عدن العاصمة.. وجهة موحدة للإرادة اليمنية

22 - فبراير - 2015 , الأحد 06:47 مسائا
5094 مشاهدة | لا يوجد تعليقات
الرئيسيةد/عبدالحي علي قاسم ⇐ عدن العاصمة.. وجهة موحدة للإرادة اليمنية

د/عبدالحي علي قاسم
سبق أن بادرنا برؤية مهمة ومدروسة منذ سنتين تقريبا إلى القوى الوطنية والرئيس هادي على وجه التحديد بضرورة نقل العاصمة إلى عدن على وقع التهديدات التي تتأبط شرا بالعاصمة، وتكلفة الحكم الباهظة فيها "عدن العاصمة كحل لتعقيدات مؤتمر الحوار" سوى أن استجابة لتلك الرؤية أو المقترح لم تكن في متناول اللحظة، أو واردة في أجندة صناعة القرار، وما أن وصلت جموع الحوثي العاصمة صنعاء وسقوطها رسميا في 21 سبتمبر، وبدء تنفيذ برنامج انقلابي شامل في مؤسسات الدولة وإملاء شروط جماعة الحوثي الثقيلة على الرئاسة المحاصرة حد أن غرور الحوثي بلغ التخلص من رأس الشرعية المتمثلة في الرئيس هادي وحكومته، أو أن يصبح أقل من دمة بأيديهم يحكموا من رصيد تأريخ الرجل، وارتكاب جرائم يندى لها جبين الشرفاء عندما استأسد الحوثي بجيش من الهمج مسنودا بمكر وخيانة الحرس العائلي، لقتال الحراسة الخاصة بالرئيس، على أثر هذه البربرية سقط الكثير من عائلة الرئيس، وتم تسريح البقية دونما خجل يردع هؤلاء الوحوش الين استقووا بالجغرافيا الماكرة، ولم تكتفي مصائبهم وسفاهاتهم عند هذا الحد بل ركبوا وساوسهم في ضرورة بقاء الرئيس الجريح أسيرا، وحبيس أركان بيته إلى أن يفرغ شركاء الانقلاب في تقاسم الكعكة، ولم يسلم الرئيس حد نهب أثاث بيته وفقا لما صرح به القيادي علي البخيتي، إنها ثقافة وتربية اللؤم التي تغذت عليها نفوس تلك المخلوقات العجيبة التي لا تستطيع أن تميز بينها وبين الوحوش.

شاءت الأقدار أن تسرع، وتسهل، بخروج هادي من محبسه، ووصوله إلى ثغر اليمن الباسم عدن قبل قبول ترتيب الانقلاب لأوراقه، وقبل تقاسم شرعية سلطة مأفونة ومأزومة بالطائفية والمناطقية، فكانت بمثابة الصاعقة التي زلزلت أركان الحوثي وعفاش المتنازعين على تقاسم تركت هادي الرئيس، مصيبة القوم أنهم شياطين لا يأمن بعضهم مكر بعض، ولا حد لأطماعهم، فالحوثي المتعجرف لا يرى سوى نفسه ومليشياته إذ لا قداسة لحياة وكرامة الآخرين ولو كان الرئيس هادي، وصالح وجنده وعبيده لا يرى سوى ابنه المفجوع على سلطة أبيه، فالحوثي يتخوف من الذهاب إلى البرلمان حتى لا يمرر صالح مشروعه بتنصيب الراعي الممتثل لأمره، وأمام تلك المخاوف من حليفه صالح بادر بإعلانه الدستوري المسخرة، وما ترتب عنه من إسناد السلطة إلى اللجان بقيادة عز أن تجد لها نظير في كوكب الأرض المتخلف، وتحت هذه الأطماع والمخاوف المتبادلة ينتهجون سياسة الأرض المحروقة، والتطهير الدموي، وسباق النهب لمكتسبات عقود لمؤسسات الدولة، وتجفيفها نهائيا، وبعد كل ذلك هم الوطن والوطنية تجري في عروقهم، وما أبعد الفساد وعيبه عن شرفهم وسلوكهم.

بعد وصول هادي عدن لم تعد الحوثية سوى نكرة في قاموس الداخل والخارج، فهي الحركة التي يتعوذ الشعب منها صباح مساء، وهي الفكرة المحاصرة إقليميا ودوليا، وللأسف أضحت صنعاء بالحوثي وعفاش غابة وحوش آدمية ومرتع لقطعان الخوف والإرهاب والاغتيالات والاستبداد، مما حدى بالبعثات الدبلوماسية مغادرة مغارة الموت والتخلف، إذ لا تمثيل ولا اعتراف ولا بقاء، والكل سيحط رحاله في الأيام القادمة في عدن، مسكينة صنعاء تستحق الرثاء بعد أن أجهزت عليها أيادي الانقلابيين، وأساءت لتاريخها وسمعتها، هي ضحية بعض أهلها الطامعين الأشقياء، إذ لم يعد أحدا يثق بما يصدر أو يأتي من صنعاء وعفاش يصر والحوثي أن صنعاء مازال القبض عليها وأسرها مصدرا لاسترداد حكم اليمن الغنيمة وهذا هو عين الغباء.

