اليمن: الأقرع والحلاق والمقص!

24 - ديسمبر - 2014 , الأربعاء 07:01 مسائا
3180 مشاهدة | لا يوجد تعليقات
الرئيسيةنـاصـر يـحـيى ⇐ اليمن: الأقرع والحلاق والمقص!

نـاصـر يـحـيى
- لا يغرنكم أصوات الطائرات الحربية التي تزمجر في سماء العاصمة صنعاء، ويريدون ان يوهمونا أنها علامة استعداد ويقظة ضد أي خطر يستهدف الشعب.. الجماعة يستخدمون زمجرة الطائرات مع الشعب المسكين نوعا من دغدغة النفوس وخداع العقول.. أو كما يقول المثل المصري: الحلاق يضحك على الأقرع بطقطقة المقص!

وطبعا الأقرع هو الشعب الذي فقد شعر رأسه الذي كان يحميه.. والحلاق هو سلطتنا المحترمة.. والشعر هم الرجال الذين كانوا يحموننا وتعرضوا لخيانة لم يعرف تاريخ أي وطن مثيلا لها.. والطقطقة هي زمجرة الطائرات!

- الشفافية الوحيدة التي تحققت في السعيدة هي شفافية الانقلابات العسكرية؛ فمنذ أيام والناس والإعلام، والعالم الخارجي يتداولون خبر الانقلاب على هادي باهتمام يشابه اهتمام اليمنيين بمتابعة أخبار مشاركة منتخبنا في كأس الخليج، وإبداعات اليمنيين المشاركين في برامج المسابقات الغنائية والشعرية، شفافية ممزوجة بأريحية لا تنقصها إلا أن تجعلها وكالة أنباء سبأ أحد أخبارها الاعتيادية مثل انخفاض درجة الحرارة أو أخبار برقيات التعازي والتهاني داخليا وخارجيا التي يرسلها الرئيس يوميا.. وربما هو الحياء فقط الذي يمنعها من إذاعته، ولكيلا تتهم بأنها موالية للانقلابيين بعد تأكد ولائها.. للحوثيين!

- اتساقا مع ثبوت صحة نظرية المؤامرة؛ يبدو أن الأخبار المفزعة التي نسمعها عن انقلاب قريب هو جانب إجرائي من المؤامرة يراد به تخدير الرأي العام، وتجهيزه نفسيا إما لقبول صدور قرارات جمهورية بتعيين حوثيين في مناصب عسكرية ومدنية خطيرة جدا وحساسة أو لاستكمال السيطرة على البلاد! فبعد توتير البلاد وبث الرعب في كل مكان عن وجود خلافات خطيرة بين الرئيس والحوثيين، والترويج أن البلاد صارت على شفا حرب أهلية أو 13 يناير جديدة، وأن الحوثيين يتجهزون للسيطرة الكاملة على السلطة (أو "قحصها" وفق المصطلح الجديد!) وإقصاء هادي.. بعد كل ذلك يصدر الرئيس القرارات المطلوبة.. ويتنفس الناس الصعداء أن مرت الأزمة بعد أن غلب هادي العقل، واستجاب لمطالب الحكام الجدد! وفي الحالة الأخرى تتم السيطرة الحوثية رسميا ويعترف بها العالم، ويرضى الناس بها على أساس أن الدولة الظالمة أفضل من الفوضى.. وعلى رأي الحلبي يقول الشعب يومها: انهبونا نفتهن!

- على كثرة وطول الطنطنة الحوثية عن الشراكة؛ فكل مرشحيهم هم من أتباعهم.. وكل الأسماء المهمة من سلالة واحدة لا شريك لها، وآخر مثال تلك الأسماء المرشحة لرئاسة الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة ورئاسة الأركان، وتلك التي تم تعيينها في وزارة الداخلية، وتلك التي بدأت تهيمن على قناة اليمن الفضائية الأولى! وفي المقابل لم نسمع أنهم رشحوا اشتراكيا أو ناصريا أو مستقلا فضلا عن الـ 50% الخاصة بالجنوبيين لمنصب ما! والغريب الذي والشيطان شيء واحد أن الرئيس يستجيب للحوثيين، ولا يطلب منهم الالتزام بمبدأ الشراكة أبدا!

- مع احترامي لأهالي ضحايا الاغتيالات الإجرامية، وتقديري لحالاتهم الإنسانية الحرجة؛ إلا أنني لا أفهم كيف يظن يمني قتل قريب له أن هناك أملا في أجهزة الدولة عندما يدعونها لملاحقة القتلة وكشف أسمائهم؟ وإذا كانت الدولة عندما كانت قائمة وهي "نص خمدة" لم تنجح في القبض على أحد، فكيف يظنون أنها يمكن أن تقبض على قاتل وهي في حالة الموت السريري التي تعيشها منذ سقوط عمران في رمضان الماضي، يوم صمتت عن كل ما حدث وما يزال يحدث ضد أبسط معاني الدولة والقانون الذي تجري أحداثه أمام عيون الرئيس ومساعديه حتى وصلت إلى العاصمة ذاتها؟

قصارى ما سيحدث في التقارير المطلوبة أن خلاصة التحقيقات سوف تصف ما حدت مما يعرفه العامة بدقة يحسدون عليها مثل الزمان والمكان، والحالة الصحية، وساعة الوفاة، وماذا كان يلبس الضحية!

- يستحق الأخ وزير الأوقاف والإرشاد تحية خاصة على مشاركته في استقبال الحافظ الشاب صالح الرياشي في مطار صنعاء بعد مشاركته في مسابقة قرآنية وفوزه بعدة مراكز متقدمة.. الوزير بذلك كسر قاعدة شاذة ألا يستقبل المسؤولون إلا الرياضيين والفنانين فقط.. وهي حالة عربية مخجلة خلدها الأديب المصري الشهير نجيب محفوظ في رائعته "ميرامار" وهو يصف الحالة على لسان بطل الرواية الصحفي المشهور وجدي عامر بعد تقاعده عن العمل في الجريدة دون كلمة وداع ولا حفل تكريم ولا مقال: "أيها الأنذال، أيها (...): ألا كرامة لإنسان عندكم إن لم يكن لاعب كرة؟".

[1] أعلم أن نشر الآراء والأخبار والتوقعات الصحفية عندنا في اليمن –كما هو حال بلدان عديدة أبرزها: مصر- عملية من عمليات مناطق السوق الحرة: ليس عليها جمارك، ولا ضرائب، ولا واجبات، ولا رقابة حقيقية على الجودة! لكن أن يصل الأمر إلى الحديث »

هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟

الإسم:

البريد الإلكتروني :

العنوان :

نص التعليق :
*

مساحة إعلانية

فيس بوك

تويتر

إختيارات القراء

إختيارات القراء

لا توجد مشاهدة

لا توجد تعليقات