شرط القيادة الحكيمة

15 - فبراير - 2014 , السبت 02:42 صباحا
3700 مشاهدة | لا يوجد تعليقات
الرئيسيةد.عمر عبدالعزيز ⇐ شرط القيادة الحكيمة

د.عمر عبدالعزيز
القائلون بأنهم لا ينسون، هم أقرب الناس إلى فقدان الذاكرة ، ذلك أن المسافة بين الذاكرة وفقدانها أشبه ما تكون بالمسافة بين النسيان وعدم النسيان ، والشاهد أن البشر ينسون ما لا يريدون تذكره ، ويتذكرون ما لا يريدون نسيانه ، ومن هنا تنشأ المخاتلة في التعامل مع الماضي ، فالغالبية العظمى من ذوي الجاه والسلطان لا يحبون استرجاعاً عبر الماضي القريب ، ويهربون من متابعة مصائر نظرائهم الذين اعتقدوا أنهم ملكوا الدنيا وما عليها ومن عليها ، فإذا هم خاسرون خائبون، بل إن البعض منهم يغادر المجد والسلطان إلى مزبلة التاريخ .
يجدر بقيادات العرب، الطارئين على التاريخ والجغرافيا والمعنى، استرجاع الذاكرة قليلاً ، ليتحولوا إلى قيادات مجازة بمرسوم الحقيقة ، وإذا لم يفعلوا ذلك ستكون الذاكرة لهم بالمرصاد، وسيخرجون من القصور إلى الأجداث ، كما حدث مع أسلافهم الميامين .
هذا الكلام موجه لكل من يعتقد أن بوسعه مغالبة الذاكرة ، ومقايسة النسيان ، والإتيان بما لم يستطعه الأوائل .. هذا الكلام موجه للقيادات اليمنية المتشاركة في صنع الخيار والاختيار ، وهم جميعاً مطالبون بنعمة النسيان عند الغضب واستذكار الثارات ، كما أنهم مطالبون بنعمة الذاكرة إذا تعلق الأمر بخيارات الرشد والرشاد، فهل هم فاعلون؟.
الأيام الماثلة هي محك الاختبار الأقصى للحكمة ، كما أنها حُبلى بالجديد المدهش، والتليد الكئيب ، والأمر برمته رهن المنطق والعقل ، وما دونهما الجنون والخسران .

[email protected]

السيناريوهات الافتراضية في الساحة اليمنية مفتوحة على سلسلة من الاحتمالات الترجيحية، وهي احتمالات ما كان لها أن تتحول إلى الترجيح المنطقي والعقلي لو أن تحالف الانقلاب على الدولة استجاب لخيارات العملية السياسية التي بدورها ما كان لها أن تستمر خارج »

هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟

الإسم:

البريد الإلكتروني :

العنوان :

نص التعليق :
*

مساحة إعلانية

فيس بوك

تويتر

إختيارات القراء

إختيارات القراء