دلالات القرار الاممي تجاه اليمن

15 - أبريل - 2015 , الأربعاء 04:42 مسائا
3936 مشاهدة | لا يوجد تعليقات
الرئيسيةمحمد العمراني ⇐ دلالات القرار الاممي تجاه اليمن

محمد العمراني
حين نتحدث عن القرار الأممي تجاه اليمن الذي صدر هذا اليوم فنحن نتحدث عن
تصور العالم كله للمشكلة اليمنية ، أما العالم فقد ارسل رسائل شديدة الوضوح وشديدة الذكاء كانت لها دلالات متعددة .

اولها أن هذا القرار يوجه ضربة قاسية لإيران فهو في احد دلالاته يشكل احتشادا عالميا ضد السياسيات الايرانية التي ارهقت المنطقة واثقلتها بالدم ، ايران التي ماإن وقعت اتفاقية لوزان التي وصفت بأنها إطارية خرج المرشد ليقول للعالم ان كل هذه التفاوضات لاتعنيني ، وهذه الهمجية الإيرانية رد عليها العالم اليوم بقرار جاء مكتوبا بصياغة حازمة وحاسمة كما لم يكن من قبل .

ثاني هذه الدلالات هي ظهور الدبلوماسية الخليجية وقدرتها الخارقة على تطويع القرار العالمي ، لقد اظهر هذا القرار فعليا دول الخليج كقوة عظمى تمتلك نفوذا اسطوريا يعتمد على الاقتصاد والسياسة معا ، وهو مايعني بالنهاية تسليما كبير لدور خليجي قادم في المنطقة يحد من النفوذ الايراني ويقوضه

. ثالث هذه الدلالات هي أن القرار الأممي أعاد فعليا وبشكل كلي كل أوراق الملف اليمني لدول مجلس التعاون الخليجي وتجاهل كليا - كما هو المطلوب خليجيا- اتفاقية السلم والشراكة باعتبارها اتفاقية تمت تحت سيطرة الحوثيين على الدولة .
القرار الدولي أعاد الملف اليمني تحت الرعاية الخليجية من الحوار الوطني والاشراف عليه وحتى صلاحية تفتيش السفن ومباركة التدخل العسكري باعتباره استجابة مباركة لنداءات نظام شرعي تعرض للمصادرة من قبل جماعة مسلحة تقوض السلم العالمي .

رابع الدلالات هي أن العالم صنف جماعة الحوثي وصالح ونجله كعصابة ارهابية تستحق العقاب باعتبارها اسقطت نظاما شرعيا بقوة السلاح وعرضت الامن العالمي للمخاطر .
عدم ادخال عبدالملك الحوثي في القرار تم بطلب روسي ووافق عليه الخليج والعالم باعتبار ان العقوبات على شخصه هي عقوبات بلا معنى فلا أرصدة ولا سفريات لكن القرار بالمجمل تحدث عن جماعة متوحشة تحتل المدن وتستثمر في العنف والفوضى . ذكر القاعدة ومعها الحوثي وصالح ونجله يعني بالضرورة أن العالم يجعل هذه التهديدات في دائرة واحدة، وهذا مايعني بكل تأكيد أنه لم يصدق أحد في هذا العالم قصة الحرب على داعش التي حاول الحوثيون تحديدا تسويقها للعالم . فقط دولة واحدة في العالم صدقت حكاية داعش في اليمن ، هي ايران . هذه التصنيفات يجب أن توصل رسالة شديدة الوضوح لكل قيادات الجيش والأمن وللقيادات السياسية في حزب المؤتمر الشعبي العام بأن العالم ينظر للأمور بطريقة مختلفة ، هذه الطريقة كانت ترى أنه من الخطأ الجسيم الانقياد لقائد عسكري تحول بفعل المواثيق والاتفاقات إلى سفير ، وان ظاعة السفير عسكريا تعتبر جرما عسكريا يخلع عن الجيش صفة الوطنية ويخلع عليهم وصف العصابات ، هذه الرسالة الواضحة يجب أن يلتقطها قادة الجيش والأمن وقادة حزب المؤتمر الذي يريد صالح ان يزج به في محرقة ستجعل اليمن كله تحت العقاب . على السياسيين في المؤتمر أن يتوقفوا عن اعتبار أن من يكتب قرارات مجلس الأمن هو حميد الأحمر وأن من يدير عاصفة الحزم هو علي محسن ، لأن هذه الأوهام إذا لم تنته فستترك جميع اليمنيين تحت الخطر والتعذيب بلا طائل . منذ بداية الثورة في 2011 ظل صالح يكرر اسم حميد الاحمر ومحسن باعتبارهما من يمول الثورة متجاهلا حالة الغضب الشعبي الذي لايمكن قطعا ان يجتمع بنقود الاحمر ولا نفوذ محسن ، وكانت هذه المغالطة تقضي على رصيد حزب المؤتمر في النضال الوطني وتجعل منه حزبا لايرى شيئا إلا بعيون صالح ، وهذه التبعية العمياء لم تؤذ المؤتمر فقط ، بل شوهت العمل السياسي في الوطن كله فالاحزاب لايمكن أن تورث .

على قادة الجيش أن يعلنو ولاءهم للوطن وعلى القيادات المؤتمرية أن تتداعى لعزل صالح ، وعلى جماعة الحوثي ان توقف احتلال المدن وأن تكون حزبا سياسيا ، هذه مقتضيات هذا القرار ، فالقرارات الأممية هذه المرة لها ابعادها الاقليمية والدولية ولا يمكن لفهلوة صالح أن تنقذه .

الحالة الإنسانية تتفاقم كل يوم ، وسيكون من الخطأ الجسيم لصالح والحوثي الرهان على تفاقمها ، فبالنهاية سيصب الناس غضبهم على الجميع بلا استثناء ، وهذ الغضب بالتأكيد لن يسقط واحدة من طائرات التحالف ، بل سيسقط المجتمع اليمني في الفوضى والعنف ، وهذا حين يتم فسيكون تحت مسئولية هؤلاء الذين قال عنهم العالم إنهم يقوضون السلام في اليمن ويهددون الأمن العالمي وعند كل ضحية سيكون العقاب اكثر إيلاما .

لقد بنى القرار الأممي على حيثيات واضحة سردت كل القرارات والبيانات والرسائل ذات الصلة من رسالة الرئيس هادي وممثل اليمن في الامم المتحدة وحتى قرارات الجامعة العربية التي وصفت الأحداث طبقا لذات الرؤية ، وهو مايريد منه القرار أن يقول للعالم لقد استنفذنا كل الوسائل ولم يبق سوى خيارات القوة ، ولربما يصل العالم كله إلى حقيقة تقول إن الحرب لايجب دائما أن تكون الخيار الأخير ففي أحيان كثيرة كان يجب أن تكون القوة هي الخيار الأول .

من صفحته في فيس بوك

مدينة يقتلها الخذلان محمد عمراني لم نكن نعلم أن مهمة منظمات المجتمع الدولي تتوقف فقط عند إحصاء القتلى والمصابين الذين تقتلهم أطراف الصراع . لدينا عشرات المنظمات ترفع تقاريرها عن #‏تعز لكن هذه التقارير المطبوعة بالألوان الفاخرة تتحول إلى »

هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟

الإسم:

البريد الإلكتروني :

العنوان :

نص التعليق :
*

مساحة إعلانية

فيس بوك

تويتر

إختيارات القراء

إختيارات القراء

لا توجد مشاهدة

لا توجد تعليقات