"موت الحزن"
شعر / مصطفى القوس
لا تسألي عَـنّي و عَـن أخـبــَــــــاري
أو كـيـفَ تـمـضـي لـيـلـتـي ونـَهـاري

لا تسألي عَن شَمـعـتي لِمَ أطـْفِـأتْ
و عَدَا الظلامُ على بـَصـيـص ِمـَنـاري

لا تسألـيـنـي عـن كـتـابــاتـي الـتـي
دوّنـتـُهـــا و قـَصــــــائِـــدَ الأشــعــار ِ

ديـْسـَتْ بــلـيـل ٍحـــالـكٍ و تـَمــزّقـَتْ
فـتـضـوّعَـتْ بـعَـبـيـرِهــــــا أســراري

لا تـنـظـُريـني حين يَـمـتَشق ُ الأسَى
نـفسي .. و يـَقـتـُلنـي بـهـا ويـُـواري

أنـّى لـقـلـبـي أن يـَكـُـــفَّ تـَـــأوّهـًـــا
و كــوارثــي هـيَ مِـعـطـَفـِي وإزاري

أنـّى لـعـيـنـيْ أن تـُلمـلـِمَ دَمـْعَـهــــا
و تـَرى نـحـيـبَ الأمّ فـــوقَ صِــغـَــار ِ

فهـوى الـهـلالُ مُـعـانِـقـًـا لِـرُفـاتِـهمْ
و حَـنـــــا يـُغـطـيـهـمْ بــهِ ويُــــــداري

بات الأنـيـن َ و مَـوطِـني صِـنـوان لمْ
يَـتـفـــــرّقـــــا مُـنـذُ انـــدِلاع ِالـنـَــــارِ

مـا عَـادَ يَـحـزنُ خافـقـي مَـما أرى
فـالحُـزنُ مـاتَ على نـَـدى الأزهـــارِ

و هي التي مـا فـتـّحتْ..لم تَـقـتَـرفْ
ذنـبــًـــا بـِسِــــر ٍلا و لا بــِجـهـــــــارِ

أوَ بَـعـدَ ذلكَ تـَسألـيـن؟ تصوري
أنا لا أصدق ما رأت أبصاري!!!

لو شِـئـتِ هـاتـيـك الـدِيـارَ لـِتَسألي
تـُنـبـيـكِ .. هـذا إنْ وجـَدتِ دِيـــاري

لا تـسألي (يـاهند)كي لا تحزني
إنـّي أعـيـذكِ من ِدَم ودمَــــــارِ

مَـولايَ قـد عَـزّ النـصـيـرُ و هـَل لـنـا
إلاكَ مَــــولـًى .. مُـجـريَ الأقــــدارِ

أنـت الـنـصـيـرُ وإنْ رَبـَتْ أخـطـاؤنـــا
أسْـمـيـتَ نَـفـسكَ أنـتَ بـالغـَفـّـارِ

لن نشكـوَ الخـطـبَ المَـريـرَ لِمثلنـا
إنـّا لـَنـشكـو الأمــرَ للـجـَبـّـــــــــارِ

يـاسامِـعَ النـجـوى..ومنك المُرتجى
و بك المَـلاذُ وما سِـواكَ خـَيـــــاري ؟

رُحـمـاكَ ربَّ الــرافـِعـيـنَ أكـُـفـّهـُم ْ
يـا مُـنـزِلَ الرَحَـمــاتِ في الأسحـارِ

هـذي الـشآمُ جَـريـحَـةٌ يـا ربّــهـــا
أنت المعين المُـستـعـانُ الـبــاري...

مصطفى القوس