأفراد وينبت سنابلها في قلوبهم، فالحرية والتغيير تبدأ حالات فردية تؤمن بالقضية، تعمل لها بحب وتضحي من أجلها بشغف ثم تتحول إلى حالة عامة في المجتمع ليشكل قراراً جماعياً بخيار الحرية والكرامة تتحول إلى ثقافة مبثوثة في البيت والشارع، وتصبح قضية الفن والأدب والتعليم رسالة الأغنية والرسم والمسرح والقصة والرياضة حتى صارت حقيقة في نفوس الناس قبل أن تكون وضعاً في الدولة والحكم..

لم يصلوا إليها في يوم وليلة بل خاضوا سنوات بل وعشرات السنين من الصراع والصراع المضاد حتى وصلوا إلى أن تتحول الثورة وحالة التغيير إلى ثقافة عامة لا تقبل التنازل، وصارت قضايا مثل التبادل السلمي للسطلة واستقلال القضاء والديمقراطية قضايا مسلّمة كبديل فعلي للاستبداد، مستنداً على حق الأمة في السلطة عبر آليات ثابتة ومعايير مجردة وصلوا بها إلى أنهم تخلصوا من مرض الاستبداد والحكم بالعنف والغلبة كوباء مدمر مثل الكوليرا والايدز وجنون البقر بل أخطر من كل هذه الأمراض، لأنها تشل حركة الأمة وتحل الفقر والصراعات والخراب.

هذا الخروج وهذا التحرر قوبل بثورات مضادة وعاد ملوك وممالك بعد عقود من الثورات التي قامت هناك ودخل الناس في صراعات وفتن كلها تريد تذكر الجميع أن العهد الماضي هو الأفضل وأن قدر الشعوب هو الرضوخ وتلقي القرارات والسياسة لاصناعتها.

دفعوا بكل مالديهم من خبرات ومال لإجهاض فكرة الثورة والتغيير ومحوها من النفوس، مستغلين الخلاف بين أصحاب مشروع الثورة حتى كادوا ينجحوا فعلاً لولا أن بذرة الثورة والتغيير كانت قد تحولت إلى حالة متجذرة في ثقافة الشعب يتقدمهم كوكبة من الثوار والمثقفين الذين اعتبروا أنهم يناضلون من أجل حياة جديدة، مؤمنين أن عقارب الساعة لا تعود للوراء وأن الأنهار عندما تنحدر إلى الوديان لا تتوقف مهما كانت الحواجز والسدود.

الزنداني انتقل الشيخ عبد المجيد الزنداني إلى رحمة الله بعد حياة حافلة بالعطاء لقد كانت بحق حياة مثيرة ومتميزة بشهادة المتفق معه و المختلف ولا يختلف اثنان على التأثير الكبير الذي كان لشخصية الشيخ الزنداني منذ ان كان شابا يافعا رفيقا لكبار »

هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟

الإسم:

البريد الإلكتروني :

العنوان :

نص التعليق :
*

مساحة إعلانية

فيس بوك

تويتر

إختيارات القراء

إختيارات القراء

لا توجد مشاهدة

لا توجد تعليقات