يصنع إنساناً منطوياً فاقداً للثقة وغير قادر على تحمل المسئولية «العِقاب البدني واللفظي» .. التربية حين تخطئ المسار

31 - يناير - 2014 , الجمعة 03:39 صباحا
5378 مشاهدة | لا يوجد تعليقات
الرئيسيةفكر و ثقافة ⇐ يصنع إنساناً منطوياً فاقداً للثقة وغير قادر على تحمل المسئولية «العِقاب البدني واللفظي» .. التربية حين تخطئ المسار

يصنع إنساناً منطوياً فاقداً للثقة وغير قادر على تحمل المسئولية
«العِقاب البدني واللفظي» .. التربية حين تخطئ المسار
الضالع نيوز/الجمهورية/احمد الطويل

.jpgلايزال العقاب البدني واللفظي سائداً في مؤسساتنا التربوية باختلاف مستوياتها الأولية والأساسية معبراً عن وسيلة بدائية غير متناسبة مع التطور الحضاري الذي عرفته الإنسانية حسب مشاركين في هذا الاستطلاع، ومؤدياً لانعكاسات خطيرة على شخصية التلاميذ ممثلة بفقدان الثقة في النفس والانطواء وعدم القدرة على المواجهة وتحمل المسئولية وحول كل ما سبق كان هذا الاستطلاع:
طلاب يشكون بألم وحسرة
الطالب “م.أ.ع” في الصف الأول الثانوي حدثني عن الأثر السيئ الذي تركته لطمة مدرس الرياضيات على وجهه أمام زملائه الطلاب ورغم بلوغه سن الشباب لازال يتذكرها بألم وحسرة حيث قال لم أتذكر أثر اللطمة المادي بقدر ما أتذكر بمرارة الأثر المعنوي الذي عشش في نفسي كيف لا أحقد على هذا المعلم وهو الذي حطم معارفي وإنسانيتي وآمالي فإذا كنت ناقماً فنقمتي منصبة على شخص معلمي الذي لا يفرق بين التأديب والتوجيه وأنا وسواي لا نلام إذا رددنا اللطمة بلطمتين.. وفي ذات السياق تعرض طالب من قبل مدرس التربية الإسلامية خلال زيارة عدد من الطلاب لحديقة التعاون حيث آثار مشهد رفس أحد الطلاب باليدين والقدمين استياء الجمهور الزائر للحديقة معتبرين سلوك المعلم منافياً للقيم التربوية والإنسانية.
العقاب مخل بإنسانية الطالب
هذا الأسلوب هو أحد الأساليب التربوية الخاطئة والذي يخلق أثاراً نفسية في شخصية الطالب وعلى نموه الجسدي والصحي وهو ما يؤكده خبراء النفس والتربية حيث تحدثت..
الدكتورة نبيلة عبدالكريم الشرجبي ـ رئيس قسم علم النفس كلية الآداب جامعة تعز بالقول: علم النفس كعلم وثيق الصلة بالفرد وبالمجتمع يدعو دائماً إلى استخدام النظريات الحديثة في عملية التعلم، وهناك عدة نظريات منها المعرفية والسلوكية ونظرية التعلم الاجتماعي وغيرها، حيث إن تلك النظريات قادرة على إكساب الطالب السلوك المطلوب أو التعلم المنشود وبطرق وأساليب صحيحة فاستخدام العقاب في علم النفس له شروط وله مستوى معين ولكن لا يتناول مطلقاً العقاب البدني أو النفسي المخل بإنسانية الفرد، فلا يعني استخدام العقاب أن يضرب الطالب أو يهان أو تتم السخرية منه، ولكن نقصد بالعقاب اللوم والتأنيب بما يتناسب مع الفعل واستخدام العقاب يضر بشخصية الفرد ويحوله من فرد مسالم إلى عدواني يسقط عدوانه إذا لم يستطع إسقاطه على مصدر الإحباط مباشرة إلى مصدر آخر.
