دين الله غالب.. ونوره في كل عصر

26 - ديسمبر - 2014 , الجمعة 05:19 مسائا
3821 مشاهدة | لا يوجد تعليقات
الرئيسيةنـاصـر يـحـيى ⇐ دين الله غالب.. ونوره في كل عصر

نـاصـر يـحـيى
كما كان دخول المستضعفين والعبيد دين الإسلام، وصمودهم أمام جهنم التعذيب والقتل، وجبروت السادة والمتكبرين؛ إحدى مؤشرات عظمة هذا الدين، وآية على أنه الدين الحق الذي يروي ظمأ المشتاقين للحرية والعدل والمساواة .. فكذلك كان دخول المفكرين، والعلماء، ورموز الغرب المهيمن على الدنيا في دين الإسلام في زمن المنجزات العلمية والمادية؛ آية ربانية على عظمة الإسلام، وقدرته على تلبية حاجات الإنسان في كل عصر ومكان!



وإذا كان القرن العشرين الميلادي الماضي هو زمن وصول العالم الإسلامي إلى قاع التخلف، والفقر، والوقوع في قبضة أعدائه التاريخيين والدينيين؛ فقد كان هو الزمن الذي اكتشف فيه كثير من أبناء الغرب حقيقة هذا الدين؛ رغم كل أدران التخلف وأوساخه التي غطت على جواهر الإسلام وحجبت رؤية ما فيه من عظمة، وجمال، وعدالة، ومساواة، وقدرة على منح الإنسان بغيته من السعادة والراحة والانسجام بين ظاهره وباطنه!



نور في كل عصر

والحق أنها ليست المرة الأولى التي يكون فيها الإسلام المحاصر والمسلمون الرازحون تحت وطأة عدوهم؛ مصدرا للهداية التي تجتذب عقول وقلوب من جاء أصلا لمحوه واستئصال أتباعه من الوجود! فقد انتهت هجمة البربرية التتارية بدخول التتار دين الله في إحدى أغرب الحوادث في تاريخ الأديان والشعوب والحضارات! وعندما عاد الصليبيون من المشرق الإسلامي، وانتهت حملاتهم الصليبية بهزيمة تامة كانوا يحملون معهم قبسا من نور الإسلام وحضارته وفنونه وأفكاره، وحتى العاب مثل الشطرنج، وتقاليد مثل عادة الاستحمام، واحترام المرأة!



تقول (راي تناهيل) مؤلفة كتاب/ الجنس في التاريخ: [ كل الذين جاءوا إلى العالم الإسلامي، ولو حتى إلى إسبانيا وصقلية فقط؛ عادوا بسلب لم يحسوا به ولكنه كان أثمن من كل ما حققوه أو سلبوه وهو نظرة جديدة للحياة من الاحتكاك بحضارة أكثر تقدما ورقيا مما كان بوسع نبلاء الغرب تخيله.. حفنة من الأفكار، والانطباعات، والوعي والتصور ولكنها كانت كافية لجعلهم أكثر انسجاما مع التغيرات التي كانت بدأت فعلا في أوربا..].. وفي كتابها الجميل (شمس العرب تسطع على الغرب) تقول د. زيغريد هونكه؛ ص20: [إننا لندين – والتاريخ شاهد على ذلك- في كثير من أسباب الحياة الحاضرة للعرب، وكم أخذنا عنهم من حاجات وأشياء زينت حياتنا بزخرفة محببة إلى النفوس، وألقن أضواء باهرة جميلة على عالمنا الرتيب الذي كان يوما من الأيام قاتما كالحا باهتا، وزركشته بالتوابل الطيبة النكهة، وطيبته بالعبير العايق، وأحيانا باللون الساحر، وزادته صحة وجمالا واناقة وروعة.ز].



وفي صلب الديانة؛ فمن يوم احتك نصارى أوربا بالحضارة الإسلامية عرفوا أهمية أشياء كثيرة؛ منها أهمية امرأة مثل مريم أم المسيح عليه السلام التي كانت في عقائدهم مجرد قديسة عادية أما الإسلام فقد أعلنها: سيدة نساء العالمين، وخصص القرآن سورة باسمها لم يحظ بمثلها رجل ولا امرأة من الصحابة، وذكر اسمها 34 مرة في 14 سورة، و15 مرة ذكر ابنها المسيح منسوبا إليها: عيسى بن مريم، وورد لقب المسيح 11 مرة منها 8 مرات: المسيح بن مريم! ولم يرد ذلك في الاناجيل ولا مرة واحدة! وكانت الجغرافيا النصرانية الوحيدة التي تحترم مريم ام المسيح هي كنيسة بيزنطة التي جاورت العالم الإسلامي أربعة قرون قبل أن تبدأ الحروب الصليبية.. وكذلك كان احد مصادر أوربا في حب مريم البتول شعراء التروبادور الذين نقلوا هذا النوع من الشعر من الأندلس الإسلامية! [ لمزيد من الاطلاع انظر: خواطر مسلم في المسالة الجنسية للأستاذ/ محمد جلال كشك.



