على صدر ليلــــــــة( شعر )

14 - مارس - 2014 , الجمعة 08:41 مسائا
4361 مشاهدة | لا يوجد تعليقات
الرئيسيةفكر و ثقافة ⇐ على صدر ليلــــــــة( شعر )

صورة تعبيرية
على صدر ليلــــــــة( شعر )

الضالع نيوز | ثقافة | شعر | مروة بعاج

سَفَحتُ النَّومَ من عينَيْ رُقادي
وبِتُّ مؤرَّقاً عبْدَ السُّهادِ


وأطْلقتُ الأعنَّةَ في رُبوعي
لأحزاني بأشعارٍ جِيادِ


جَفاني خِلُّ إيناسي وحُلْمي
وآخاني من الإيلامِ عادِ


تُبارِزني النُّجومُ وأيُّ أنثى
تُقارع بالشَّجى حَزْمَ النِّجادِ؟!


وتغلِبُني فيُفحِمُني ضِياها
فأغلِبُها ويُفحِمها مِدادي


وتُسلِمُني القيادَ إلى قصيدي
وأُسلمُها إلى الشكوى قِيادي


كلانا ساهرٌ لكنَّ قلبي
صغيرٌ ما لهُ راعٍ وَهادِ


وقلبُ النَّجمِ ترعاهُ سماءٌ
ويهديهِ الفضاءُ إلى الرَّشادِ


أيخشى من ضفافِ العينِ دمعي
فيدفِقُ صامتاً تحتَ الوِسادِ؟!


ويحضُنني فِراشي مثلَ أمٍّ
وهل تحيا قلوبٌ في الجَمادِ؟!


وحيداً دونما عَمَدٍ سأحيا
وقدْ علَتِ السَّماءُ بلا عِمادِ


تُطاردني النَّيازكُ في عُلاها
فتلقى الفجرَ من قَبلِ اصطيادي


وكم حذَّرتُها من نارِ أُنسـي
فأغراها الأُوارُ على التَّمادي


كأنِّي والدٌّجى مدٌّ وجَزْرٌ
وحُزنُ الرُّوحِ شَطٌّ ذو امتدادِ


صَهيلُ الشَّوقِ في صدري تعالى
فقدْ حنَّتْ إلى الرُّجعى جيادي


تُسابقُني فيسبِقُها وفاءٌ
على صهَواتِ عِشقٍ في فؤادي


ولي من قصَّة الماضي بقايا
روتْها للمَجرَّةِ شَهْرزادي


بها تاهَ التَّشـرُّدُ في عيوني
فسِـرْتُ إلى الحنينِ بغيرِ زادِ


هنالكَ حيثُ يلْقاني سُرورٌ
ودونَ لقائهِ خَرْطُ القَتادِ


أُسافرُ والدُّروبُ تسيرُ نَحْوي
فتخطَفُها سراديبُ الوِهادِ


هنالكَ حيثُ أمْتشقُ الأماني
بوجهِ الغيبِ يحْدو بي مُرادي


هنالكَ لا تَسلْني كيفَ أهْنا
بلِ انْفحني بأطيابِ الودادِ


حصادُ الأمسِ عاثتْ في رُباهُ
من الآهاتِ أسرابُ الجَرادِ


وينبوعُ الطُّفولةِ صارَ مِلْحاً
يُجرِّعُ بالنَّدامةِ كلَّ صادٍ


ففي عينيَّ طفلٌ من نقاءٍ
له في مَلعبِ الأحلامِ نادِ


يُركِّبُ من فُتاتِ اللّيلِ بيتاً
ويرمي البدرَ من وادٍ لوادِ


ويصنعُ قارِباً بشهابِ عزْمٍ
يشقُّ مُحيطَ عُمرٍ غيرِ بادِ


وطائرةٍ لهُ جابتْ كَراهُ
وأيقظتِ البراءةَ في الفؤادِ


لعلَّ اللّيلَ يبكي حُلوَ عمرٍ
لهُ في نَكْهةِ الذِّكرى أيادِ

سمواتُ الرَّزايا فوقَ صدري
ويا لَلصَّدرِ من سَبْعٍ شِدادِ!


