عن الإرهاب والأقلمة والدولة المدنية

11 - مايو - 2014 , الأحد 04:53 صباحا
3675 مشاهدة | لا يوجد تعليقات
الرئيسيةأحمد عثمان ⇐ عن الإرهاب والأقلمة والدولة المدنية

أحمد عثمان
عقد أمس بقاعة السعيد بتعز ندوة تحت عنوان «رؤية الأحزاب السياسية لدور الأقاليم في مواجهة العنف والإرهاب وبناء الدولة المدنية» العنوان كما ترون مهم وكبير وهو يعني الكثير ويحتاج إلى تكاتف الجميع.. التكاتف هذا هو حجر الزاوية فبدونه سنبقى نحرث في البحر المالح.. فالوطن لن ينقذه ولن يبنيه إلا كل أبنائه وعلينا أن نعي ما يعني «الوطن بكل أبنائه» وهو كل اليمنيين من «طق طق إلى السلام عليكم ورحمة الله وبركاته» دون أن نستثني أحداً وأولهم المختلف معه وبدون المختلف يصبح الكلام فاضياً و«الديمة» هي «الديمة»، هذا الإيمان يتحتم علينا أن نبحث عن الثقافة والآليات السياسية والاجتماعية التي تسعنا جميعاً الذي يعجبنا واللي ما يعجبنا باعتبار ذلك الإيمان الحقيقي بالوطن وبالله سبحانه وتعالى وتعاليم رسوله العظيم عليه الصلاة والسلام.. والبديل هو هذه اللوحة العربية المؤسفة والمتناحرة بقذارة لا تنقصها الغباء ...
أهم من عنوان الندوة تنوع أصحاب الأوراق والمدعوين وهذا محسوب لمنظمي الندوة، منظمة «كفاح» فقد كانت الأوراق شاملة لكل ألوان الطيف السياسي.. أغلبية الأوراق كانت عند مستوى المسؤولية، والذي رأينا منه هفوة أو شطحة عادي بكرة سيتعلم وسنتعلم جميعاً ولن نتعلم إلا بمثل هذه اللقاءات، شرط أن نبدأ من حيث انتهينا مستفيدين من التجارب وأن نحرص على الناضجين ونؤخر المبتدئ الذي يعتبر العنترة سياسة والخلاف من أجل الخلاف حنكة.. لم يعد الوطن يحتمل التطرف والإرهاب الذي له أشكال وألوان أولها ثقافة الإقصاء وإزاحة الآخر الوطني وآخرها العنف وإزهاق الأنفس المحرمة.
في زمن التعايش يجب أن نحرص على فن إدارة الاختلاف وإظهار المشترك وهو كثير والمهم أن لا نبادر إلى الحرص على إدانة الآخر بالبحث عن «زوارق» لتسجيل نقاط خارج الموضوع، فهذه «مشاتمة» لا تحتاج إلى ندوات الهم الوطني المشترك وترميم السفينة وإنما إلى مصحات نفسية.. الندوة بحق كانت حيوية وأعجبتني كل الأوراق سواء ما اتفقت معها أو اختلفت.. ورقة الإصلاح والمؤتمر والاشتراكي والناصري والبعث والعدالة والبناء.. الكل أظهر نضجاً بمستوى مطمئن.
وخلصت الأوراق إلى توصيات كان أهمها، مساندة الجيش في حربه على الإرهاب والجماعات المسلحة وبسط نفوذ الدولة، تحديد معنى واضح ودقيق للإرهاب لكي يتسنى معالجته وتجفيف منابعه بعيداً عن المزايدات والمكايدات السياسية وخلط الأوراق واختلاط الأجندة، نشر ثقافة الحوار والتواصل، مكافحة التطرف وتعميق ثقافة التسامح والاعتدال والوسطية بتفعيل كل وسائل التوعية الإعلامية والدعوية والتعليمية والبعد عن أساليب التحريض، ترسيخ حق المواطنة المتساوية، تحقيق مبدأ الشراكة الوطنية عملياً في واقع السياسة والحقوق والواجبات والوظيفة العامة على أساس الكفاءة بعيداً عن الاستئثار والاستحواذ، تجفيف منابع التطرف والارهاب عن طريق التعليم والإعلام والتربية والتثقيف والسياسة إلى جانب الحل الأمني، القضاء على الفساد والاستبداد باعتبارهما أهم المصادر المنبتة للتطرف والإرهاب والعنف.
كما جاء في التوصيات أن تقوم الدولة بنزع كافة السلاح الثقيل من كل الأطراف التي تمتلك هذا السلاح باعتبار الجماعات المسلحة أياً كان شكلها تمثل أعلى صور الإرهاب الذي يقوض الدولة ويهدد سلامة المجتمع.
لكن المهم هو أهمية المضي بتنفيذ مخرجات الحوار والإسراع بتأسيس الدولة الاتحادية فكل مشاكلنا مربوطة بقرن الدولة عندما تغيب أو تضعف، كما أشارت التوصيات إلى التدرج في الأقلمة بجدول زمني بالتوازي مع بناء الدولة واستعادة عافيتها وهيبتها حتى لا يستغل أمراض النفوس الأقلمة كبوابة لتمزيق اليمن.
[email protected]

الزنداني انتقل الشيخ عبد المجيد الزنداني إلى رحمة الله بعد حياة حافلة بالعطاء لقد كانت بحق حياة مثيرة ومتميزة بشهادة المتفق معه و المختلف ولا يختلف اثنان على التأثير الكبير الذي كان لشخصية الشيخ الزنداني منذ ان كان شابا يافعا رفيقا لكبار »

هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟

الإسم:

البريد الإلكتروني :

العنوان :

نص التعليق :
*

مساحة إعلانية

فيس بوك

تويتر

إختيارات القراء

إختيارات القراء

لا توجد مشاهدة

لا توجد تعليقات