وما يزالون يدخلون دين الله..

إذا؛ دخول الناس في دين الله الإسلام لا يرتبط بالضرورة بتقدم مادي ولا عظمة دنيا وانتصار عسكري؛ إنما هي العظمة الكامنة في مبادىء هذا لدين وسماحته، واتساقه مع العقل والنفس والروح، وهي القدوة المتجسدة في المسلمين، وفي كل ذلك وجد غربيون من أرفع الطبقات وأغنى البشر، وأكثرهم ذكاء وعلما أسبابا تدعهم لاعتناق الإسلام.. الإسلام نفسه الذي اعتنقه ؛بعد أن وجدوا فيهم ضآلتهم؛ ملايين البشر من الصين وأندونيسيا والفلبين (كانت دولة إسلامية قبل أن تتعرض للتنصير الكاسح بعد احتلال الأوربيين لها) إلى أواسط أفريقيا وغربها وجنوبها وشرقها.. إلى قلب أوربا نفسها في دول البلقان وقلب بلاد آسيا الوسطى.. كلهم على اختلاف بيئاتهم، وعلومهم، وتراثهم الإنساني وجدوا أن لا مناص من اعتناق هذا الدين، والحياة في ظل تعاليمه بمحض إرادتهم، ودون إجبار أو وضع السيف على الأعناق، وبدليل أن المناطق التي حكمها الإسلام كانت هي الوحيدة التي تعرف تعدد الأديان والطوائف في عصور لم يكن الحكام والدول تعترف بتعددية دينية إلا بدين الحاكم!



خلال العام 2014 الذي يكاد يلفظ أنفاسه بعد أيام قليلة؛ دخل في دين الإسلام شخصيات من أبناء الغرب من أرفع المستويات العلمية، والمهنية، والسياسية في دلالة متجددة أن هذا الدين هو نور الله الذي لا ينطفيء، وهو الحجة البالغة على الناس أجمعين ، ومن المفارقات التي تستحق التأمل أن أسرة الصحفي الأمريكي/ ستيفن سوتلوف الذي قتله مسلحو تنظيم داعش في رمضان الماضي؛ تحدوا زعيم داعش أن يقبل بمناظرة مع صديقه باراك بارفي المتخصص في الشؤون العربية ليدلل له على مخالفة قتل صديقه لتعاليم الإسلام التي تمنع قتل من لا يعتدي على المسلمين وخاصة أنه كان يحب العرب والمسلمين وجاء إلى المنطقة ليوصل رسالتهم للعالم! وهذه أبرز حالات اعتناق الإسلام خلال كما وردت في وسائل الإعلام2014:



- في فبراير 2014 أنهت وزارة الخارجية الأمريكية مهام سفيرها بالسودان جوزيف ستافورد بسبب اعتناقه الإسلام، حسب ما رود في مواقع إخبارية سودانية التي ذكرت إن السفير الذي تم إيقافه بصورة مفاجئة من عمله، تقدّم باستقالته لأسباب شخصية، وطلب إعفاءه من جميع المهام الدبلوماسية بالخارجية الأمريكية، وذلك للتفرغ لحياته الخاصة، وهو ما أكد اعتناقه الاسلام، خاصة أنه كان على علاقة وطيدة بالمجتمع السوداني، وقد زار مقار الطرق الصوفية وجماعة أنصار السنة المحمدية بالسودان عدة مرات، مما سمح له ببناء صداقات مع رجال الدين السودانيين.



- وفي 12 ديسمبر الماضي أعلن كاروليس أندريا، مهاجم فريق اتحاد العاصمة الجزائري، ومنتخب مدغشقر، اعتناقه الإسلام عقب اقتناعه بتعاليم الدين الإسلامي الحنيف واتباع طريق النور والهداية، بعد أربع سنوات قضاها داخل الجزائر على حد وصفه. وكانت هذه الخطوة غير مفاجئة لزملائه في الفريق، خصوصاً وأن ميوله كانت كبيرة للإسلام وصام عدة أيام في شهر رمضان الكريم الموسم المنصرم.



- وفي مارس الماضي أشهر الملاكم الفرنسي الشهير جيمي كوليبالي المشارك في بطولة رأس الخيمة العالمية للملاكمة العربية إسلامه على حلبة الملاكة وغير اسمة إلى: أمين



- وفي ديسمبر أيضا أكدت وسائل إعلام أمريكية أن “أو جي سيمبسون”، أسطورة كرة القدم الأمريكية ونادي بافلو بيلز بين عامي 1969 و1977 أعلن إسلامه في سجن “نيفادا”.