وأضافت: ولذا يلجأ الطالب إلى استخدام العنف والعدوان مع طلبة آخرين كتفريغ للشحنات الانفعالية التي يكبتها من جراء وقوع الاعتداء عليه من قبل معلمة وفي حالات يسقط العدوان على المقابل مباشرة “المعلم” كرد فعل وهذا شيء أصبح ملحوظاً في الآونة الأخيرة.
لذا فالعنف لا يولد إلا العنف ولكل فعل رد فعل مساو له في المقدار ومضاد له في الاتجاه، كما أن الطالب أحياناً إذا لم يستطع التعبير عن مشاعره تجاه مصدر العدوان الحقيقي فيدفعه ذلك إلى العنف نحو الذات “الانتحار أو إيذاء النفس بأي شكل كأسلوب للفت الانتباه أو للتعبير عن الرفض للأسلوب المتبع معه بطريقة غير مباشرة ونخلص مما سبق إلى أن علم النفس يستخدم وسائل حديثة في التعلم كالتعزير أو كف السلوك ويعتمد على العقاب للتعلم.
معبر عن العجز
وزادت الدكتورة نبيلة بالقول: أنني أتحدث عن موقفي كأستاذة في علم النفس الاجتماعي وكوني قريبة الصلة بالطلبة ومتلمسة لمشكلاتهم وأقول إن استخدام العقاب البدني أو النفسي يدل على شخصية عدوانية مليئة بالإحباطات وجوانب النقص، واستخدام العقاب البدني والنفسي واللفظي بكل أنواعه يعبر عن عجز الشخص القائم به وعدم قدرته على الوصول إلى أهدافه بالطرق الصحيحة مما يجعله يسقط جوانب القصور لديه على الآخرين بتلك الطرق الفجة وغير الإنسانية والسماح باستخدام العقاب في المدارس يعد أحد حلقات الفساد الإداري والتعليمي الذي يدفع الطالب للتسرب من المدرسة، وخاصة أن الطلبة في مراحل النمو المختلفة لديهم إمكانات وقدرات رائعة يمكن الاستفادة منها وتوجيهها نحو تحقيق إبداعات كثيرة، فهي مرحلة المراهقة المليئة بالمواهب والقدرات التي يمكن توجيهها الوجهة المناسبة والتي تخدم عملية التعليم والتعلم.
وتواصل الدكتورة نبيلة حديثها بالقول: ولكن للأسف نجد أن معظم المدرسين ممن يعانون من ضغوط نفسية حياتية مختلفة سواء كانت اقتصادية أو اجتماعية أو صحية أو سياسية هؤلاء لا يحكمون ضمائرهم في كيفية التعامل مع الطلبة وإنما يسقطون مشكلاتهم وضغوطهم المختلفة على الطلبة ويتعاملون معهم بأسلوب غير أخلاقي أو إنساني وكما أن انشغال البعض منهم وهم الأغلب بمقاولات الدروس الخصوصية أصبح يغلب على مصلحة الطالب في المدرسة وبالتالي يتحول المعلم من مرب إلى جلاد ومن قدوة إلى محنة، وذلك يؤدي إلى نشوء سلسلة من أفعال العنف بين الطرفين تمتد لتشمل الآخرين ليصبح هذا السلوك هو النموذج المعتاد ولذلك حتى نخرج من سلسلة العنف التي أصبحت حتمية، لابد من تظافر الجهود من الجهات ذات الاختصاص لاستصدار قانون أو قرار يجرم أو يحرم استخدام العنف البدني واللفظي في المدارس ويتم متابعة تطبيقه وتنفيذه من قبل لجان تؤكد ذلك حتى تصبح ثقافة الحوار هي السائدة والمعروفة لدى الجميع وبالتالي تصبح أي حالات عنف مرفوضة ويحاسب عليها من قام بها، وذلك سيقود بالتالي إلى تقليل العنف الصادر من الطلبة أيضاً.
كما اقترح إخضاع الأساتذة في المدارس لدورات تدريبية عن وسائل التدريس الحديثة ونظرية التعلم وكيفية استخدامها كما يفترض بوسائل الإعلام أن تهتم بتوعية الأهالي والطلبة وكافة الشرائح في المجتمع بأضرار العقاب البدني النفسية والجسدية حتى يصبح لدى الجميع ثقافة الحوار بدلاً من العنف.