ويا لَلعينِ من طوفانِ نوحٍ!
ويا لَلرُّوحِ من أرواحِ عادِ!


ولِلآلامِ في سُهْدي مَراحٌ
إذا طافتْ بآفاقِ البلادِ


على الأعرافِ قلبي بين خوفٍ
وأمْنٍ يرتجي ربَّ العبادِ


صراطُ النُّورِ مُعوَجٌّ بدربي
ومالي للضٌّحى إلا اجتهادي


تَملَّكني إلى الإصباحِ وَجْدٌ
فمَن ذا يفتدي ليلي بفادِ؟!


جبالُ الصَّبرِ دُكَّتْ في عروقي
وذرَّتْها بصحرائي العَوادي


وفي جَوفي سُعارٌ من أنينٍ
تكادُ جهنَّمٌ فيهِ تنادي!


كأنَّ الحشـرَ في غَسَقي تمطَّى
فما صبحُ الحسابِ له بِغادِ


سجى في لُجَّةِ الأحلاكِ ليلي
ومارتْ دونَهُ سفُن اتِّقادي


أَبِيتُ على تباريحي صليباً
فترجُمُني حُصَيِّاتُ البِعادِ


لقدْ فاضتْ من الإعياءِ نفسـي
لِتخلُدَ بينَ أنفاسِ المِهادِ


على وَسني تكالبتِ الدَّياجي
ومَن للرِّئمِ مِن أُسْدٍ عِتادِ؟!


سأنحرُ ليلةً نحرتْ وَجيبي
وأرقصَتِ الكواكبَ في حِدادي


وأحرقَتِ المروجَ بأرضِ روحي
فبادَ القلبُ فحْماً في رمادِ


رسولُ الشِّعرِ في شفَتي تغنّى
وأذْكى أَلفَ شمسٍ في رُقادي


لعلِّي و التَّرنُّمَ عندليبٌ
نَحيبٌ لُبُّهُ والثَّغرُ شادِ


ولو رَدّ القريضُ سنا حبيبٍ
لفجَّرتُ القصائدَ في البوادي


لأذْريتُ المشاعرَ في حقولي
ولكنْ دونَ قمحٍ ما حصادي؟!


ولي في كلِّ قافيةٍ سُعادٌ
يَبينُ الشِّعرُ إذْ بانتْ سُعادي


مَدِينٌ للقصيدةِ كلُّ نجمٍ
ودَينُ الحرفِ ليس إلى سَدادِ


قدِ اكتحلتْ جفونُ الفجرِ نوراً
وأَسْدلتِ البياضَ على السَّوادِ


وداعاً أيُّها اللَّيلُ المُعنَّى
تناقصْ فـ (الملاحمُ) بازديادِ


أصالةُ شعريَ المِفْتانِ تأبى
حُساماً ليس ذا صادٍ وضادِ


إذا أمستْ عَتادَك ذي الثُّريَّا
فإنَّ رَهافةَ النَّجوى عَتادي


توشَّحْ بالشـُّروقِ ونَمْ قريراً
ففي الإمساءِ نحنُ إلى مَعادِ

.
.
.

مروة بعاج..

*عام على رحيل رائد النشيد الإسلامي* *رضوان خليل (أبو مازن)* الضالع نيوز - خاص - فؤاد مسعد النور ملء عيوني والحور ملك يميني وكالملاك أغني في جنةٍ وعيونِ في القاهرة قضى رائد النشيد الإسلامي سنواته الأخيرة حتى وفاته في الـ15 مارس 2023، عن عمر ناهز 70 عاماً، تاركاً أثراً خالداً من تتمة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟

الإسم:

البريد الإلكتروني :

العنوان :

نص التعليق :
*

مساحة إعلانية

فيس بوك

تويتر

إختيارات القراء

إختيارات القراء