أو جي سيمبسون نجم نادي بافلو بيلز ما بين عامي 1969 و1977، وهذا اللاعب الأسطوري كان معلقا رياضيا ثم ممثلا.ومعروف أن سيمبسون هو أول لاعب كرة قدم أميركي يسجل 2000 ياردة في موسم واحد، وكان ذلك في العام 1973. وانضم اللاعب الذي أصبح الآن في الـ67 من عمره إلى صديقه بطل العالم في الوزن الثقيل في الملاكمة مايك تايسون الذي سجن سابقا في قضية اغتصاب وقد أعلن اسلامه خلال فترة سجنه التي استمرت 3 سنوات. وينتظر أن يغادر سيمبسون السجن بالإفراج المشروط في أواخر العام 2017.



يذكر أنه في العام 2013 قال محامي سيمبسون، وهو يدعى نورمان باردو لمجلة أميركية إن موكله “عرف الله في السجن”. وذكرت صحيفة “أوميد” أن جي سيمبسون يرتدي أحيانا الغطاء على رأسه ويدرس القرآن الكريم، وكافح لصيام شهر رمضان في صيف 2014. واشارت الصحيفة أيضا إلى أن سيمبسون طلب مؤخرا من الرئيس الاميركي باراك اوباما منحه عفوا خاصا حتى يتمكن من علاج سرطان الدماغ الذي يهدد حياته.



- في يوليو الماضي أعلن في فرنسا عن اعتناق عضو الجبهة الوطنية اليمينية المتطرفة ونائبها المنتخب الشاب الفرنسي/ ماكسينس بوتي الإسلام ، وبسبب رسالة عبر البريد إلكتروني (عبارة عن شريط فيديو)، إلى أطر الجبهة الوطنية التي ينتمي إليها؛اتهم الشاب ب"التبشير وتمجيد الإسلام" من قبل الحزب، الذي تقوده مارين لوبان، إلا أن نائب الجبهة الوطنية المنتخب عن "سين سان دوني" نفى بحزم هذه الاتهامات. ويقول الشاب البالغ من العمر 22 عاما، وفقا لصحيفة لوموند الفرنسية، انه أرسل هذا الفيديو إلى بعض الأطر بالحزب وذلك ل"شرح" أسباب ودواعي اعتناقه الاسلام. وكان الشاب ماكسينس بوتي، وهو أيضا طالب في كلية الحقوق، قد أرسل إلى 10 أطر حزبية، أثناء تبادله رسائل إلكترونية معهم، شريط فيديو عن المعجزات العلمية المذكورة في القرآن. وأضاف الشاب انه "أمام انعدام أي تفهم لخياري هذا، أردت أن أشرح، وأظهر صورة أخرى عن هذا الدين.


(بوتي) اعتنق الإسلام في يوليو الماضي، الذي بلغه لأول مرة عن طريق صديق له، عندما كان في التاسعة عشر من عمره ، وقال بهذا الخصوص: (تحدثنا كثيرا، وكانت تراودني تساؤلات، فقد كنت كاثوليكيا، وخلال قراءتي للإنجيل لاحظت الكثير من التناقضات. وبقراءتي القرآن بتأمل، أدركت أن هذا الدين أكثر انفتاحا ). وهو على يقين بخيبة أمل عدد من منتخبيه، ولكنه مستعد أن يشرح لهم الإسلام، الذي يهدف إلى الجمع بين جميع الرجال والنساء، حسب تعبيره.



- وفي أبريل الماضي اعتنق المدرب الفرنسي "فرانسوا براتشي" (62 عامًا) الإسلام ، فقد أعلن "براتشي" لنادي "اتحاد الأغواط" بـ"الجزائر" أنه اعتنق الإسلام، و أعلن شهادته في "المسجد الكبير" بـ"الجزائر" العاصمة، وأدى صلاة الجمعة الأولى في "مسجد الحسين"،وفقا لما نقلته الصحافة الجزائرية.



بدأ "براتشي" رحلته مع نادي "أولميبك" بـ"مارسيليا"، ثم مدرب في نادي "اتحاد الأغواط" بـ"الجزائر" منذ عام 2003م. يذكر أن الناس كانوا على علم بخبر اعتناق "براتشي" الإسلام منذ وقت، لكن تم تأكيد الخبر رسميًّا في إبريل 2014.

المصدر اون لاين

[1] أعلم أن نشر الآراء والأخبار والتوقعات الصحفية عندنا في اليمن –كما هو حال بلدان عديدة أبرزها: مصر- عملية من عمليات مناطق السوق الحرة: ليس عليها جمارك، ولا ضرائب، ولا واجبات، ولا رقابة حقيقية على الجودة! لكن أن يصل الأمر إلى الحديث »

هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟

الإسم:

البريد الإلكتروني :

العنوان :

نص التعليق :
*

مساحة إعلانية

فيس بوك

تويتر

إختيارات القراء

إختيارات القراء