عرج على كل الأقاليم لتجد كم الحوثي وعفاش منبوذين، إقليم الحديدة يتأذى حد القرف من مصائب الحوثي وعفاش وسوء استغلالهم، ونهبهم، وثقافة الدونية التي صهرت حياة أبناء تهامة إبان حكم عفاش والأيام السوداء من حكم عصابات الموت الحوثية، مآرب والجوف لا نفط ولا غاز للانقلابيين، وأحيي شجاعتهم عدن العاصمة، وهادي الرئيس الشرعي ونحن جنوده، إقليم الجند إقليم تابع للعاصمة اليمنية عدن ولا داعي لشرح وجهة نظر بقية الأقاليم فذلك غيض من فيض المعاناة.

الرئيس هادي أخيرا في عدن، والشعب ينتفض غضبا من سجانيه من أقصاه إلى أقصاه ويدعوا إلى سرعة معاقبة ومحاصرة البغاة والانقلابيين، وتأمين السلطة ونقلها إلى العاصمة الجديدة، التي يجب أن تدشن بإرادة الشعب وقيادة هادي. وإقليم آزال محتل إيرانيا ولا غبار في ذلك، وأمام هذا الواقع الجديد لا بد من خطوات جريئة تتناسب وحجم التحدي وتردع البغاة المتعجرفين، ومحاصرتهم حتى ينزلوا في حكم الوطن وأطره المؤسسية وإرادته الوطنية، والتخلي عن ثقافة الاستئثار والفساد والنهب واسترداد الدولة التي نهبوها.

وحدها العاصمة عدن خيار الشعب في ضوء تداعيات الانقلاب، وبعد نجاة وحيد الشرعية الرئيس هادي، وتنفس الشعب الصعداء بعد كآبة الحزن باختطاف العاصمة ونهب مؤسسات الدولة وتحديدا العسكرية من قبل مليشيات الحوثي وشركائها المصائب، العاصمة عدن وهذه مبرراتها المهمة:

عاصمة مخطوفة أشبه بغابة محكومة بوحوش آدمية

أمنيا، أصبحت العاصمة صنعاء مركز الدولة مخطوفة ومهددة بالأسوأ، وكل ذلك بدافع السعي للسيطرة عليها من قبل الكثير من القوى التي تنتهج الفوضى والخراب، ولا تؤمن بقواعد اللعبة السياسية بقدر تهافتها وراء أطماعها، خصوصا وأن جماعة الحوثي وبعض القوى الملتفة حول عفاش ذات المشاريع الصغيرة المحيطة بالعاصمة ترى أن انقضاضها على العاصمة ونهبها، وبسط سيطرتها مع الحوثي الشريك هو عهد جديد ومحفز لاسترداد الحكم، أو تقاسمه بشكل مؤقت مع الحوثي المنبوذ داخليا وإقليميا ودوليا سوى من إيران، وببقاء العاصمة صنعاء يعني الإقرار بشرعية المختطفين وحماقاتهم السياسية والتشريعية، وحتى إن تم استردادها فسوف نظل نراوح في مربع المحاولات الانقلابية بدافع الجنون السلطوي، ودافع الفيد وما يمكن أن يترتب عليها من مخاطر، وتبعاتها الأمنية المكلفة على البلد وتنميته، ومؤكد بأن ذلك يأتي من أهمية المنطقة كعاصمة، مع أن تلك القوى في المناطق القريبة من العاصمة والمحيطة تدرك الثمن الباهظ لمثل كل تلك الأعمال المشينة، ناهيك عن الابتزازات المستمرة واليومية للمواطنين في العاصمة بقطع الخدمات المهمة والرئيسية، التي عطلت واقع الحياة اليومية، وأفقدت العاصمة أي معنى اقتصادي واجتماعي حقيقي داخل وخارج البلد، وسوقت اليمن بصورة مزرية كعاصمة للأشباح والفوضى والرعب، مما حدى بالهروب الجماعي لكل البعثات الدبلوماسية، عدى عن التكلفة الباهظة للإقامة، والحماية لجهاز الدولة وشخوصها، وكذلك البعثات الدبلوماسية القائمة في اليمن.