وسيلة غير ناجعة
وترى الأخت بشارة الجرافي أستاذ علم النفس بكلية الآداب جامعة تعز بأن ضرب الطلاب في المدارس وسيلة غير ناجعة وممارسات لا مسئولة خاطئة من قبل المعلم لأنه العنصر الأساسي والأكثر تأثيراً في قاعة التعلم وهو المحدد الأساسي لنوعية استخدام الاستيكرات الإيجابية وربط الثناء بالأفعال الإيجابية والكرم بالمشاعر وإتباع الحوار منهجاً في التعامل واشعار الطلاب بالاحترام دون أن ينظر إلى قدرات الطلاب المتفاوتة.
وتضيف: ومن المفترض أن لا يلجأ المعلم لاستخدام مبدأ العقاب للطلاب إلا بعد أن يكون قد استنفذ جميع الأساليب الإيجابية المستخدمة لتعديل السلوك مثل مبدأ التعزيز “الثواب” الذي يعتبر أساساً في تعديل السلوك بل هو من أكثر الأساليب نجاحاً وقبولاً بكافة أشكاله وأنواعه سواء كان المعزز مادياً أو اجتماعياً أو لفظياً أو نشاطياً.. التعزيز يعود بالعديد من الآثار الإيجابية على نفسية الطلاب كتعزيز ثقتهم بأنفسهم الكامنة وبدورها على أرض الواقع.
ويأخذ التعزيز من حيث طريقة تنفيذه شكلين هما: التعزيز الموجب ويكمن في تقديم مثير إيجابي مرغوب فيه للطلاب عقب حدوث الاستجابة المرغوبة فيها من الطلاب.
والتعزيز السالب ويتمثل في سحب مثير غير مرغوب فيه من الطلاب عقب حدوث الاستجابة المطلوبة من التلاميذ كسحب عقوبة كانت قد فرضت عليهم مسبقاً وهنا نجد أن التعزيز السلب يتيح للتلاميذ فرصة تصحيح أخطاءهم ويشعرهم بقدرة السيطرة على واقعهم ويدفعهم للنماء والارتقاء بذواتهم إلى مستوى أفضل على عكس ما يعود به العقاب من آثار سلبية على البناء النفسي للطلاب.
سوء التكيف الاجتماعي
وزادت أستاذة علم النفس بالقول: إن ظاهرة العقاب البدني أو اللفظي له آثار نفسية على الطالب قد تؤدي به لعدم الرغبة في الذهاب للمدرسة وتولد لديه الكراهية للتعليم لذلك لابد من استخدام البدائل التربوية التي تؤدي في كثير من الأحيان إلى نتيجة أفضل كمثل الارتباط السالب بين العقاب وخاصة البدني منه وبين السلوك العدواني إذ قد يكون المعلم في بعض الأحيان سبباً في حدوث السلوك غير المرغوب فيه من قبل الطالب دون أن ينتبه لذلك ثم يوقع العقاب على الطالب وبالتالي يشعر الطالب بالظلم والعدوان ويجعله يحمل في داخله الألم الذي يقوم بالتنفيس عنه من خلال عكسه في أغلب الأوقات بشكل عدواني على طالب أخر في الصف أو العبث بممتلكات الصف أو المدرسة كنوع من ردة فعل نفسية تلقائية ناتجة عن ما تعرض له من العقاب أو الظلم وقد تتوسع دائرة ردة الفعل فيحمل سلوكه إلى خارج المدرسة كي ينفس عنه في البيت كما يؤدي العقاب أيضاً إلى ظهور نتائج انفعالية سلبية كالخوف والضغط النفسي وهذه جميعها تؤدي إلى سوء التكيف الاجتماعي فنجد أن العقاب له أضرار بعيدة المدى وواسعة الإطار ومن الممكن أن تمتد لتصل إلى مجتمع أوسع من دائرة البيئة المدرسية بالإضافة إلى الآثار السلبية العميقة التي تتركه في التكوين النفسي للطالب في حياته القادمة لذا كان لابد أن لا يلجأ المعلم لاستخدام مبدأ العقاب إلا بعد فشل كافة الأساليب الأخرى في تدعيم السلوك المرغوب فيه أو إنقاص السلوك غير المرغوب فيه.
