التدجيل الإعلامي، والمسافة بين الشارع والإعلام

08 - يناير - 2015 , الخميس 08:38 صباحا
2716 مشاهدة | لا يوجد تعليقات
الرئيسيةفكر و ثقافة ⇐ التدجيل الإعلامي، والمسافة بين الشارع والإعلام

الضالع نيوز/فرات الشامي


تواجه الشعوب العربية الثائرة على أنظمة الاستبداد نماذج تتشكل على قارعة رصيف الثورات، وتلجأ هذه الوسائل لركوب الموجة، والاستحواذ على الشارع، ليلعب المال السياسي دورًا في تنمية دورها، وتعزيز تواجدها على الأرض، مع الفارق أن الثورة السورية لم يصمد أمامها الكثير من هذه الأجهزة، وإن كانت ما تزال مستمرة في بث سمومها، غير أن ما يتجاهله هؤلاء أن الكلمة في النهاية تبقى للعاملين في الداخل السوري المحتل وأعني بهم “الثوار”، وتحديدًا من حمل السلاح.

تحقيق المجد واكتساب الأرباح وما إلى ذلك، يصبح عملًا بعيدًا عن أي دافعٍ أخلاقي، فضلًا عن كونه يبتعد عن القيم الإسلامية، إذ إن الدماء والأنين أولى من أي غاية، ولا يصلح أن تكون أشلاء الشهداء سلمًا للصعود والمتاجرة بدمائهم لهدفٍ رخيص.

توقفت مطولًا قبل الشروع بهذا الكلام لكن أردت توضيح بعض ما رأيته من حقائق بناءً على تجربتي الشخصية في المجال الإعلامي.

ولا أخفي أن بعض الصحف تركت لي حرية التعبير، ومنحتني إمكانية التنقل على درجات منبرها، وإيصال ما يعتري صدري من ألم، وتصوير الحقائق للناس خارج وداخل سوريا.

فيما تجاهلت أخرى الرد، أو جاء الرد بعيدًا عن الواقع، ولعل هؤلاء وعلى الرغم من تدفق البيانات إليهم عن الوضع فيجب أن يكونوا أكثر معرفة وقربًا من الناس، إلا إن أجنداتهم تخفي وجهًا مسخًا، بدأ يقع وينزاح، والغرض دائمًا إيقاد الفتنة، والحفاظ على الواقع على حاله، أو ضرب الإسلام بطريقة الدفاع عنه، وبث ما يخالف شرعه عبر فتاوى واهية، أو تلك التي تحمل خلافًا بين الفقهاء.

حرية الكتابة في هذه المنابر لا تختلف قيودها الرقابية عن تلك التي مورست في صحف النظام، بل عليك أن تتبع نهجهم حتى لو ادعوا في شعاراتهم “الحرية وتقبل الرأي المخالف”، غير أن الإقصاء هو الفاعل في مثل هذه المنظمات.

إن أي مادة يقدمها كاتب لها شروط تتوافق مع النهج الذي تتبعه المؤسسة الإعلامية هذا أمر مفروغ منه، لكن في ظروف الثورة والحروب أعتقد أن بعض الإشكالات تتلاشى والهدف في النهاية خدمة العمل على الأرض، “في حال كان هذا هدفنا” بلا ريب، بالتالي يختلف تفكير الثائر عن الكاتب العادي “أليس كذلك؟”.

قد ترفض بعض الصحف ما يبث روح التفاؤل، وتتذرع بأن الأمر فات أوانه، وترفض المادة بناءً على قراءةٍ سطحية، لم تلامس طرح الأسئلة التي دخلت صلب الموضوع على أهميتها، وربما فقط لذكرك عبارات كالتالي: “مجاهد، جهاد، شريعة الإسلام”.

النصوص، والتقارير أو الأفكار الواجب طرحها على مثل هذه الوسائل، يجب أن ترتدي عباءة “التسول، أو استعراض عضلات الكاتب والتلاعب بالصيغ والكلمات، ناهيكم عن تمجيدها لأفكار وقيم مثل هذه الوسائل”.