إذ يحتاج أي مسئول سياسي لينتقل من منطقة إلى أخرى كلفة أمنية ومالية مرهقة أو يبقى رهين وحبيس القيود الأمنية الثقيلة، وهذه الحالة تنسحب على كل أعضاء الحكومة والدبلوماسيين، والشخصيات الاجتماعية والسياسيين والرموز الوطنية، ولا ننسى أن ننوه إلى الشلل الذي عصف بالمؤسسات والهيئات الداخلية والخارجية ذات الطبيعة الاقتصادية والاجتماعية وكلفة حمايتها. خلاصة ذلك نستطيع أن نقول بأن هذا النزيف للدولة ببقاء العاصمة صنعاء مخطوفة بيد الحوثي وعفاش لن يكون لو تم تدشين العاصمة عدن في غضون الأيام المقبلة، إذ سوف يتوقف الكثير من الانتهازيين وتجار الخراب والفوضى لو أدركوا بأن قطع الخدمات لن يغير من واقع المعادلة السياسية أو يحقق أي مكاسب مهمة، وربما يلحق بهم كثير الضرر، وعبثا أن يستمروا في هذه المهزلة بعد أن تنتهي أطماع السيطرة على صنعاء مركز الدولة.

بعد إعلان العاصمة عدن لن نسمع أن حماقات ارتكبت مثل تخريب المنشآت خصوصا منها الخدمية، أو حالات التقطع والسطو المستمرة، والتعطيل المستمر للخدمات الرئيسية كالكهرباء، وتكرير المواد الأولية وسواها من الخدمات في عدن، وشبه انعدام لظاهرة قبائل تتقطع أو تحاصر أو تطالب بحماية، أو حتى فدية خطف قاطرة أو دبلوماسي، إذ الوضع يختلف بين أبناء عدن ذو الطابع المدني الحريص على المكتسبات الوطنية والخدمات الرئيسية، وغيرها من المنشآت النفطية والاستثمارية. وهذه هي البيئة الأمنية المناسبة والمشجعة للحديث الجاد عن العاصمة لليمن الموحد، وليس تشجيع ونشر الفوضى، والعبث بالمكتسبات المدعومة من قوى لا ترى الوطن سوى مزرعة فيد ونهب خاص بها، وسوى ذلك تدمير الوطن ومكتسباته.

عدن العاصمة.. وجهة موحدة للإرادة اليمنية

وحدها العاصمة عدن كفيلة بأن تنهي أسباب الجدلية المزمنة تقسيم الدولة، هل إقليمين أم ستة وكيفيتها؟ فانتقال العاصمة إلى عدن ضمانة وحدوية كافية لأبناء المحافظات الشمالية، وفي ذات الوقت ضمانة حقيقية لتنفيذ توافقات ومخرجات مؤتمر الحوار، وينسف اتفاق السلم والشراكة وما تلاه من خطوات انقلابية تحت وطأة القوة الوحشية للحوثي، وينسجم مع منطق الغالبية من سياسيين ومواطنين، تبقى الوحدة وتزدهر وكل صيغة للتقسيم تطرح على مائدة المتحاورين، ولا توجد إشكالات للتوافق عليها، فستة أقاليم وإقليمين، أو دولة بسيطة في إطار لا مركزية حكم محلي كامل الصلاحيات ليست بذات اهتمام كبير سوى من باب الجدوى والميزة الاقتصادية.

الجبر المادي والمعنوي لأبناء الجنوب

غالبية أبناء المحافظات الجنوبية يدركون بأن احتضان الجنوب للعاصمة وخصوصا في عدن هي نوع من الترضية العادلة والموفقة، وجبر مادي ومعنوي يساعد في لأم الجرح الجنوبي، ويؤسس لنوع من الثقة بمرحلة من الشراكة والمساواة في ضوء مخرجات الحوار. كما يضع مصداقية أيا من تجار السياسة على محك الاختبار الوطني الحقيقي، ومدى حرصهم على استقرار اليمن ونمائه وتحسين حياة أبنائه. وسحب البساط من تحت أقدام المتربصين بالبلد، والمزايدين بغية تحقيق منافع خاصة بهم وعائلاتهم وليذهب البلد إلى الهاوية.

وقد أصبحت العاصمة عدن خيار الضرورة، وخيار وحيد في ظل مستجدات الأوضاع الأخيرة التي تلت الانقلاب الحوثي العفاشي وتداعياته داخليا وخارجيا، وما تسبب فيه من بالغ الضرر بحق الوطن وقيادته المتمثلة بالرئيس وحكومته وأبناء الشعب. كما أن تدشين العاصمة عدن إيذانا بوصول كافة البعثات الدبلوماسية التي تحن إلى الأمن والمدنية بدلا من بقائها تحت رحمة الخطف والفدية ومغامرة الموت المستمرة هناك في صنعاء.

