- عدنان العديني

كان من أفضل ما صنع الإصلاح نزعه الولاء للمكونات الصغيرة من وعي المنتسبين له وهذا الامر لا يحتاج الى عناء كبير لإثباته مجرد التركيز على الحضور الوطني للحزب في كل البلاد يثبت ذلك فالوعي الوطني لا يتجاور مع الوعي المتحول داخل السلالات والمناطق.

كان الاصلاح ومازال آلة ضخمة للاندماج الوطني وبطريقة روضت أبناء المناطق الجبلية ذوي النزوع الكبير للترأس ونقلهم الى الوضع الذي يقبلون به بفكرة المساواة مع بقية أبناء اليمن بل انه قد قام بأكبر عملية دمج للهاشمين في المجتمع اليمني بعد تحريرهم من عقدة السلالة التي جلبت لهم ولليمن الويلات منذ ان وفدوا الى اليمن.

في الاصلاح لم يكن مهما من اين اتيت او ماهي جذورك والى اي منطقة تنتمي الا على سبيل التعارف فلقد كان السلم القيادي مفتوح امام الأكثر نشاطا لا الأعلى مقاما او الاقوى نسبا او الأعرق نسبا فالعراقة في الاصلاح عراقة الإنجاز الشخصي و(كل نفس بما كسبت رهينة).

لن تكون السياسة وممارستها متاحا للجميع الا حين يتخلى ذوي الامتيازات الموروثة عن المكانة التي يحصلون ليها دون جهد منهم.

في ذكرى الاصلاح أجدني مسكون بهذا المنجز العظيم ومأخوذ به حد الاندهاش خاصة وانا أعيش تجربة كادت الطلائع فيها ان تغرق في مستنقع السلالة.