الهدف فيما يخيل لهذه المؤسسات الربحية جذب المشاهد في النهاية والحصول على مزيدٍ من الربح المادي، وكما أسلفت مزيدًا من التسلق للأعلى.

عكس ذلك يعتبر في مفاهيمهم “إنشائي أو تنظيري”، ولنا بمفهومنا كثوار أن نسألهم: “هل ما يكتب على بعض الصفحات ومن بعض الكتاب إلا من هذا القبيل؟”.

يحاول النشطاء الإعلاميون في الداخل الإمساك بالكاميرات أو الأقلام لبث الحقيقة بلا رتوش، مهما كانت، بعجرها وبجرها، لا يخضعون لأي طرف أو فصيل، وإن لم يخلُ الأمر من هذا، هنا تعتبر الأخطاء عادية أمام قلة الخبرة.

إن العمل الإعلامي وأوله المقروء والمكتوب بل وحتى التلفزيوني في غالب الأحيان ما هو إلا تنظير، يماشي الواقع، يحلله أو يوصفه… والإعلام في ظروف الحرب ليس إلا أداة تنظير وفي أحسن الحالات لإيصال الصورة والحقيقة، بينما نفهمها نحن بأنها توثيق للتاريخ وإيصال رسالتنا وما يحدث عندنا.

تلجأ بعض الصحف لتغطية وقبول الأخبار التي تحمل طابعًا طائفيًا أو ما في النص وعنوانه من “إثارة” لجذب القارئ، بغض النظر عن الحقائق المعروضة في المادة، أو مصدرها، أو حتى قيمتها على مستوى إيجاد الحل لظاهرة معينة أو غيرها، بل إنك لتمر عليها دون أن تضيف لك شيئًا ذا قيمة مطلقًا، بل هي سردٌ وبطولاتٌ تغنى بها الكاتب.

الهدف من كلامي غايتان:

ضرورة تبني ما يقدمه “الثوار” من مواد فهي في النهاية تاريخٌ يكتب، وتحمل انطباعات ومعاناة الداخل بلا وصاية أولًا.

أن يكون هناك تفاعلٌ ملحوظ بين المؤسسات الإعلامية، وبين الشارع “الثوار” بصورة أكثر شفافية، تدريبًا وتوجيهًا ومعونة.

قد لا تحمل الصحف أو بعض المحطات في خطتها هذه الأفكار، غير أن المرحلة في عالمنا العربي تستوجب تبني وتنمية طاقات الشباب، على اعتبار أن البعض عمل في المجال الإعلامي بسبب ظروف الحرب، لا لأنه يمتهن هذه المهنة.

من المفترض أن تتلاشى أية مسافة بين هذه المؤسسات وبين من يقدم الخبر، ويصور المشهد، طبعًا وفق قواعد مهنية واضحة، بعيدًا عن التدجيل، والمحسوبيات التي سئمناها.

من ضوء تجربتي البسيطة صغت هذه الحروف قد تختلف أو تتفق معي، المهم أن نناقش هذا الاختلاف ونصوغها بقالبٍ يساعد في الحل، ويثمر في النهاية صلاحًا للأمة.

“أعطني القوة لأقول لا، وأعطني العقل لأعرف كيف أقولها، وأعطني الكفاية لأعرف متى أقولها”.

*عام على رحيل رائد النشيد الإسلامي* *رضوان خليل (أبو مازن)* الضالع نيوز - خاص - فؤاد مسعد النور ملء عيوني والحور ملك يميني وكالملاك أغني في جنةٍ وعيونِ في القاهرة قضى رائد النشيد الإسلامي سنواته الأخيرة حتى وفاته في الـ15 مارس 2023، عن عمر ناهز 70 عاماً، تاركاً أثراً خالداً من تتمة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟

الإسم:

البريد الإلكتروني :

العنوان :

نص التعليق :
*

مساحة إعلانية

فيس بوك

تويتر

إختيارات القراء

إختيارات القراء

لا توجد مشاهدة

لا توجد تعليقات