البعد الاقتصادي الواعد

البعد الاقتصادي هو الآخر حاضر وحيوي مع عدن العاصمة، ناهيك عن تعذر بقاءها عاصمة بعد أن أصبحت مخطوفة ورهينة الأطماع العفاشية والحوثية، كما أن بقاء صنعاء عاصمة مكلفا من حيث ربطها بالأطراف ببنية تحتية كبيرة سوف يكون مكلفا نظرا لموقعها الجبلي المتعرج دون عائد رئيسي كونها منطقة خالية من أي فرص اقتصادية حيوية، وغول كلفتها الأمنية، عدا عن افتقار صنعاء لأساسيات الحياة وأهمها الماء إذ هي مهددة مستقبلا بالجفاف في حال زاد ضغط السكان والنشاط الاقتصادي عليها. والوضع مختلف عندما تكون عاصمة الدولة عدن إذ أن ربطها كمنطقة اقتصادية حيوية وإستراتيجية بغيرها من الحواضر الاقتصادية كالمخا والحديدة وأبين وشبوة وحضرموت والمهرة والجوف ومأرب بشبكة قطارات وطرقات تبدأ من الحديدة وتنتهي بالمهرة لن يكون بذات التكلفة الكبيرة، ويوفر في ذات الوقت لليمن الكثير من الجهد والمال الذي يمكن أن يذهب في بئر(غول) صنعاء العميق، كما أن قيام نشاط اقتصادي في المناطق الساحلية من خلال بنية تحتية قوية فذلك يعني عصب اقتصادي متين وقوي سوف يدر على البلد خيرات، وفرص تساعد في نجاح التنمية وانعكاسها على كل مواطني الشعب.

المساحة الجغرافية

ميزة أخرى لعدن العاصمة الواعدة من حيث مساحتها الواسعة التي يمكن أن تتكيف مع أي توسع اقتصادي وعمراني، وما تحتاجه تلك التوسعة في حجم النشاط الاقتصادي والسياسي من أراضي ومساكن ومياه، وسهولة توليد الطاقة الكهربائية، فضلا عن ما تمثله عدن من ميناء إستراتيجي واعد، وقاعدة استثمارية متنوعة إنتاجيا وسياحيا، وغيرها من الفرص التي يمكن أن تفيض بالخير على أبناء الشعب بدون كثير مشاكل أمنية ولوجستية كما هو حال العاصمة المخطوفة.

الوعي السكاني

أخيرا يأتي أهمية الوعي السكاني، وإمكانية تكيفه وتأقلمه مع المتغيرات الاقتصادية والسياسية والأمنية، وقدرة المجتمع واستعداده للدخول في عملية الدمج الاجتماعي، ومتطلبات الحياة المدنية التي يحكمها القانون، التي في نفس الوقت تساعد نجاح قيام عاصمة ذات قيمة سياسية واقتصادية وثقافية، وقلة الصعوبات والمعوقات المجتمعية ذات الطبيعة المناطقية والطائفية والسياسية غير المرشدة بالقانون، والتي تزخر بها العاصمة صنعاء وما حولها من مناطق، بحيث لم ولن تساعد نفسها في الحفاظ على صنعاء عاصمة صالحة ومؤهلة خصوصا بعد الهمجية التي ظهرت مؤخرا من احتلال العاصمة ونهبها بتلك الطريقة المفجعة التي تنم عن ثقافة مريضة وجشعة لا تؤمن بمصالح الشعب، وتقدم نفسها أمام الداخل والخارج بأنها أشبه بغابة تتنازع فيها الأهواء والمصالح بصورة مخيفة، ولا تعطي أي نوع من التعايش والوفاق تعزز الثقة عند الآخرين للاستقرار فيها فضلا عن نوايا الاستثمار الخارجي.

بضاعة القوى التقليدية

الرئيس عبدربه منصور، والقوى السياسية الوطنية معنية ببحث الموضوع بمصداقية، ودون تردد في اتخاذ قرارات جريئة وعاجلة خصوصا وقد أصبح اليمن بدون عاصمة، وسرعة تدشين عدن العاصمة الموحدة، والاستفادة من مزايا نقل العاصمة أمنيا واقتصاديا وسياسيا، والأهم من ذلك استحقاقات لملمة الجرح الوطني الذي فتحه النظام السابق بالتعاون مع وحوش الحوثي، ومآسيه المروعة في حق أبناء الشعب وتحديدا مواطني المحافظات الجنوبية.

الجنون الأكثر تفلتا وغباء لا يعرف مكانا مثل السبعين، ولا يعرف بشر أكثر من مغفلين مثل قوم صالح. يصر صالح في كل مناسبة على ممارسة طيشه السياسي، بمضاربة جلب أكثر عددا من حملت فيروس المرض المناطقي إلى ساحة كان لها مدلول عميق في الذاكرة الثورية، ليحولها »

هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟

الإسم:

البريد الإلكتروني :

العنوان :

نص التعليق :
*

مساحة إعلانية

فيس بوك

تويتر

إختيارات القراء

إختيارات القراء

لا توجد مشاهدة

لا توجد تعليقات