مخالف للتربية الحديثة
ومن وجهة نظر دكاترة علم الاجتماع يرى الدكتور محمود البكاري قسم علم الاجتماع كلية الآداب جامعة تعز أن العملية التربوية الناجحة نتاج ومن هذا المنطلق يمكن القول بأن استخدام وسيلة الضرب من قبل وثمرة لتنشئة اجتماعية سليمة للطالب تضطلع بها الأسرة المدرسين أو ما يسمى بالعقاب البدني للطلاب يعد مخالفاً للرؤية الحديثة في تعزيز ثقة الطالب بنفسه وتعزيز روح المسئولية لديه وهذا يتطلب استخدام حافز معنوي وأسلوب الترغيب بالتحصيل العلمي والسلوك الإيجابي لدى الطالب بدلاً من اللجوء إلى وسيلة الترهيب أو الضرب ويضيف البكاري فذلك يعكس عدم وجود رؤية استراتيجية تربوية لدى المؤسسة التعليمية بشكل عام ولذلك يبدو أن وزارة التربية والتعليم بحاجة إلى إعادة توصيف للكادر التعليمي بحيث يتضمن إلى جانب المدرسين أخصائيين اجتماعيين ونفسيين وإرشاد تربوي مؤهلين علمياً على مستوى كل مدرسة في الريف والمدن بحيث تحدد مهامهم بدقة وتوفر لهم الإمكانات المطلوبة إضافة إلى ضرورة تفعيل دور الإعلام التربوي وتنشيط التواصل بين الإدارة المدرسية والأسرة ولابد أن تكون الأسرة على علم بكل التفاصيل المتعلقة بالمستوى التعليمي.
ويزيد البكاري بالقول: وهناك الكثير من الإجراءات التي يتوجب اتباعها والأخذ بها للوصول إلى مخرجات علمية سليمة تخدم عملية التنمية بدلاً من العشوائية وإتباع الأساليب التقليدية في التعامل مع النشء.
وسيلة سلبية طاردة للطالب
وترى الأستاذة سلاء المخلافي مدرس علم الاجتماع بكلية الآداب جامعة تعز أن وسيلة العقاب البدني في معظم المدارس هي الوسيلة التي يلجأ إليها بعض المعلمين اعتقاداً منهم بأنها الوسيلة المثلى والأكثر تأثيراً ومن خلالها يفرض سلطته وسيطرته على تلاميذه، لكن في حقيقة الأمر أن لهذه الوسيلة الكثير من الأثار السلبية والتي لا يقتصر تأثيرها على علاقة الطالب بمدرسته وإنما تتعدى ذلك لأن تصبح المدرسة بيئة طاردة وبالتالي تزداد نسبة تسرب وهروب الطلاب من المدارس خوفاً لما يمارس عليهم من العنف من قبل المدرسين في حين أن الأمر يمكن أن يتم بأساليب أخرى أقل تأثيراً على نفسية الطفل وأكثر جدوى للمعلم ومستوى التحصيل الدراسي، أضف لذلك ما يتكرس في ذهن الطالب عن المعلم ومهمته الأسمى فيعتقد حينها أن المعلم يتمحور دوره في ضرب الطلاب وتعنيفهم ويمكن لهذا الطالب الذي تعرض للضرب أن يعيد نفس التصرفات في المستقبل القريب إن أصبح معلماً وبالتالي تدور في حلقة مفرغة مركزها الأساسي العنف والعقاب البدني.
وتضيف: وإذا ما عدنا للآثار التي تترتب على ضرب الطلاب فبالإمكان أن نذكر منها مجموعة ولعل أهمها كما أسلفنا أن تتحول المدرسة البيئية طاردة وبالتالي يتزايد التسرب وهروب الأطفال ولا يخفى على أحد بأن نتيجة ذلك تعود على الطالب الهارب وعلى المجتمع من حيث زيادة نسبة الأطفال في الشوارع وانعكاس ذلك على سلوكياتهم العامة.
