بوائق المنافقين

28 - أغسطس - 2016 , الأحد 05:57 مسائا
3591 مشاهدة | لا يوجد تعليقات
الرئيسيةفكر و ثقافة ⇐ بوائق المنافقين

💎 جَوَاهِرُ التَّدَبُّر(98)💎
✍🏻 أ.د. فؤاد البَنّا
💠 بَوائقُ المنافقين 💠

🔷 معالمُ النفاق:
يَزعم بعض جهلة عصرنا أن المنافقين لا وجود لهم إلا في عصر الرسول صلى الله عليه وسلم؛ بحُجّة أن الوحي كان يُخبره بهم!
ونحن لا نتهم أحداً بعينه بالنفاق، ولكن الوحي الذي أخبر الرسول بأسمائهم هو الذي أخبرنا بصفاتهم في مئات الآيات.
وقد تدبرنا في هذا السياق آية واحدة منها فوجدناها تضع لهم ثلاث صفات أساسية، قال تعالى: {المنافقون والمنافقاتُ بعضُهم من بعض}، إذ يوالي بعضُهم بعضاً ولهم صفاتٌ أساسية مشتركة، هي:
- {يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف}، ومن ثم فإن كل من يُغيّر ما هو معلوم من الدين بالضرورة يكون منافقاً!
- {ويَقبضون أيديَهم ...} فإن أهم براهين الانتماء إلى المجتمع الإسلامي هو إنفاق فضل المال على الفقراء والمساكين، وعلى المصالح العامة بما يوفر الخدمة والخير للناس، وعلى ثغور الأمة السياسية والعلمية والعسكرية والإعلامية والثقافية، لكن هؤلاء {يَقبضون أيْديَهم} عن تقديم العون والمساعدة، وكم في هؤلاء من قَوَارينَ زمنهم، مع العلم أن قارون كان منافقا ولم يكن كافراً!
- {نسوا الله فنسيَهم} [التوبة: 67]، فهم لا يُقيمون الشعائر والمناسك التي تُذكّرهم بالله، وإذا فعلها بعضُهم فرياءً وخداعاً، ومن ثم فإنهم ساهون في صلواتهم، ولاهون في صيامهم، ومتباهون في حَجّهم، ولا يَذكرون الله في كل عباداتهم إلا قليلاً، وهو الذكر الخالي من حضور العقل وخشوع القلب، وكل ذلك لا يُغني عنهم من الله شيئاً، ولذلك فإن الله ينساهم ليزدادوا فجوراً وإجراماً .

🔷 طمع المنافقين:
في معرض تشريح القرآن لمنافقي زمن الصحابة، قال تعالى: {يَحذر المنافقون أنْ تُنزَّل عليهم سورةٌ تُنبئهم بما في قلوبهم} [التوبة: 64]، ويبدو أن جيل ذلك الزمان كان متقدماً في كل شيء، فمن يتابع كتابات وخطابات ومناشط منافقي هذا الزمن يدرك أنهم وصلوا في خداع الناس إلى حد انخداعهم هم، إذ ما زالوا يكررون أكاذيبهم، عبْرَ ما يملكون من أجهزة الدعاية ووسائل الإعلام وعبر مؤسسات صناعة الإشاعة وتوجيه الرأي العام، إلى حد أنهم صدّقوها، وربما لو كان هناك قرآن يتنزل لطمعوا بسورة تشهد لهم بأنهم على الحق وأن الإسلاميين على ضلال مبين!!
وتزداد فتنة هؤلاء المنافقين نتيجة قيام بعض أصحاب العمائم وأدعياء العلم والصلاح بتدبيج الشهادات بأنهم صالحون مصلحون، ونتيجة التمكين الذي يعيشون فيه منذ عقود عديدة ومراكمة النجاحات وتحقيق سائر ما يطمعون فيه!

🔷 فتنةُ الفاسقين:
كلما زاد خروج المسلمين عن أوامر الإسلام واشتدّ فسقُهم عن أمر ربهم؛ ازدادت الفتن التي تبتلي تَديُّنَهم وتَمتحن صدقَهم، وكلما زادت الامتحانات زاد عدد الساقطين فيها.
قال تعالى عن اليهود الذين سكنوا أريحا وابتلاهم الله بكثرة الأسماك يوم السبت في البحر وحرّم عليهم اصطيادها: {كذلك نبلوهم بما كانوا يَفسقُون} [الأعراف: 163].
وفي هذا النوع من فتنة الفاسقين يتيسَّر الحرام من الرزق ويتصعّب الحلال، وهذا ما نجده في بعض مجتمعاتنا المعاصرة ولاسيما في بعض القطاعات والمهن!
وما زال فاسقو مجتمعاتنا يتردَّوْن في دركات الفسق باستخدام حِيَل الشيطان حتى يقعوا في الحرام، ثم يستمرؤون أموال الحرام، وتَعافُ أنفسُهم المريضة طلب الحلال، وتصل إلى حدّ العشق للسُّحت وأموال الحرام!

🔷 الطابور السادس:
مهما كانت جوانح المسلم مفعمةً بحب الخير وممتلئةً بإرادة الانتصار له، فإنها بدون الوعي الفكري وفقه الواقع لا تغني شيئاً عن صاحبها، إذ قد يتدحرج إلى دركة الإرجاف الذي يَضرّ الجماعة المسلمة وهو يَظنُّ أنه يُحسن صُنعاً!
ولهذا وضع الله المرجفين بجانب المنافقين ومرضى القلوب في الإضرار بالمؤمنين، قال تعالى: {لئنْ لم يَنْتهِ المنافقون والذين في قلوبهم مَرَضٌ والمرجفون في المدينة لنُغْرِيَنّكَ بهم ثم لا يُجاورونك فيها إلا قليلاً} [الأحزاب: 60]
ولاحِظْ - قارئي العزيز - أن هذا التهديد الخطير ورد في سورة الأحزاب، التي تحدثت عن المؤامرات الداخلية والخارجية بما فيها تحدي المنافقين الذي يمثل الطابور الخامس، ويمكن اعتبار المُرْجفين الطابور السادس!


🔷 بُورِكَ المُتَدَبِّرون 🔷
💠 صفحتي على الفايسبوك:
https://m.facebook.com/profile.php?id=100011295450500

*عام على رحيل رائد النشيد الإسلامي* *رضوان خليل (أبو مازن)* الضالع نيوز - خاص - فؤاد مسعد النور ملء عيوني والحور ملك يميني وكالملاك أغني في جنةٍ وعيونِ في القاهرة قضى رائد النشيد الإسلامي سنواته الأخيرة حتى وفاته في الـ15 مارس 2023، عن عمر ناهز 70 عاماً، تاركاً أثراً خالداً من تتمة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟

الإسم:

البريد الإلكتروني :

العنوان :

نص التعليق :
*

مساحة إعلانية

فيس بوك

تويتر

إختيارات القراء

إختيارات القراء

لا توجد مشاهدة

لا توجد تعليقات