في ذكرى أم الثورات اليمنية

18 - فبراير - 2014 , الثلاثاء 06:16 صباحا
4375 مشاهدة | لا يوجد تعليقات
الرئيسيةأحمد عثمان ⇐ في ذكرى أم الثورات اليمنية

أحمد عثمان
الثلاثاء 18 فبراير-شباط 2014 12:04 ص
تمر علينا ذكرى ثورة 1948م .. سماها الأحرار «أم الثورات» وهي فعلاً كذلك كانت أول ثورة يمنية تبحث عن المساواة والحرية والقانون والدولة التي تحكم بدستور وقانون بدلاً عن المزاج الفردي والاستبداد الأسري، ولذلك سميت «ثورة الدستور»، هذه الثورة قام بها عمالقة اليمن من كل الشعب من علماء وأدباء وسياسيين وقضاة ومشائخ وضباط، كان منهم القحطاني والهاشمي، كلهم كانوا ضد الحكم الإمامي والاستبدادي وأكثر من ذلك كانت ثورة عربية بامتياز شارك في قيادتها المباشرة الجزائري «الفضيل الورتلاني» العالم والقائد الذي أبهر أحرار اليمنيين وأُطلق عليه «مهندس الثورة» والذي عاش مشرداً في البحر والغربة بقية حياته بعد فشل الثورة .. القائد العسكري للثورة العراقي الشهيد «جمال جميل» الذي استشهد وهو يبشر طلابه أثناء إعدامه بانتصار الثورة وأن الدماء التي سفكت بحثاً عن الحرية ستكون لعنة على الطغاة وهو ما كان فعلاً في ثورة سبتمبر .. كلهم بذلوا دماءهم من أجل اليمن وحرية الشعب اليمني.. لقد كانت أول ثورة عربية ضد الملكية والاستبداد سقط فيها من كل مناطق اليمن وفي مقدمتهم عبد الوهاب نعمان و محيي الدين العنسي وأحمد الحورش وناصر القردعي وعبد الله الوزير وآخرون من أعلام اليمن وقادته الذين كان اجتماعهم في عصر واحد من النوادر التاريخية..كانت ثورة مبكرة في وقت كانت الحرية أمراً فظيعاً والثورة «جني من الجن» الذي يهجم على الشعب ويطردهم الإمام وحده بما يملك من عصا لطرد الجن .. لقد كانت أم الثورات وثورة العظماء ونحن كعادتنا بذاكرتنا المثقوبة نسيناها ونسينا أبطالها ولم يعرف عنهم أبناؤنا شيئاً. كم نحن شعب يجهل ويتجاهل تاريخه الأبيض وصفحات أبطاله الذين تصلح حياتهم كسيرة تاريخية للأجيال يفخرون بها ويتعلمون منها دروس الحب الوطني والتضحية من أجل الشعب وحريته ..كان الغائب الوحيد في هذه الثورة الأم هو غياب الشعب المجهل مرمياً في هياج الجهل ويقطرنه الإمام على ما يريد ويجرهم بخرافة أو إشاعة إلى دخول بيوتهم و«القطرنة» هروباً من عضاريطه الذين يطلقهم، ولهذا السبب تظهر أهمية أن تكون الثورة ثقافة شعبية يحميها كل الشعب ويدافع عنها كل الشعب وإلا عاد الشعب ليقتل نفسه ويذبح ثورته وأبناءه الأحرار ويساند قاتله دون أن يشعر، ولهذا نرى أبا الأحرار الزبيري يسجل هذه الحقيقة في معلقته الحزينة بعد فشل الثورة في مرثية الشعب المطولة التي جاء في مقدمتها:
ما كنت أحسب أني سوف أبكيه
وأن شعري إلى الدنيا سينعيه
وأنني سوف أبقى بعد نكبته
حياً أمزق روحي في مراثيه
وأن من كنت أرجوهم لنجدته
يوم الكريهة كانوا من أعاديه
ألقى بأبطاله في شر مهلكة
لأنهم حققوا أغلى أمانيه
قد عاش دهراً طويلاً في دياجره
حتى انمحى كل نور في مآقيه
فصار لا الليل يؤذيه بظلمته
ولا الصباح إذا ما لاح يهديه
نبني لك الشرف العالي فتهدمه
ونسحق الصنم الطاغي فتبنيه
نقضي على خصمك الأفعى فتبعثه
حياً ونشعل مصباحاً فتطفيه
وهي مرثية طويلة يسجل فيها غياب الشعب عندما يتحول إلى وسيلة تدمير لذاته لكن هذه الثورة لم تمت فقد كانت هي المسمار الأول في نعش الملكية التي سقطت في ثورة 26سبتمبر وبقي حضور الشعب نسبياً ولم يباشر الثورة والرقابة بنفسه فكانت الانتكاسة بمحاولة سرقة الثورة والجمهورية وإعادة الأسرية بثوب جمهوري حتى جاءت ثورة 11فبراير خلاصة النضال اليمني التي باشرها الشعب ويحميها الشعب كصمام أمان، ولهذا نرى الثورة المضادة تنتحر كل يوم مندحرة رغم كل الإمكانيات والسبب أن الشعب اليوم حاضر بوعيه ونضاله المستمر حتى بناء دولة يمنية بحوار وطني شعبي ونضال دائم ومقاوم لكل المؤامرات وبهذا النضال سنبني دولة هي الأولى في تاريخ المنطقة ستكون نموذجاً حضارياً بإذن الله تبرز فيه الحكمة اليمانية وإرادة الشعب المؤمن.
[email protected]

الزنداني انتقل الشيخ عبد المجيد الزنداني إلى رحمة الله بعد حياة حافلة بالعطاء لقد كانت بحق حياة مثيرة ومتميزة بشهادة المتفق معه و المختلف ولا يختلف اثنان على التأثير الكبير الذي كان لشخصية الشيخ الزنداني منذ ان كان شابا يافعا رفيقا لكبار »

هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟

الإسم:

البريد الإلكتروني :

العنوان :

نص التعليق :
*

مساحة إعلانية

فيس بوك

تويتر

إختيارات القراء

إختيارات القراء

لا توجد مشاهدة

لا توجد تعليقات