وتزيد الأستاذة سلاء بالقول: كذلك فإن من ضمن أخطر الآثار، تأثير الضرب على نفسية الأطفال وزرع الخوف والرعب في جو المدرسة والمعلمين وتأثير ذلك على مستوى التحصيل الدراسي عند الطفل المعنف وحتى الذين لم يتعرضوا للضرب المباشر.
ويمكننا القول بأن ظاهرة العنف البدني في المدارس تمثل وسيلة تقليدية نفترض أن تحل محلها وسائل اكثر إنسانية وتأثير إيجابي على الطالب والمعلم والبيئة التعليمية ولعل أهم ما يمكن استخلاصه هو أن للعقاب البدني العنيف عواقب خطيرة على نمو الطفل وتكوين شخصيته وإن كان لابد من تقويم أي انحراف في سلوك أطفالنا فليكن ذلك بأساليب تربوية تحفظ كرامتهم وتصون حقوقهم وتهيئهم لتحمل المسئوليات الجسيمة التي تنتظرهم في بناء عالم الغد المفعم بالتحديات.
الثواب أقوى أثراً من العقاب
وتقول الأستاذة منى عبدالكريم الحمادي مدرسة إن الدراسات النفسية أثبتت أن الثواب أقوى وأبقى أثراً من العقاب في عملية التعليم وأن الضرب يترك أثراً على جسم الطفل ونفسيته، والتعليم بالإكراه لا يمس صميم السلوك بل القشرة الخارجية منه ويبقى اللب متأثراً بالإقناع والحوار والمدرسة كذلك لا تقدم كل المعرفة التي توصل إليها العلم أو التي يحتاجها الطالب في حياته ومن ثم تجبره في الوقوف عليها بالضرب وإنما ينبغي لها أن تقدم له الأدوات الكفيلة بالتعلم الاكتشافي وحب المعرفة، والمعلم الذي يعي الأهداف الاستراتيجية للتعليم ويعمل على هندسة البيئة التعليمية المنتجة وغرس بذور المعرفة ورعايتها لتنمو مع الحياة وتثمر العلم والمعارف فهو يحظى بحب كبير واحترام من الطلاب.
الضرب إحدى سلبيات المعلم
من جانبه يرى الأستاذ قاسم عبدالرب تربوي بأن وسيلة الضرب كعقاب مرفوضة لما فيها من آثار سلبية على الطالب وتحصيله العلمي ومدى ارتباطه بالمدرسة والمعلم وتعد كذلك إحدى سلبيات المعلم وعلاقة واضحة على انعدام خبرته التربوية في معاملة الأبناء ومن المؤكد أنه لا يتعامل مع أبنائه بهذه الطريقة في كل الحالات فالضرب هو حرام شرعاً وفق رأي علماء الدين وعلماء النفس والاجتماع فينبغي أن يتقي الله في معاملة أبناء الآخرين، فهناك طرق متعددة يستطيع المعلم استخدامها كعقاب بدلاً من الضرب الذي يسقط الاحترام بين الطالب ومعلمه وتفقد المعلم دوره في توصيل رسالته العلمية وينعكس ذلك بشكل سلبي على مستقبل الأبناء لمعارضة أهداف العملية التربوية والتعليمية، وأعتقد أن وسائل التربية الحديثة أنسب الحلول لرفع كفاءة الطلبة مع مراعاة ألا يكون موقف ولي الأمر سلبياً تجاه إدارة المدرسة ومعلميها ولا يكتفي بما يرويه الابن وخاصة أن ثقة أولياء الأمور بالمعلمين تسهم في توصيل الرسالة السامية التي يؤدونها.
وسيلة رديئة لتعديل السلوك
