الحفاظ على الخيرية و«العيش والملح»

07 - مارس - 2014 , الجمعة 08:35 صباحا
3895 مشاهدة | لا يوجد تعليقات
الرئيسيةأحمد عثمان ⇐ الحفاظ على الخيرية و«العيش والملح»

أحمد عثمان
الإنسان مخلوق اجتماعي، وكل مجتمع يقترب أو يبتعد من خاصية الإنسانية الجماعية التكاملية بقدر قدرته على ممارسة التواصل الاجتماعي البيني، وهي طرق موجودة مع وجود الإنسان.
استطاع الإنسان بهذا التواصل أن يواجه أخطار الطبيعة وقهرها على ضخامتها ومواجهة المخلوقات المتوحّشة؛ بل الاستفادة من الأشياء لصناعة حضارة جعلت الإنسان هو المخلوق الأكرم والسيد والأقوى في هذه الأرض.
استمرار الإنسان كمخلوق اجتماعي يقلّل من مشاكله، ويبحث عن حلول جدية لن يكون إلا عبر مجتمع متراحم متكامل، وهذا لن يتم إلا عن طريق التعارف والتواصل و«العيش والملح» والعلاقة الإنسانية بغض النظر عن الاختلافات في الرأي أو المواقف العامة، فإن «الناس وحوش حتى يتعارفوا» و«من لا يعرفك لا يقدّرك».
التعارف إذاً يستهدف إذابة التوحُّش الإنساني، وإيجاد إنسان حضاري يفكّر بحل المشاكل من منطلق جمعي وليس أنانياً؛ لأن المنطلقات الأنانية هي منطلقات وحشية وسبعية في الأساس وليست إنسانية.
ولهذا علينا أن نُجبر أنفسنا على التواصل مع الإنسان في العمل، في الحي، في القرية بأية طريقة، وأن نفعّل الزيارات بكل المناسبات كما أوصانا بها الرسول الكريم كحقوق وواجبات, وعرض التعاون والتعاضد أو حتى تحقيق حالة:
ولابد من شكوى إلى ذى مروءة
يواسيك أو يسلوك أو يتوجع
في المجتمع اليمني كانت «الجمعة» فرصة للتعارف والتواصل؛ ليس في المساجد الجامعة فقط وإنما في المقايل الجامعة التي تجمع الناس كلهم على أساس القرية أو الحارة، وليس الأسرية أو الحزبية أو القبلية، وتُناقش فيها كل الموضوعات، ويجرى تقارب ثقافي واجتماعي مباشر.
هذه العادة الحسنة بدأت تنحسر بسبب وسائل المدنية وأدواتها؛ مثل التلفزيون والتلفون وشبكات التواصل الاجتماعي التي تأخذ الإنسان نحو التوحش مهما بدات ناعمة؛ فإن التواصل المباشر لا يعوْضه شيء.
وأنت تتواصل مع الناس عن طريق شبكة التواصل تختلف عن التواصل المباشر عن طريق المقيل الجماعي والندوات روحياً ونفسياً واجتماعياً، والفرق هو أنك هناك أمام مجتمع افتراضي وأجهزة صماء لا روح لها ولا عقل، وهنا أمام ناس بشحم ودم وعاطفة ومجتمع إنساني حقيقي و«الوجه من الوجه يستحي» ويكفي أن نحافظ على منسوب الحياء بين الناس؛ لأن الحياء لا يأتي إلا بخير.
علينا إذاً أن نحافظ عن الخيرية وقيم التعايش، و«العيش والملح» في المجتمع بالحرص على التواصل مع الجيران والناس بأية طريقة.
ولتكن «الجمعة» مناسبة للالتقاء العام كعادة يمنية يجب المحافظة عليها، وعلى كل خطوط التواصل المباشر والحي؛ لأن التواصل غير المباشر لا يعوّض ولا يقوم مقام التواصل المباشر وجهاً لوجه والمصافحة يداً بيد؛ لأن هذا تواصل حي، وذاك تواصل ميت، وليس الحي كالميت.

[email protected]

الزنداني انتقل الشيخ عبد المجيد الزنداني إلى رحمة الله بعد حياة حافلة بالعطاء لقد كانت بحق حياة مثيرة ومتميزة بشهادة المتفق معه و المختلف ولا يختلف اثنان على التأثير الكبير الذي كان لشخصية الشيخ الزنداني منذ ان كان شابا يافعا رفيقا لكبار »

هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟

الإسم:

البريد الإلكتروني :

العنوان :

نص التعليق :
*

مساحة إعلانية

فيس بوك

تويتر

إختيارات القراء

إختيارات القراء