وأضاف يقول: وعلى المعلم أن يتصف بالحلم والأعصاب الهادئة والضبط الانفعالي وثمة مجموعة كبيرة من المعلمين لا يستخدمون الضرب على الإطلاق ويحظون بحب كبير واحترام من الطلاب كما أن الاحترام القائم على الخوف ليس باحترام، والمعلم المتمتع بشخصية قوية تفرض نفسها واحترامها ليس بحاجة إلى إيقاع العقوبات البدنية على الطفل، وقدرة المعلم على السيطرة وإمساكه بزمام الموقف التعليمي وتمكنه من مادته ومراعاته للفروق الفردية فيما بين تلاميذه وكونه قدوة في علمه وخلقه يغنيه عن الضرب الذي يعد وسيلة رديئة سواء في تعديل السلوك الأخلاقي أو التحصيلي.
الضرب أسلوب فاشل
من جانبها ترى الأستاذة مها حسين عبدالله باحثة اجتماعية أن الضرب في المدرسة أسلوب فاشل يمارسه المعلمون لعدم قدراتهم على فهم نفسية الطفل وكيفية التعامل معه وتلبية حاجاته ويلجأ إليه المدرسون بسبب عدم فهمهم لخصائص نفسية الطفل واحتياجاته وتضيف: ولابد أن يعلم التربويون أن استخدام أسلوب الضرب كأداة تربوية أمر يجر خلفه الكثير من السلبيات التي تؤثر في الطفل وتبقى لحظات الضرب التي يتعرض لها أثناء فترة الدراسة عالقة دائماً بذهنه على مر الأيام والسنين، وهناك أساليب أخرى يلجأ إليها المربي الناجح من خلال كسب الطفل وتشجيعه لفهم المادة باتباع العديد من الطرق الناجحة للاستيعاب والفهم بالطريقة المثلى:
ونوهت الأستاذة مها إلى أن اللجوء إلى الضرب لم يعد سلوكاً قائماً في المدارس الحكومية ويجب أن يدرك المعلمون أن الطلبة هم أبناؤنا وأمانة نرعاها في ظل غياب والديهما فلذا وجب علينا صون الأمانة.
الترغيب لا الترهيب
بينما يرى المحامي مختار محمد علي بأن تعرض الطلاب للعقاب البدني والإيذاء اللفظي يأتي في إطار وسائل العقاب الخاطئة التي يمارسها المعلمون في المدارس وشدد المحامي مختار على ضرورة استبدال الضرب بمصطلح “التأديب” لارتباطه الوثيق بمفاهيم التربية، ولأن العقاب يصنف ضمن الإجراءات الجنائية وليس التربوية ولتحقيق التأثير المناسب في العملية التعليمية والتربوية بشكل عام يحتاج إلى استخدام الترغيب بنسب متفاوتة جداً بحسب الموقف التربوي ويجب على المعلم أن يجلس مع الطالب بعد الحصة لمعرفة المسببات الاجتماعية والدينية أو الاقتصادية والأخلاقية والنفسية لذلك السلوك السيئ بهدف لفت نظره إلى الاتجاه الصحيح وإيضاح الخطأ الذي وقع فيه وإظهار الاهتمام الشخصي بالطالب وبيان الرفض لهذا السلوك مع العطف والرحمة في آن واحد ونوه إلى أن استخدام العصا من قبل المعلمين تعد مخالفة لمنهجنا النبوي وليس علاجاً لما له من آثار سلبية جسيمة في العملية التربوية، فالعلاج الإيجابي أفضل وأقصر الطرق للتخلص من السلوك السلبي.

*عام على رحيل رائد النشيد الإسلامي* *رضوان خليل (أبو مازن)* الضالع نيوز - خاص - فؤاد مسعد النور ملء عيوني والحور ملك يميني وكالملاك أغني في جنةٍ وعيونِ في القاهرة قضى رائد النشيد الإسلامي سنواته الأخيرة حتى وفاته في الـ15 مارس 2023، عن عمر ناهز 70 عاماً، تاركاً أثراً خالداً من تتمة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟

الإسم:

البريد الإلكتروني :

العنوان :

نص التعليق :
*

مساحة إعلانية

فيس بوك

تويتر

إختيارات القراء

إختيارات القراء

لا توجد مشاهدة

لا توجد تعليقات